جعفر بن يحيى بن إبراهيم بن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله التميمي أبو الفضل المعروف بابن الحكّاك من أهل مكة . سمع بها أبا الحسن محمد بن علي بن صخر الأزدي البصري وأبا نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي والقاضي أبا عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي وغيرهم وقدم بغداد وخرَّج لأبي الحسين ابن النَّقور فوائد في أربعة أجزاء وتكلم عليها وسمع منه ومن أمثاله وكان موصوفاً بالمعرفة والإتقان والحفظ والثقة والصدق . وكان يترسّل من ابن أبي هاشم أمير مكة إلى الخلفاء والملوك ويتولى قبض الأموال منهم ويحمل كسوة الكعبة . ولد سنة ست عشرة وأربعمئة وتوفي سنة خمس وثمانين وأربعمائة . قال الباخرزي : أنشدني أبو الفضل لنفسه : من الوافر .
توقَّر من جماحك في الزَّمام ... وأسفر عن قناعك واللِّثام .
وزع من غرب لفظك في مقالٍ ... تعرَّف عيَّه عند المقام .
ولا تبذخ بهود فهود منّا ... تحدَّرنا جميعاً من غمام .
ولا تفخر بقومٍ أنت منهم ... مكان المنسمين من السِّنام .
ولا تحسب جوابي ذا ولكن ... جوابي صدر رمحي أو حسامي .
رأس الإسكافية .
أبو جعفر الإسكافي رئيس الفرقة الإسكافية من فرق المعتزلة زعم أن الله تعالى لا يقدر على ظلم العقلاء ويقدر على ظلم الأطفال والمجانين .
الألقاب .
ابن الجعفرية : محمد بن محمد بن جعفر بو جعفرك اللغوي : حمد بن علي الجعل الحنفي : الحسين بن علي ابن جعوان : أحمد بن عباس بن جعوان والحافظ شمس الدين محمد بن محمد .
جعيفران بن علي الموسوس .
جعيفران بن علي بن أصفر بن السَّري بن عبد الرحمن الأنباري من ساكني سرَّ من رأى ومنشأه بغداد . وكان أبوه من أبناء الجند الخراسانية وظهر لأبيه أنه يختلف إلى بعض سرائره فطرده أبوه عن داره وحج فشكا ذلك إلى موسى بن جعفر الكاظم فقال له موسى : إن كنت صادقاً عليه فليس يموت حتى يفقد عقله وإن كنت قد تحققت ذلك عليه فلا تساكنه في منزلك ولا تطعمه شيئاً من مالك في حياتك . وأخرجه عن ميراثك . وسأل الفقهاء عن حيلة حتى تخرجه من ميراث ماله فدلّوه على الطريق إلى ذلك فاشهد به وأوصى إلى رجل فلما مات حاز الرجل ميراثه ومنع منه جعيفران فاستعدى عليه أبا يوسف القاضي فأحضر الوصيَّ وسأل جعيفران البيِّنة على نسبه وتركة أبيه وأقام بينةً عدولاً وأحضر الوصي بينةً عدولا على الوصية يشهدون على أبيه بما كان احتال على منعه ميراثه فلم ير أبو يوسف ذلك شيئاً وعزم على أن يورّثه فقال الوصي : أنا أدفع هذا عن هذا الميراث بحجة واحدة فأبى أبو يوسف أن يسمع منه وجعيفران يقول قد ثبت عندك أمري فلا تدفعني . وقال الوصيّ : إسمع مني حجتي منفرداً فقال أبو يوسف : لا اسمع منك إلا بحضرته فقال : أجِّلني إلى غد فأجّله فجاء إلى منزله وكتب رقعةً فيها خبره وما قاله موسى بن جعفر ودفعها لصديق إلى أبي يوسف فلما قرأها دعا بالوصي فاستحلفه على ذلك فحلف باليمين الغموس وقال : اغد غداً عليّ مع صاحبك فحضر إليه فحكم أبو يوسف للوصيّ فلما أمضى الحكم عليه وسوس جعيران واختلط منذ يومءذ وكان إذا ثاب إليه عقله قال الشعر الجيّد . وعن عبد الله بن عثمان الكاتب عن أبيه قال : كنت ليلة أشرف من سطحٍ على دار جعيفران وهو فيها وحده وقد تحرّكت عليه السّوداء وهو يدور في الدار طول ليلته ويقول : من الرجز .
طاف به طيف من الوسواس ... نفّر عنه لذة النُّعاس .
فما يرى يأنس بالأناس ... ولايلذّ عشرة الجلاَّس .
فهو غريب بين هذا الناس ولم يزل يرددها حتى أصبح ثم سقط كأنه بقلة ذابلة .
وعنه قال : غاب عنّا أياماً وجاءنا عريان والصبيان خلفه وهم يصيحون به يا جعيفران يا خرَّا في الدار . فلما بلغ إليّ وقف عندي وتقرّقوا عنه فقال : يا أبا عبد الله ومن الهزج : .
رأيت الناس يدعوني ... بمجنونٍ على حال .
ولكن قولهم هذا ... لإفلاسي وإقلالي .
ولو كنت أخا وفرٍ ... رخيّ ناعم البال .
رأوني حسن العقل ... أحلّ المنزل العالي .
وما ذاك على خبرٍ ... ولكن هيبة المال