نجم الدين الحاجي .
بكبرس بن يلنقلج أبو شجاع التركي مولى الإمام الناصر ؛ يعرف بنجم الدين الزاهد وبالحاجي . كان فقيهاً عارفاً بمذهب أبي حنيفة حدث عن عبد العزيز بن منينا وروى عنه شرف الدين الدمياطي والقطب ابن القسطلاني ومحمد بن محمد الكنجي وكان عارفاً بالأصول . قال الدمياطي : كان مقدماً على مماليك المستعظم . وقال ابن النجار : جليل القدر . وله مصنفات قرأ الكثير بنفسه على أصحاب أبي الوقت وتوفي سنة اثنتين وخمسين وستمائة .
بكتاش .
الأمير بدر الدين أستادار .
ملك الأمراء حسام الدين لاجين .
توفي سنة ثلاث وتسعين وست مائة .
أمير سلاح .
بكتاش الأمير بدر الدين الفخري أمير سلاح ؛ كان من مماليك الأمير فخر الدين ابن الشيخ وعاد من أكابر الأمراء الصالحية المترددين في الغزوات المشهورين بالخير والصدقات . لما قتل المنصور حسام الدين لاجين سنة ثمان وتسعين وست مائة كان الأمير بدر الدين المذكور مجرداً في حلب يغزو بلاد سيس ولما عاد وقرب من مصر أخبر بما جرى من طغجي وكرجي وما يقصدانه فلما عزم على الدخول إلى القاهرة طلب الأمراء الذين معه ومشوا في خدمته وركب طغجي لملتقاه فلما رآه قال له : كان لنا عادة من السلطان أنّا إذا قدمنا يتلقانا وما أعلم ما أوجب تأخيره فقال طغجي : ما علم الأمير بما جرى ؟ إن السلطان قتل فقال : ومن قتله ؟ قال كرد الحاجب : قتله طغجي وكرجي فأنكر عليهما وقال : كلما قام للمسلمين سلطان تقتلونه . تقدم عني لا تلتصق بي . وساق أمير سلاح وتركه فتيقن طغجي أنه مقتول . فأراد الهروب . فانقض عليه بعض الأمراء وأمسكه بدبوقته وضربه بالسيف وتكاثروا عليه فقتلوه ومعه ثلاثة أخر وركب كرجي في جماعة لنصرته فركب الجيش جميعه في خدمة أمير سلاح وقتلوا كرجي والكرموني ودخل أمير سلاح وقعد والأمراء معه ورتبوا حضور الملك الناصر محمد بن قلاوون من الكرك وإعادته إلى السلطنة . وأقام أمير سلاح إلى سنة ست وسبع مائة وطلب النزول عن الإمرة ولزم داره . وتوفي في السنة المذكورة .
بكتمر .
صاحب خلاط .
بكتمر سيف الدين صاحب خلاط ؛ مملوك صاحبها . أسرف في إظهار الشماتة بموت صلاح الدين C تعالى وفرح وعمل تختاً وجلس عليه ولقب نفسه بالسلطان المعظم صلاح الدين وسمى نفسه عبد العزيز وظهر منه رعونة وتجهز لقصد ميافارقين وكان مملوك شاه أرمن قد تزوج بابنة بكتمر وطمع في الملك فجهز على بكتمر من قتله سنة تسع وثمانين وخمس مائة وتملك بعده .
الأمير سيف الدين الحاجب .
بكتمر الأمير سيف الدين بكتمر الحاجب ؛ كان أولاً أميرا آخور ثم قدم دمشق وتولى بها شد الدواوين أيام الأفرم ولم يكن لأحد معه كلام . وكان عارفاً خبيراً بصيراً بالأحكام درباً مثقفاً خيراً يرعى أصحابه ويقضي حوائجهم . ثم ولي الحجوبية وتوجه إلى صفد كاشفاً أيام سنقر شاه على الأمير ناهض الدين عمر بن أبي الخير مشد صفد ونزل بالميدان وكان معه القاضي معين الدين ابن حشيش . ونزل بالميدان وحرر الكشف ودققه حتى قال زين الدين عمر بن حلاوات موقع صفد : .
يا قاصداً صفداً فعد عن بلدة ... من جور بكتمر الأمير خراب .
لا شافع تغني شفاعته ولا ... جان له مما جناه متاب .
حشر وميزان ونشر صحائف ... وجرائد معروضة وحساب .
وبها زبانية تبث على الورى ... وسلاسل ومقارع وعقاب .
ما فاتهم من كل ما وعدوا به ... في الحشر إلا راحم وهاب .
قلت : وهذه أبيات لسبط التعاويذي معروفة في ديوانه أولها : .
يا قاصداً بغداد جز عن بلدة ... للجور فيها زخرة وعباب