قال الزبرقان : كنت عند أبي وائل فجعلت أسبُّ الحجاج وأذكر مساوئه فقال : لا تسبّه وما يدريك لعله قال اللهم اغفر لي فغفر له . وقال رجل لسفيان : أشهد على الحجاج وعلى أبي مسلم أنهما في النار فقال : لا إذا أقرّا بالتوحيد . وسمع ابن سيرين رجلاً يسبُّ الحجاج فقال : مه أيها الرجل إنك لو وافيت يوم القيامة كان أصغر ذنب عملته قطّ أعظم عليك من أعظم ذنب عمله الحجاج واعلم أن الله حكمٌ عدلٌ إن أخذ من الحجاج لمن ظلمه شيئاً فسيأخذ للحجّاج ممن ظلمه فلا تشغلنَّ نفسك بسبّ أحد . ورؤي في المنام هو وعبد الملك يسحبان أمعاءهما في النار . وفي منام آخر قال : قتلني بكل قتلة قتلت بها إنساناً . ثم عزلت مع الموحدين .
ولم يخلِّف الحجاج لما مات غير ثلاثمئة درهم ومصحفاً وسيفاً وسرجاً ورحلاً . وكان يقول عند احتضاره : ما لي ولك يا سعيد بن جبير . ولما مات لم يعلم بموته أحد حتى أشرفت جاريةٌ فقالت : ألا إن مطعم الطَّعام ومفلَّق الهام وسيد أهل الشام قد مات : من البسيط .
اليوم يرحمنا من كان يغبطنا ... واليوم يأمننا من كان يخشانا .
وبقي الحجاج والياً للحجاز ثلاث سنين وللعراق عشرين سنة لعبد الملك وتسعاً للوليد . ومات الوليد بعد الحجاج بتسعة أشهر .
والحجاج أول من أطعم على ألف خوان كل خوان عليه عشرة رجال وعليه جنب شواء وثريدة وسمكة ورنيّة فيها عسل وأخرى فيها لبن . وكان يقول لمن يحضر غداءه : رسولي إليكم الشمس إذا طلعت فاغدوا على عدائكم وإذا غربت فروحوا إلى عشائكم وكان يحمل الحجاج في محفةٍ ويدار به على الموائد يتفقّدها ويقول : إكسروا الأرغفة لئلا تعاد عليكم . ورأى يوماً أوزّة وليس عليها سكّر فأمر بضرب الطبّاخ مئتي سوط . وكان الغلمان لا يمشون إلاّ وخرائط السكر على أوساطهم . وكان طعامه لأهل الشام خاصّة دون أهل العراق . فلما ولي يوسف بن عمر لهشام كان طعامه للناس عامَّة .
ابن الشاعر .
حجّاج بن يوسف حجاج أبو محمد ابن الشاعر الثقفي البغدادي . كان أبوه يلقب لقوة - بكسر اللام وسكون القاف وفتح الواو وبعدها هاء - نشأ بالكوفة وقال الشعر وصحب أبا نواس ونشأ ابنه حجاج ببغداد وطلب الحديث وروى عنه مسلم وأبو داود قال ابن أبي حاتم : ثقة حافظ . وتوفي سنة تسع وخمسين ومئتين .
أبو محمد المؤدّب .
حجاج بن يوسف بن قتيبة أبو محمد الهمداني الأزرق المؤدب . عاش مئة وعشرين سنة وتوفي سنة ستين ومئتين .
الأمير أبو جعفر .
حجاج بن هرمز الأمير أبو جعفر . استنابه السلطان بهاء الدولة بالعراق وندبه لحرب الأكراد . توفي سنة أربعمئة وكان مقدماً في دولة عضد الدولة وبنيه عارفاً بالحروب شجاعاً مهيباً ذا رأي وجلالة وأبهة وسطوة . خرج عن بغداد سنة اثنتين وتسعين فكثرت بها العملات ووقعت الفتن وأسنَّ وعمِّر .
الفساطيطي .
حجاج بن بصير أبو محمد الفساطيطي . قال أبو حاتم : ضعيف تركوا حديثه . توفي سنة ثلاث عشرة ومئتين .
ابن عبد الملك .
حجاج بن عبد الملك بن مروان سماه أبوه عبد الملك باسم عامله الحجاج بن يوسف الثقفي وقال : من الرجز .
سميته الحجاج بالحجاج ... بالناصح المعاون الدمَّاج .
نصحاً لعمري غير ذي مداجي .
فوهب له الحجاج داره بدمشق وبالحجاج بن عبد الملك هذا سمي قصر حجاج ظاهر باب الجابية . قلت : وهذه الدار هي التي كانت لأيدغدي شقير ثم إنها اتصلت لبكتمر الحاجب ثم لبليان طرفا ثم لبيبرس الحاجب ثم لابن الأفضل وهي عند مأذنة فيزوز بجانب حمام كرجي ويقال إن أمّ حجاج المذكور هي بنت محمد بن يوسف أخي الحجاج .
الصّوّاف .
حجاج بن أبي عثمان الصوّاف البصري . وصفه الترمذي بالحفظ ووثّقه جماعة . وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنَّسائي وابن ماجة وتوفي سنة ثلاث وأربعين ومئة .
الأعور .
حجاج الأعور بن محمد أبو محمد المصيصي مولى سليمان بن مجالدٍ ترمذي الأصل سكن بغداد . قال الإمام أحمد : ما كان أضبطه وأصح أحاديثه وأشد تعاهده للحروف ورفع أمره جدّاً . مات ببغداد سنة ست ومئتين وقد تغيرعقله . وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة .
ابن منهال