وروى له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة .
الألقاب .
الجبيري : إسمه محمد بن عبد السلام .
جثجاث أبو عقيل صاحب الصاع .
جثجاث أخو بني أنيف حليف بني عمرو بن عوف اشتهر بكنيته وهي أبو عقيل .
أتى بصاع تمر فأفرغه في الغرفة فتضاحك به المنافقون وقالوا : إن الله لغني عن صاع أبي عقيل فنزل فيهم : " الذين يلمزون المطوعين " .
وكان النبي A حض على الصدقة يوماً فأتى عبد الرحمن بن عوف بنصف ماله أربعة آلاف درهم وأربع مائة دينار وأتى عاصم بن عدي بمائة وسق تمر فلمزهما المنافقون وقالوا : هذا رياء فنزلت الآية : " والذين لا يجدون إلا جهدهم " هو أبو عقيل أتى بصاعه وقال مالي غير صاعين نقلت فيهما الماء على ظهري حبست أحدهما لعيالي وجئت بالآخر .
الجحاف بن حكيم القيسي .
الجحاف بن حكيم بن عاصم بن قيس بن سباع بن خزاعى بن محارب ابن مرة بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهتة بن سليم بن منصور .
لما كانت سنة ثلاثٍ وسبعين للهجرة وقتل عبد الله بن الزبير وهدأت الفتنة واجتمع الناس على عبد الملك وتكافت قيس وتغلب عن المغازي بالشام والجزيرة وظن كل واحدٍ من الفريقين أن عنده فضلاً لصاحبه وتكلم عبد الملك في ذلك ولم يحكم الصلح فيه فبيناهم على تلك الحال إذ أنشد الأخطل عبد الملك وعنده وجوه قيس : - من الطويل - .
ألا سائل الجحاف هل هو ثائر ... بقتلي أصيبت من سليم وعامر .
أجحاف إن نهبط عليك فتلتقي ... عليك بحور طاميات الزاواخر .
تكن مثل أقذاء الحباب الذي جرى ... به البحر تسقيه رياح الصراصر .
فوثب الجحاف يجر مطرفه وما يعلم من الغضب فقال عبد الملك للأخطل : ما أحسبك إلا قد اكسبت قومك شراً .
فافتعل عهداً من عبد الملك على صدقات بكر وتغلب فصحبه من قومه نحو من ألف فارس فسار بهم حتى بلغ الرصافة ثم كشف لهم أمره وأنشدهم ما قاله الأخطل وقال إنما هي النار أو العار فمن صبر فليقدم ومن كره فليرجع فقالوا : نحن معك .
فصاروا إلى البشر وهو واد لبني تغلب فأغاروا عليهم ليلاً وقتلوهم وبقروا من النساء من كانت حاملاً ومن كانت غير حاملٍ قتلوها وقتل ابن للأخطل يقال له غياث .
ثم إن الجحاف هرب من بعد ذلك وفرق عنه أصحابه ولحق بالروم .
فلحقه عبيدة بن تمام التغلبي دون الدرب فكر عليه الجحاف فهزمه وهزم أصحابه ومكث زميناً في الروم وقال في ذلك : - من الطويل - .
فإن تطردوني تطردوني وقد جرى ... بي الورد يوماً في دماء الأراقم .
لدن ذر قرن الشمس حتى تلبست ... ظلاماً بركض المقربات الصلادم .
وأقام هناك حتى سكن غضب عبد الملك وكلمته القيسية في أن يؤمنه فلان لهم فقيل له : إنا والله لا نأمنه على المسلمين أن يأتي بالروم .
فأمنه فأقبل فلما قدم على عبد الملك لقيه الأخطل فقال له الجحاف : - من الطويل - .
أبا مالكٍ هل لمتني إذ حضضتني ... على القتل أم هل لامني فيك لائمي .
أبا مالكٍ إني أطعتك في التي ... حضضت عليها فعل حران حازم .
فإن تدعني أخرى أجبك بمثلها ... وأني لطّب بالوغى جد عالم .
فرأى عبد الملك أنه إن تركهم على حالهم كأنه لم يحكم الأمر فأمر الوليد بن عند الملك فحمل الدماء التي كانت قبل ذلك بين قيس وتغلب وضمن الجحاف قتلى البشر وألزمه إياها عقوبةً له فأدى الوليد الحمالات ولم يكن عند الجحاف ما يؤدي فلحق بالحجاج يسأله لأنه من هوازن فسأله الإذن فمنعه فلقي أسماء بن خارجة فعصب حاجته به فقال : إني لا أقدر لك على منفعة قد علم الأمير بمكانك .
وأبى أن يأذن لك .
فقال : لا والله لا ألزمها غيرك ثم إن الحجاج أعطاه مائتي ألفٍ وخمسين ألفاً ثم إن الجحاف تأله بعد ذلك وحج ومعه مشيخة قد حزموا أنفسهم ولبسوا الصوف ومشوا إلى مكة وخرج الناس ينظرون إليهم وسمع عبد الله بن عمر الجحاف وقد تعلق بأستار الكعبة وهو يقول : اللهم اغفر لي وما أراك تفعل .
فقال له ابن عمر : يا هذا لو كنت الجحاف ما زدت على هذا القول قال : فأنا الجحاف فسكت .
وسمعه محمد بن علي بن أبي طالب Bهما وهو يقول ذلك فقال له : يا عبد الله قنوطك من عفو الله أعظم من ذنبك .
الألقاب