وما حب الملوك بعثت لكن ... بعثت إليكم حب القلوب .
حكى بعض الأدباء أن ابن سكن هذا كان بمجلس أُنس على نهر شلب بالجسر بحيث ينصبّ النهر السلسال في البحر العجاج وينساب العذب الزلال في الملح الأجاج وقد تعرضت هناك إحدى الجواري لجواز الجسر وذكرته عيون المهى بين الرصافة والجسر فلما بصرت به رجعت عن وجهها وسترت ما ظهر من محاسن وجهها فقال : .
وعقيلة لاحت بشاطئ نهرها ... كالشمس طالعة لدى آفاقها .
فكأنها بلقيس وافت صرحها ... لو أنها كشفت لنا عن ساقها .
ثم لقي أبا بكر بن المنخّل فأنشده البيتين فقال في ذلك : .
ما ضرها وهي الجمال بأسره ... لو أنها زفت إلى عشاقها .
الفقيه المدني .
أبو بكر بن سليمان ابن أبي خيثمة القرشي العدوي المدني الفقيه ؛ روى عن أبيه وجدته الشفّاء وأبي هريرة وابن عمر . وتوفي في حدود المائة وروى له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي .
حسام الدين الواعظ .
أبو بكر بن سليمان بن علي بن سالم حسام الدين الحموي ثم الدمشقي الواعظ في الأعزية الحنفي ؛ ولد سنة بضع وخمسين وخمس مائة وسمع من الأمير أسامة بن منقذ والخشوعي والقاسم ابن عساكر وحنبل وابن طبرزد . وأخذ الوعظ عن والده ووعظ بمسجد أبي اليمن أكثر من خمسين سنة . روى عنه الدمياطي وأبو علي ابن الخلال وأبو محمد الفارقي ومحمد بن محمد الكنجي وأبو المعالي ابن البالسي وجماعة . وكان خيراً معدلاً . وتوفي سنة تسع وأربعين وست مائة .
ابن سمحون المقرئ .
أبو بكر بن سليمان بن سمحون الأنصاري الأندلسي القرطبي المقرئ ولقب تلميذ ابن الطراوة . وكان يقول : ما يجوز على الصراط أنحا من ابن الطراوة . توفي سنة ثلاث وستين وخمس مائة .
المعتضد بالله .
أبو بكر بن سليمان بن أحمد بن حسن بن علي بن أبي المسترشد مولانا أمير المؤمنين أبو الفتح المعتضد بالله ابن مولانا أمير المؤمنين أبي الربيع المستكفي بالله ؛ بويع له بالخلافة بالقاهرة المحروسة بعد وفاة أخيه الحاكم بأمر الله أحمد بن المستكفي .
تقي الدين الصالحي الحنبلي .
أبو بكر بن شرف بن محسن بن معن الشيخ الإمام تقي الدين الصالحي الحنبلي ؛ أخبرني الشيخ شمس الدين ابن قيم الجوزية قال : هو رفيق الشيخ تقي الدين ابن تيمية في الاشتغال . وله تصانيف وتوفي C تعالى بعد العشرين وسبع مائة أو قبلها تقريباً .
الأبهري .
أبو بكر بن طاهر الأبهري ؛ كان يتكلم على علم الظاهر والحقيقة . وتوفي في حدود الثلاثين والثلاث مائة .
أحد الفقهاء السبعة .
أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي ؛ أحد الفقهاء السبعة بالمدينة وكنيته اسمه وعادة المؤرخين أن يذكروا من كنيته اسمه في الحرف الموافق لأول المضاف إليه ومنهم من يفرد للكنى باباً برأسه . وكان أبو بكر من سادات التابعين وكان يسمى راهب قريش وجده الحارث أخو أبي جهل بن هشام من جلة الصحابة Bهم . ومولده في خلافة عمر بن الخطاب Bه . وتوفي سنة أربع وتسعين للهجرة وهذه السنة كانت تسمى سنة الفقهاء لأنه مات فيها منهم جماعة وهؤلاء الفقهاء السبعة كانوا بالمدينة في عصر واحد وعنهم انتشر العلم والفتيا في الدنيا وقد جمعهم بعض العلماء في بيتين فقال : .
ألا كل من لا يقتدي بأئمة ... فقسمته ضيزى عن الحق خارجه .
فخذهم عبيد الله عروة قاسم ... سعيد سليمان أبو بكر خارجه .
وسيأتي ذكر كل واحد منهم في موضعه إن شاء الله تعالى . وإنما قيل لهم الفقهاء السبعة لأن الفتوى بعد الصحابة Bهم صارت إليهم وشهروا بها . وكان في عصرهم جماعة من العلماء مثل سالم بن عبد الله Bهم وأمثاله ولكن الفتوى لم تكن إلا لهؤلاء السبعة . وكان لأبي بكر عدة إخوة وهو أجلهم . وروى عن أبيه وعن عمار بن ياسر وأبي مسعود البدري وعائشة وعبد الرحمن بن مطيع وأبي هريرة وأسماء بنت عميس وجماعة . وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه . وكان عبد الملك بن مروان يكرمه ويقول : إني لأهم بالسوء أفعله بأهل المدينة لسوء أثرهم عندنا فأذكر أبا بكر فأستحيي منه .
أمين الدين ابن الرقاقي