فلم يثن عنها الطرف خوفاً وحيرةً ... ومالت على كره إليها الغلاصم .
وأبرزت الأرض الكمين وقد علت ... عليها طيور للحمام حوائم .
فأهوى إليهم كل أجرد ضامر ... تطير به نحو الهياج القوائم .
يخوض الوغى لم تثنه اللجم راقصاً ... دلالاً ويغدو وهو في الدم عائم .
وسالت عليهم أرضهم بمواكب ... لها النصر طوع والزمان مسالم .
أدارت بهم سوراً منيعاً مشرفا ... بسمر العوالي ماله الدهر هادم .
من الترك أما في المعاني فإنهم ... شموس وأما في الوغى فضراغم .
غدا ظاهراً بالظاهر النصر فيهم ... يبيد الليالي والعدى وهو دائم .
فأهووا إلى لثم الأسنة في الوغى ... كأنهم العشاق وهي المباسم .
وصافحت البيض الصفاح رقابهم ... وعانقت السمر القدود النواعم .
فكم حاكم فيهم على ألف دارع ... غدا حاسر والرمح في فيه حاكم .
وكم ملك منهم رأى وهو موثق ... خزائن ما يحويه وهي غنائم .
توسوست السمر الدقاق فأصبحت ... لها من رؤوس الدارعين تمائم .
فيا ملك الإسلام يا من بنصره ... على الكفر أيام الزمان قواسم .
تهن بفتح سار في الأرض ذكره ... سرى الغيث تحدوه الصبا والنعائم .
بذلت له في الله نفساً نفيسةً ... فوافاك لا يثنيه عنك اللوائم .
ولما هزمت القوم ألقت زمامها ... إليك الحصون العاصيات العواصم .
ممالك حاطتها الرماح فكم سرت ... على وجل فيها الرياح النواسم .
تبيت ملوك الأرض وهي مناهم ... وليس بها منهم مع الشوق حالم .
ولولاك ما أومأ إلى البرق ثغرها ... لغرة مثواه من الشام شائم .
أقمت لها بالخيل سوراً كأنه ... أساور أضحت وهي فيها معاصم .
فلا زلت منصور اللواء مؤيداً ... على الكفر ما ناحت وأنت حمائم .
الجالق .
بيبرس الأمير ركن الدين الجالق الصالحي ؛ كان من أكبر الأمراء توفي سنة سبع وسبع مائة .
الملك المظفر