وأبلى جِدَّتي والبدرُ يُبلي ... ومال مع الهوى والغُصْنُ مائلْ .
وحال ولم أحلُ عنه ولوني ... بما ألقى من الزفرات حائلْ .
أمثِّل شخصه بخفيِّ وهمٍ ... وماء الحسن في الوجنات جائلْ .
فيرتع ناظري برياض حُسنٍ ... وأسكر بالشمول من الشمائلْ .
وكَمْ سمح الخيالُ له بليل ... ألَمَّ به فأضحى كالأصائلْ .
وضاع تمسُّكي بالنسك فيه ... وضاع المسك من تلك الغلائلْ .
قلت : شعر جيد صنع . وكان متصدراً بجامع ابن طولون لإقراء القراءات وله حظ في العربية والأدب وجمع كراسةً في قوله A : هو الطهور ماؤه الحل ميتته . توفي بالقاهرة سنة خمس عشرة وسبعمائة .
الإسماعيلي الشافعي .
إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس العلامة أبو سعد بن أبي بكر الإسماعيلي الفقيه الشافعي شيخ الشافعية بجرجان كان مقدماً في الفقه كثير التصانيف سمع وروى ووثقه الخطيب . توفي ليلة الجمعة نصف شهر ربيع الآخر ومما أكرمه الله به أن مات وهو في صلاة المغرب يقرأ " إيّاكَ نَعْبُدُ وإيّاكَ نَسْتَعين " . ففاضت نفسه سنة ست وتسعين وثلاثمائة من الشهر المذكور . صنف في أصول الفقه كتاباً كبيراً .
شرف الدين ابن التيتي .
إسماعيل بن أحمد بن علي الصاحب العالم شرف الدين أبو الفداء ابن أبي سعد الشيباني الآمدي الحنبلي المعروف بابن التيتي بتاءين ثالث الحروف وبينهما ياء آخر الحروف ساكنة صدر فاضل صاحب أدب وفنون ومعرفة بالحديث والتاريخ والأيام والشعر مع الدين والعقل والرياسة والحشمة جمع تاريخاً لآمد وترسل عن صاحب ماردين إلى الديوان العزيز وسمع بالقاهرة مع ولده شمس الدين من ابن المقير وابن الجميزي وسمع بالشام وماردين وروى عنه الدمياطي وتوفي سنة ثلاث وسبعين وستمائة .
الحافظ ابن أبي الأشعث .
إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث الحافظ أبو القاسم السمرقندي ولد بدمشق سنة أربع وخمسين وأربعمائة وسمع من جماعة وطال عمره وروى عنه جماعة منهم السمعاني وابن عساكر والأعز بن علي الظهير وعمر بن طبرزد والكندي وكان محظوظاً في بيع الكتب . وتوفي سنة ست وثلاثين وخمسمائة .
الساماني .
إسماعيل بن أحمد بن أسد بن سامان أحد الملوك السامانية وهم أرباب الولايات بالشاش وسمرقند وفرغانة وما وراء النهر ولما بعث بعمرو بن الليث الصفار إلى المعتضد كتب له بولاية خراسان وسيأتي ذكره أيضاً في ترجمة عمرو بن الليث الصفار إن شاء الله تعالى . وكان جواداً شجاعاً صالحاً بني الربط في المفاوز وأوقف عليها الأوقاف وكل رباطٍ يسع ألف فارس وأقام الإقامات للمسافرين وكسر الترك وكانوا سبعمائة قبة وبعث إليهم قواده وهم غارون فقتلوهم . وكان طاهر بن محمد بن عمرو بن الليث قد استولى على فارس بعد ما أسر جده عمرو فأنفذ المعتضد بدراً لقتاله فبعث طاهر إلى إسماعيل يسأله أن يتوسط له عند المعتضد وقيل : عند المكتفي ليقره على فارس ويقطع عليه مالاً وأهدى طاهر إلى إسماعيل هدايا من جملتها ثلاث عشرة جوهرةً وزن كل واحدة ما بين السبع مثاقيل إلى العشرة وبعضها أحمر والبعض أزرق فقومت بمائة ألف دينار فكتب له إلى الخليفة يشفع فيه ويخبره بحال الهدية ويستأذنه في قبولها فكتب إليه : لو أهدى إليك كل عامل لأمير المؤمنين أمثال ذلك كان ذلك يسره وشفعه في طاهر ولما توفي سنة خمس وتسعين ومائتين تمثل المكتفي فيه بقول الشاعر من المنسرح : .
لن يُخلف الدهرُ مثلهَ أبداً ... هيهات هيهات شأنه عجبُ .
أبو سعد المؤذن الشافعي .
إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك بن علي بن عبد الصمد أبو سعد ابن أبي صالح المؤذن النيسابوري أحد الأئمة الشافعية سكن كرمان إلى حين وفاته وكان له اختصاص بالسلاطين وقدم بغداد رسولاً من السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه وحدث بها بكتاب معجم شيوخه الذي جمعه له والده تقفه على الأستاذ أبي القاسم القشيري وإمام الحرمين وكان إماماً في الأصول والفقه حسن النظر مقدماً في التذكير وسمع الكثير بإفادة والده وكان الأئمة يراعونه لعقله وظهر له العز والجاه . وتوفي سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة .
عماد الدين ابن الأثير