الحسن بن أحمد بن صالح أبو محمد الهمداني السَّبيعي الحلبي من أولاد أبي إسحاق السبيعي وإليه ينسب بحلب درب السِّبيعي . وكان حافظاً متقناً . سمع وروى عنه الدَّراقطني والبرقاني . وثّقه ابن أبي الفوارس وكان وجيهاً عند سيف الدولة وكان يزوره في داره . وصنّف له كتاب التبصرة في فضيلة العترة المطهَّرة . وكان له في العامة سوقٌ وهو الذي وقف حمام السَّبيعي على العلويّين . وتوفي سنة إحدى وسبعين وثلاثمئة وكان الحافظ أبو محد هذا قد طاف الدنيا وهو عسر الرواية . وكان الدارقطني يجلس بين يديه كجلوس الصبيِّ بين يدي معلّمه هيبةً له وقال : قدم علينا حلب الوزير جعفر بن الفضل فتلقاه الناس وكنت فيهم فعرف أني من أصحاب الحديث فقال : أتعرف حديثاً فيه إسناد أربعة من الصحابة كل واحدٍ عن صاحبه فقلت نعم حديث السّايب بن يزيد عن حويطب بن عبد العزَّى عن عبد الله بن السَّعدي عن عمر بن الخطاب في العمالة فعرف صحة قولي فأكرمني . قال عبد الغني بن سعيدٍ : وثم حديثان أحدهما يرويه أربعةٌ من الرجال والثاني أربعةٌ من النساء الأول حديث نعيم بن هماز عن المقدام بن معدي كرب عن أبي أيوب الأنصاري عن عوف بن مالك في الأمر بالطاعة والوصيَّة بكتاب الله . والثاني فرواه الزُّهري عن عروة بن الزبير عن زينب بنت أبي سلمة عن حبيبة بنت أمِّ حبيبة عن أمّها أمّ حبيبة عن زينب بنت جحشٍ في فتح ردم سدّ باجوج وماجوج .
الأسود اللغوي .
الحسن بن أحمد أبو محمد الأعرابي المعروف بالأسود الغندجاني اللغوي النسّابة . قال ياقوت في معجم الأدباء : وغندجان بلد قليل الماء لا يخرج منه إلاّ أديب أو حامل سلاح . وكان الأسود صاحب دنيا وثروة وكان مستنده فيما يرويه عن محمد بن أحمد أبي النّدى وهو رجلٌ مجهولٌ وكان ابن الهبَّاريَّة أبو يعلى الشاعر يعيَّره بذلك ويقول ليت شعري من هذا الأسود الذي قد وضَّف نفسه على الردّ على العلماء وتصدّى للأخذ على الأئمة القدماء بماذا يصحِّح قوله ويبطل قول الأوائل ولا تعويل له فيما يرويه إلاّ على أبي النَّدى ؟ ومن أبو النَّدى في العالم ؟ لا شيخٌ مشهورٌ ولا ذو علمٍ مذكور . وكان الأسود لا يقنعه أن يردَّ على أئمة العلم ردّاً جميلاً حتى يجعله من باب السخريَّة والتهكم والظَّنِّ بهم . ويقال أنه كان يتعاطى تسويد لونه ويدَّهن بالقطران ويقعد في الشمس ليحقق لنفسه التلقيب بالأعرابي وكان قد رزق في أيامه سعادة لأنه كان في كنف الوزير أبي منصور بهرامٍ وزير الملك أبي كاليجار . فكان إذا صنَّف كتاباً جعله باسمه وكان يفضل عليه إفضالاً جمَّاً . قال ياقوت : صنّف في سنة اثنتي عشرة وأربعمئة وقرىء عليه في سنة ثمان وعشرين وأربعمئة وله كتاب السَّلِّ والسَّرقة . كتاب فرحة الأديب في الردّ على يوسف بن أبي سعيدٍ السِّيرافي في شرح أبيات سيبويه . كتاب ضالَّة الأديب في الردّ على ابن الأعرابي في النوادر التي رواها ثعلب . قيد الأوابد في الردّ على السِّيرافي في شرح أبيات إصلاح المنطق الردّ على النَّمري في شرح مشكل أبيات الحماسة كتاب نزهة الأديب في الردِّ على أبي عليّ في التذكرة . . كتاب الخيل مرتَّب على حروف المعجم كتاب أسماء الأماكن .
الفقيه ابن البنّاء