قلتم : جز لترانا بالحمى ... وملأتم حيكم بالرُّقبا .
ليس أخشى الموت في حبكم ... ليس قتلي في هواكم عجبا .
إنما أخشى على عرضكم ... أن يقول الناس قولاً كذبا .
استحلوا دمه في حبِّهم ... فاجعلوا وصلي لقتلي سببا .
قلت : شعر عذب متوسط .
؟ أمين الدين شرف .
جعفر بن محمد بن عدنان أمين الدين بن محي الدين الحسيني . وقد تقدم ذكر والده . كان أمين الدين نقيب الأشراف بدمشق وناظر الدواوين وهو عم السيد علاء الدين بن زين الدين نقيب الأشراف بدمشق يومئذ . توفي سنة أربع عشرة وسبعمئة في حياة والده ولما توفي أخوه الشريف زين الدين الحسين بن محمد تولّى أمين الدين نظر الدواوين ونقابة الأشراف .
وزير المعتز .
جعفر بن محمود أبو الفضل الإسكافي ولي الوزارة للمعتز حين خرج المستعين إلى بغداد وبايع الأتراك المعتز بسرّ من رأى في المحرم سنة إحدى وخمسين ومئتين ولم يكن للوزير أدب وكان ثقيلاً على قلب المعتز وكان يصبر عليه لميل الأتراك إليه وكان وزيره أيام الفتنة وبعد أن صحَّت له الخلافة أشهراً وكان المغاربة يبغضونه لحب الأتراك إياه حتى وقعت بينهم حروب وشكوه إلى المعتز فقال : جعفر يضرّب بينكم فعزله في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين ومئتين ونفاه إلى تكريت وكان جعفر من كبار الشيعة . ثم أنه ولي الوزارة للمهتدي حين ولي الخلافة وأخذ له البيعة على الناس فوزر له مديدة . ثم إن الهاشميين دخلوا على المهتدي وقالوا له إنه رافضي وأن أصحابه يكاتبون العلوية بخراسان بأخبار المملكة فنفاه إلى بغداد وحبسه وفي جعفر يقول بعض الكتاب : من الكامل .
لسنا نؤمِّل جعفراً لسداد ... بل جعفر أصلٌ لكل فساد .
مترفضٌ بالنقص لا ببصيرة ... لا يهتدي جهلاً لأمر رشاد .
يزري على لبس السواد فوجهه ... من أجل ذاك مربَّدٌ بسواد .
قل للخليفة يا بن عمّ محمدٍ ... كن من خيانته على أرصاد .
لا تركننَّ إلى لعينٍ مبغض ... يختصّ غيركم بصفو وداد .
شرّد به يابن الخلائف وآنفه ... لأشطِّ قطرٍ نازعٍ وبلاد .
وتوقّ آراءً له معكوسةً ... تمضي بأخبث نيةٍ وعناد .
وكان إذا أراد أن يولّي أحداً ناحيةً قال في مجلسه : أريد من أولّيه ناحية كذا ثم يتقدَّم إلى أصحاب الأخبار أن يكاتبوه بقول الناس ومن الذي يرجفون له بها فإن أرجفوا لواحدٍ ولاّه وأن أرجفوا لجماعةٍ اختار منهم واحداً وكان يقول : من مروءة الكاتب كمال آلة دواته . وتوفي في المحرَّم سنة ثمان وستين ومئتين .
ابن مكي الحاجب الشافعي .
جعفر بن مكي بن علي بن سعيد أبو محمد البغدادي حفظ القرآن في صباه وقرأ على جماعة من الشيوخ بالروايات ثم قرأ الفقه للشافعي والخلاف والأصولين وشذا طرفاً صالحاً من المنطق والعلوم القديمة واشتغل بالأدب اشتغالاً تاماً وسافر إلى الموصل وأقام بها عند أبي حامد بن يونس الفقيه يقرأ عليه ثم عاد إلى بغداد وأقام بالنظامية وأثبت في شعراء الديوان . وكان ينشد في مجالس الوزراء وخدم في المخزن في عدة أشغال ورتب على البريد ونادم الإمام الناصر وكان حسن المفاكهة مليح النشوار ثم عزل عن البريد ورتب حاجباً بالديوان ثم ارتفع ورتب حاجباً بباب المراتب ومولده سنة ثلاث وسبعين وخمسمئة ووفاته سنة تسع وثلاثين وستمئة ومن شعره : من الطويل .
إلهي يا مولى الموالي وخير من ... تمدّ إليه الراح عند سؤال .
قطعت رجائي عن سواك لأنني ... رجوتك إذ كنت العليم بحالي .
ومن يك في كل الأمور مفوِّضاً ... إليك فقد حاز المنى بكمال .
ومنه : من البسيط .
لا أوحش الله ممّن لا أرى أحداً ... من الأنام إذا ما غاب يخلفه .
اشبهت يعقوب في حزني لفرقته ... وشدة الشوق لما بان يوسفه .
عليك مني سلام الله ما عبثت ... يد النسيم بغصن البان تعطفه .
وله أمداح في الإمام الناصر قصائد مطولة . شعر متوسط .
ابن الهادي