مرام الهوى صعبٌ وسهل الهوى وعر ... وأوعر ما حاولته الحبُّ والصَّبر .
أواعدتي بالوصل والموت دونه ... إذا متّ ظمآناً فلا نزل القطر .
بدوت وأهلي حاضرون لأنّني ... أرى أنّ داراً لست من أهلها قفر .
وما حاجتي في المال أبغي وفوره ... إذا لم يفر عرضٌ فلا وفر الوفر .
هو الموت فاختر ما علا لك ذكره ... فلم يمت الإنسان ما حيي الذكر .
وقال أصيحابي الفرار أو الرّدى ... فقلت هما أمران أحلاهما مرُّ .
سيذكرني قومي إذا جدَّ جدّهم ... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر .
ولو سدّ غيري ما سددت اكتفوا به ... وما كان يغلو التبر لو نفق الصُّفر .
ونحن أناسٌ لا توسُّط عندنا ... لنا الصدر دون العالمين أو القبر .
تهون علينا في المعالي نفوسنا ... ومن طلب الحسناء لم يغلها مهر .
ومن شعره : من الطويل .
أساء فزادته الإساءة حظوةً ... حبيبُ على ما كان من حبيب .
يعدّ عليّ الواشيان ذنوبه ... ومن أين للوجه المليح ذنوب .
ومنه : من الكامل .
وقد كنت عدَّتي التي أسطو بها ... ويدي إذا اشتدّ الزمان وساعدي .
فرميت منك بغير ما أمَّلته ... والمرء يشرق بالزلال البارد .
ومنه : من البسيط .
سكرت من لحظه لا من مدامته ... ومال بالنَّوم عن عيني تمايله .
فما السُّلاف دهتني بل سوالفه ... ولا الشَّمول ازدهتني بل شمائله .
ألوت بعزمي أصداغٌ لوين له ... وغال قلبي بما تحوي غلائله .
ومنه في مملوكه : من الخفيف .
يا غلامي بل سيّدي ما أملّك ... هب لمولاك لا عدمتك فضلك .
خوف أن يصطفيك بعدي غيري ... لا أرى أن أقول قدِّمت قبلك .
ومنه : من مجزوء الكامل .
لا تطلبنَّ دنوَّ دا ... رٍ من خليلٍ أو معاشر .
أبقى لأسباب المود ... دة أن تزار ولا تجاور .
ومنه : من الطويل .
أيا عاتباً لا أحمل الدَّهر عتبه ... عليّ ولا عندي لأنعمه جحد .
سأسكت إجلالاً لعلمك إنني ... إذا لم تكن خصمي لي الحجج اللُّدُّ .
ومنه : من الوافر .
أما من أعجب الأشياء علجٌ ... يعرّفني الحلال من الحرام .
بنو الدنيا إذا ماتوا سواءٌ ... ولو عمر المعمِّر ألف عام .
مجد الدين البهنسي الوزير .
الحارث القاضي الجليل مجد الدين أبو الأشبال ابن الرئيس العالم النحوي . مهذّب الدين أبي الحسن المهلب بن حسن بن بركات بن عليبن غياث المهلّبي المصري الشافعي البهنسي . اتصل بابن شكر وسافر معه إلى الشام وغيرها وترسّل إلى الديوان وإلى ملوك النواحي ووقف وقفاً بمصر على الزاوية التي كان والده يقرىء بها بالجامع العتيق . وكان مجد الدين له اليد الطُّولى في اللغة وله شعر . ووزر للاشرف بحرّان ثم إنه نكبه وصادره وحبسه مدةً ثم أفرج عنه ومات بدمشق سنة ثمان وعشرين وستمئة . نقلت من خط شهاب الدين القوصي في معجمه قال : أنشدني لنفسه في رجل يثلب أعراض الناس : من المتقارب .
طغى ابن فلان على ربِّه ... وما منه في الخلق من سالم .
وذاك قليلٌ وإن ضوعفوا ... دعوه يسبُّ إلى آدم .
كنوز المعايب في عرضه ... يفرّق منها على العالم .
حارثة .
ابن النعمان الصحابي .
حارثة بن النعمان بن نفيع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري أبو عبد الله . شهد بدراً واحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله A وكان من فضلاء الصحابة .
قال : مررت على رسول الله A ومعه جبريل جالساً بالمقاعد فسلّمت عليه وجزت فلما رجعت وانصرف النبي A قال لي : هل رأيت الذي كان معي ؟ قلت نعم . قال فإنه جبريل وقد ردّ عليك السلام . وقد روي هذا بغير هذا المعنى