حجاج بن أرطاه بن ثور بن هبيرة أبو أرطاة النخعي الكوفي أحد الأئمة الأعلام على لين حديثه . سمع جماعة له عن الشعبي حديث واحد وعن الحكم وعطاء وعمرو بن شعيب وزيد بن جبير الطائي ورباح بن عبيدة وعكرمة ومكحول وخلق سواهم . وقد ولي قضاء البصرة وأفتى وله ست عشرة سنة . وكان فيه بأوٌ وتيهٌ ومحبّةٌ للسؤدد والتجمل وكان يقول : أهلكني حب الشرف . قال أبو حاتم : صدوق يدلس عن الضعفاء .
وقال ابن معين : صدوق ليس بالقويّ يدلس عن محمد بن عبد الله العزرمي عن عمرو بن شعيب يعنى : فيسقط محمداً .
وقال أبو حاتم : إذا قال حدثنا فهو صالح لا يرتاب في صدقه .
وقال أبو زرعة : صدوق مدلّسٌ له ستمئة حديث أو نحو ذلك . قال ابن حنبل : ليس يكاد لحجاج حديث إلاّ وفيه زيادةٌ . قال ابن إدريس : سمعت حجاج بن أرطاه يقول : لا تتمّ مروءة الرجل حتى يدع الصلاة في جماعة . قال الشيخ شمس الدين هذه كلمة مقيتة بل لا تتمّ مروءة الرجل ودينه حتى يلزم الصلاة في الجماعة . وهذا قاله حجاج لما في طباعه في البذخ والرئاسة لأنه يرى مزاحمة الناس في الصلاة ينافي ماهو في من الصّلف والتيه فالله يسامحه .
وهو من طبقة أبي حنيفة في العلم ولكن رفع الله أبا حنيفة بالورع والعبادة .
قال بعضهم لحجاج بن أرطاه : ما رأيت أحسن أصابع منك قال : إنها مدارج للكرم . وتوفي سنة خمس وأربعين ومئة وروى له مسلم مقروناً وروى له الأربعة الباقون .
السَّهمي .
حجاج بن الحارث بن قيس بن عدي السَّهمي . هاجر إلى الحبشة وانصرف إلى المدينة بعد أحد وهو أخو السائب وعبد الله وأبي قيس بن الحارث بن قيس بن عديّ لأبيهم وأمهم .
الأسلمي .
الحجاج بن مالك بن عويمر الأسلمي . كان ينزل العرج . له حديثٌ واحد رواه عنه عروة بن الزبير لم يسمعه منه عروة لأنه أدخل بينه وبينه فيه ابنه الحجاج بن الحجاج أنه سأل رسول الله A : ما يذهب عني مذمة الرضاع ؟ قال الغرَّة عبد أو أمةٌ .
ابن يوسف الثقفي .
الحجّاج بن يوسف بن الحكم الثقفي أمير العراق . ولد سنة أربعين أو إحدى وأربعين وتوفي سنة خمس وتسعين . روى عن ابن عباس وسمرة بن جندب وأسماء بنت الصديق وابن عمر . قال النسائي : ليس بثقة ولا مأمونٍ ؟ وقال أبو عمرو بن العلاء : ما رأيت أحداً أفصح من الحجاج والحسن والحسن أفصحهما . وقال عون : كنت إذا سمعت الحجاج يقرأ عرفت أنه طالما درس القرآن . وقيل إنه كان يقرؤه كل ليلة . وقال عتبة بن عمرو : ما رأيت عقول الناس إلاّ قريباً بعضها من بعض إلاّ الحجاج وإياس ابن معاوية فإن عقولهما كانت ترجح على عقول الناس . أحصي ما قتل صبراً فبلغ ذلك مئة وعشرين ألفاً وعرضت بعد موته السجون فوجد فيها ثلاثة وثلاثون ألفاً لم يجب على أحدهم قطعٌ ولا صلب . وقال الهيثم بن عدي : مات الحجّاج وفي سجنه ثمانون ألفاً . منهم ثلاثون ألف امرأة . وقال عمر بن عبد العزيز : لو تخابثت الأمم وجئنا بالحجاج لغلبناهم ما كان يصلح لدينا ولا آخرة . ولما توفي ليلة سبع وعشرين من شهر رمضان وله خمسٌ وخمسون سنة توفي بواسط وعفّي قبره وأجري عليه الماء . وكان يقول وهو في السياق : اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تغفر لي وكان ينشد قول عبيد بن سفيان العكليّ : من البسيط .
يا ربّ قد حلف الأعداء واجتهدوا ... أيمانهم أنني من ساكني النار .
أيحلفون على عمياء ويحهم ... ما علمهم بعظيم العفو غفار .
وكتب إلى الوليد بن عبد الملك كتاباً يخبره فيه بمرضه وكتب في آخره : من الطويل .
إذا ما لقيت الله عنّي راضياً ... فإن سرور النفس فيما هنالك .
فحسبي حياة الله من كل ميتٍ ... وحسبي بقاء الله من كل هالك .
لقد ذاق هذا الموت من كان قبلنا ... ونحن نذوق الموت من بعد ذلك