يقال : إن السلطان دس عليه من قتله لأنه سئم طول حياته واستكثر ما بيده من الإقطاعات ولم يعش السلطان بعده سوى خمسة وثلاثين يوماً فقال ختنه شبل الدولة أبو الهيجاء مقاتل بن عطية بن مقاتل البكري يرثي الوزير : من البسيط .
كان الوزير نظام الملك لؤلؤة ... نفيسة صاغها الرحمن من شرف .
عزت فلم تعرف الأيام قيمتها ... فردها غيرةً منه إلى الصدف .
وقال صدقة بن إبراهيم التنوخي المعري : من الكامل .
كان النظام أبو علي للورى ... صدراً وللدين العقيم إماما .
حتى إذا قتلوه ظلما منهم ... عاد الضياء على الأنام ظلاما .
لم يقتلوا الشيخ الكبير وإنما ... قتلوا جميع الخلق والإسلاما .
وقال أبو المعالي مسلم بن محمد الطرابلسي : من الوافر .
نظام الملك مذ قتلوك عادوا ... حيارى ما لملكهم نظام .
نظام الملك لا يرجى نظامٌ ... لملك الترك بعدك والسلام .
وقال بعض شعراء إصبهان : من الكامل .
مات الوزير فكلكم جذلان ... لا تفرحوا فوراءه خذلان .
الملك بعد أبي عليٍّ لعبةٌ ... يلهو بها النسوان والصبيان .
قال التميمي : كان نظام الملك ممدحاً فيقال ؛ إن مداحه كانوا خمسة آلاف شاعر وزيادة ومدح بثلاثمائة ألف قصيدة .
ومن شعرائه : أبو طالب علي بن الحسن العلوي ومنهم أبو الفضل المظفر ابن أحمد ومنهم أبو عبد الله ألكيا ومنهم أبو نصر الزوزني ومنهم أسعد ابن علي الزوزني وأكثر شعراء دمية القصر من مداحه .
ومن شعر الوزير نظام الملك : من المنسرح .
بعد الثمانين ليس قوه ... لهفي على قوة الصبوه .
كأنني والعصا بكفي ... موسى ولكن بلا نبوه .
ومنه : من الوافر .
أتذكرها وقد خرجت عشاءً ... بأتراب لها كالعين رود .
فمدت من أصابعها وقالت ... خضبناهن من علق الوريد .
وكان لنظام الملك عدة أولاد فمنهم أحمد وزر لمحمد بن ملكشاه وللمسترشد وعلي وزر لتاج الدولة تتش ولقبه فخر الملك ومؤيد الملك عبيد الله وزركياروق . ومن أولاده عز الملك وعبد الرحيم وغيرهم .
الجويني الكاتب .
الحسن بن علي بن إبراهيم الجويني أبو علي الكاتب المعروف بابن اللعيبة - تصغير لعبة صاحب الخط المليح . كان أديباً فاضلاً ذكره العماد في الخريدة .
كان من ندماء أتابك زنكي بالشام وتخصص بنور الدين ولده بعده وأكرمه . ثم سافر إلى مصر أيام ابن رزبك وأقام بها . قال العماد الكاتب : وليس بمصر من يكتب مثله .
قال محب الدين بن النجار : حدثني سعد الإربلي الكاتب بمصر قال : كان الجويني الكاتب لي صديقاً وكان مشتهراً بشرب الخمر فحدثني أنه كان يكتب مصحفاً للسلطان في يوم بارد كثير الغيم والإنداء . قال : وبين يدي مجمرة فيها نار فاشتدت ليقة الدواة ولم يكن ماءٌ قريباً مني فأتركه فيها وبين يدي قنينةٌ من الخمر فصببت منه في الدواة . ثم كتبت بها وجهة من المصحف وكببتها على المجمرة لتنشف فصعدت شرارة فأحرقت الخط المكتوب أجمعه من غير بقية الكاغد فرعبت من ذلك وقمت وغسلت الدواة والأقلام وجعلت فيها مداداً جديداً واستغفرت الله من ذلك .
توفي بالقاهرة سنة ست وثمانين وخمسمائة .
ومن شعره يمدح صلاح الدين بن أيوب : من الخفيف .
ملكاه محسدان لما ير ... فع من حسن فعله الملكان .
صحباه مكرمين عن السو ... ء ولم يكتبا سوى الإحسان .
يقال إنه كتب مائتين وستة وثلاثين ختمة وربعة وله : حيل الملوك ومدائح أهل البيت ومدائح صلاح الدين . وخطه مليح مرغوبٌ فيه .
النقيب الأقساسي .
الحسن بن علي بن حمزة بن محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ؛ أبو محمد العلوي الحسيني المعروف بابن الأقساسي من أهل الكوفة .
ولي نقابة الطالبيين مدة وقدم بغداد وأقام بها إلى أن توفي سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة .
وكان تولى النقابة بالحضرة سنة تسع وثمانين إلى أن عزل عنها سنة تسعين وخمسمائة .
وكان شيخاً نبيلاً جليلاً أديباً مهيباً فاضلاً مدح الخلفاء والوزير ابن هبيرة .
ومن شعره : من البسيط