ابن وهب بن مطيع كمال الدين ابن الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد القشيري وسيأتي والده وذكر جده وذكر إخوته وذكر عميه كل واحد منهم في مكانه من هذا الكتاب كان يحفظ القرآن ويتلوه كثيراً وكرر على مختصر مسلم للمنذري وربما قيل أنه حفظه وسمع من المنذري ومن النجيب عبد اللطيف والعز الحرانيين وجماعة قال الفاضل كمال الدين جعفر الأدفوي وأخبرت أنه كرر على الوجيز وجلس بالوراقين بالقاهرة وجرس بالمدرسة النجيبية بقوص إلا أنه خالط أهل السفه والخلطة لها تأثير فخرج عن حده وترك طريق أبيه وجده ولما ولي أبوه القضاء أقامه من السوق وألحقه بأهل الفسوق قال هكذا أخبرني جماعة من أهله وغيرهم وكان قوي النفس بلغني أن وكيل بيت المال مجد الدين عيسى ابن الخشاب رسم للشهود أن لا يكتبوا شيئاً يتعلق ببيت المال إلا بإذنه فجاءته ورقة فيها خط كمال الدين ابن الشيخ فطلبه وقال له ما سمعت ما رسمت به فقال نعم فقال كيف كتبت قال جاء مرسوم أقوى من مرسومك وأشد قال السلطان قال لا قال فمن رسم قال جاء مرسوم الفقراء أصبحت فقيراً ما أجد شيئاً وجاءتني ورقة أخذت فيها خمسة عشر درهما فتبسم وقال لا تعد قال وحكى لي بعض أصحابنا قال حضرنا يوماً وهو معنا عند الشيخ عبد الغفار بن نوح وكان الشيخ عبد الغفار كبيرة الصورة بقوص يأتي إليه الولاة والقضاة والأعيان وكان يمد رجله في بعض الأوقات ويدعى احتياجاً لذلك فمد رجله ذلك اليوم فأخذ الكمال مروحة وضربه على رجله وقال ضمها بلا قلة أدب وكان كثير الصدقة مع الفاقة وتوفي سنة ثمان عشرة وسبع مائة بالقاهرة .
الخطيب بدر الدين .
محمد بن محمد بن عبد الرحمن بدر الدين أبو عبد الله الخطيب بالجامع الأموي ابن قاضي القضاة جلال الدين القزويني خطب بالجامع المذكور في حياة والده وحياة المشايخ الكبار مثل الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني والشيخ برهان الدين والشيخ تقي الدين ابن تيمية ولما طلب والده إلى مصر وتولي قضاء القضاة بالشام استقل هو بالخطابة فيما أظن فلما طلب والده أيضاً إلى قضاء الديار المصرية بقي هو في الوظيفة وكان في كل سنة يتوجه على البريد إلى مصر ويحضر عند السلطان ويلبس تشريفاً ويقيم عند والده مديدة ثم يعود إلى دمشق على البريد وكان له بذلك وجاهة زائدة وصيت وقضى سعادة وافرة فلما عاد والده إلى الشام قاضياً نابه في الحكم وكان قد أتقن الخطابة وانصقلت عبارته وتلفظ بها فصيحاً وقرأ في المحراب قراءة حسنة طيبة النغم ولما توفي والده كان يظن أنه يلي القضاء فما اتفق له ذلك وعكس الدهر آماله ونقض حبل سعادته فتعكس وكلما حاول أمراً لم ينجب وطلب إلى مصر فبقي مدة إلى أن توفي السلطان الملك الناصر C وأقام بعده قليلاً ثم عاد إلى دمشق وقد أكمده الحزن فبقي أياماً قلائل وتوفي في ثاني جمادى الأخرة سنة اثنتين وأربعين وسبع مائة ودفن بمقابر الصوفية وقد جاوز الأربعين قليلاً وكان وافر الحشمة ظاهر التجمل حسن البزة جميل الصورة .
القاضي تاج الدين البارنباري .
محمد بن محمد بن عبد المنعم