أجازني الأستاذ عن مدحتي ... جائزةً كانت لأصحابه .
ولم يكن حظّي منه سوى ... جهبذتي يوماً على بابه .
فلمّا وصلت الرقعة إليه خرَّج في الحال من صرف الحاشية عنه وصار معه حتى دخل منزله .
القباري الموسّط .
الشيخ أحمد القبّاري الاسكندراني زعم أنه ابن أخت الشيخ الكبير أبي القاسم القبّاري . قدم دمشق وعمل مشيخة واعتقدوا فيه ثم انكشف بهرجه . وصادفه الشيخ محمد اليعفوري فقير مشهور فاتفقا على مكر خبيث حاق بهما فوقع بيد الأفرم نائب الشام ورقة وفيها نصيحة على لسان قطز مملوك قبجق حيث هو بالشوبك أن ابن تيمية والقاضي ابن الحريري يكاتبان أميرنا قبجق في نيابته بدمشق ويعملان عليك وأن ابن الزملكاني وابن العطار يطالعان أميرنا بأخبارك وأن جماعة من الأمراء معهم . فتنمّر الأفرم لذلك وأسرّ إلى بعض خواصه وبحث عمن اختلق ذلك فوقع الحدس على الفقيرين فأمسك اليعفوري فوجدوا في حجزته مسوَّدة النصية فضرب أقرّ بالقباري فضرب الآخر فاعترف فأفتى زين الدين الفارقي بجواز قتلهما فطيف بهما ثم وسِّطا بسوق الخيل وقطعت يد التاج ابن المناديلي الناسخ لأن المسودة كانت بخطه في سن اثنتين وسبعمائة .
صاحب مراغة .
أحمد بك الأمير صاحب مراغة كان ي خدمته خمسة آلاف فارس وإقطاعه أربعمائة ألف دينار وكان جواداً شجاعاً . ولمّا قدم طغتكين بغذاذ كان يحضر ك يوم إلى دار السلطان مع الأمراء في الخدمة فبينا هو جالس ذات يوم في الدار وإلى جانبه أحمد بك تقدم رجل ومعه قصة فسأل أحمد بك إيصالها إلى السلطان فضربه بسكين فأخذه أحمد بك فتركه تحتها وجاء آخر وصاح : شاباش وضربه وقتلوا ؛ وظنّ الحاضرون أن المراد طغتكين وكان أحمد بك قد أنكى في الباطنية وتفرق . وهذا إقدام عظيم من الباطنية لم يقدم مثله في دار سلطان وعاد طغتكين إلى الرملة غربي بغذاذ فنزل في مخيمه وبكى الناس على أحمد بك وأحرق غلمانه رحله وخيامه وطلب طغتكين دستوراً إلى دمشق وكان قتلة أحمد بك سنة ثمان وخمسمائة .
نقيب المتعممين .
أحمد شهاب نقيب المتعممين بدمشق . من شعره وقد أخذ المصري إلى عنده : .
قل لابن محبوبٍ إلى كم كذا ... تشكو إلينا الفقر كالسائل .
وتشتكي الإفلاس بين الورى ... وعندك المصري في الحاصل .
وله وقد اجتمع المصريّ بشخص حنبلي : .
سكان مصرٍ كلّهم أجمعوا ... على اتِّباع الشافعي الجملي .
وأنت يا مصريُّ خالفتهم ... تبعت دون الكلِّ للحنبلي .
وله أيضاً : .
يقولون قد ولى زمان ابن مهرةٍ ... فبدِّل به مهراً فقلت لشقوتي .
ركبت جميع الصَّافنات فلم يطب ... ولا لذَّ لي إلا ركوب ابن مهرة .
وقال وقد استناب ابن الحداد للشرف الرصاص : .
كأنَّ ابن حدادٍ لخفة رأسه ... أراد بياناً بالرصاص فداصا .
ثقيلان من بين البرية أصبحا ... بطاناً وفي العقل الخفيف خماصا .
أراد ابن حداد بهذا سياسة ... فمااسطاع من قبح الصفات خلاصا .
وقد كان يكفينا الحديد وبرده ... فما باله زاد الحديد رصاصا .
قلت : شعر نازل .
وكتب يطلب مشمشاً وهو خير من نظمه : وينهي أنّ العلوم الكريمة قد أحاطت أن المشمش قد طلعت نجومه السعيدة وأتت مصبّغات حلله الجديدة وجاءت نجّابة أطباقه على أيديها من القراصيا مخلّقات تملأ الدنيا بشائرها وتنثر من الثلوج جواهرها والعبد في إفلاس لا يعرف ما يتعامل به الناس وكرم مولانا ما عليه قياس والمملوك منتظر ما تنعم به صدقاته العميمة في هذا الالتماس .
ابن مالك الغرناطي