وهل قوضت خيمٌ على أبرق الحمى ... وما ذاك من غدر الزمان بديع .
وهل تردا ماءً بشعب ابن عامرٍ ... حوائم لو يقضى لهن شروع .
وما ذاك إلا عارضٌ من طماعةٍ ... له بقلوب العاشقين ولوع .
وإني متى أعص التجلد والأسى ... وللشوق مني والغرام مطيع .
فيا جيرتي إذ للزمان نضارةٌ ... وعودي نضارٌ والخيام جميع .
بنعمان والأيام فينا حميدةٌ ... ووادي الهوى للنازلين مريع .
وما أزمع الحي اليمانون نيةً ... ولا ريع بالبين المشت مروع .
كفى حزناً أني أبيت وبيننا ... من البيد معروض الفجاج وسيع .
أعالج نفساً قد تولى بها الأسى ... وطرفاً يجف المزن وهو هموع .
الشاكر البصري .
الحسن بن علي بن غسان أبو عمرو ويعرف بالشاكر البصري . له في جميع العلوم اليد البيضاء والهمة العلياء وكان يغشى مجلسه رؤساء البصرة وفضلاؤها يقرأون عليه الفقه والحديث وعلوم القرآن والقراءات وكتب الأدب .
وكان حسن الهيئة نظيف الثوب مليح الخط ظريف الشكل حسن الخلق أبي النفس متين الدين كثير الورع .
وكان شافعي المذهب . وله عدة تصانيف في عدة فنون وله شعر وخطب وأدعية وكان يبذل جهده في تعليم ولد له اسمه عبد الرحمن ويحسن تربيته فأبى الله تعالى إلا أن ينشأ أقبح صفة واشتغل في حياة أبيه مع الكناسين ومن أشبههم . وبالغ أبوه في استنقاذه ولم يصل معه إلى مقصود .
ومن كلامه في مخاطبة ولده هذا : أما بعد فإن العلم أفضل ما التمس وأنفع ما اقتبس وبه يحاز الجمال والأجر وهو الغاية في الشرف والفخر : من الوافر .
إذا ما فاخر المثرون يوما ... بما حازوه من مال ووفر .
فخرت عليهم بالعلم إني ... وجدت العلم غاية كل فخر .
أبو علي القطان الطبيب .
الحسن بن علي بن محمد بن إبراهيم بن أحمد القطان ؛ أبو علي المروزي .
أصله من بخارى وولد بمرو سنة خمس وستين وأربعمائة . ومات مقتولاً قتله الغز لما وردوا خراسان وتغلبوا على مرو فقبضوا عليه فيمن قبضوا فجعل يشتمهم وجعلوا يحثون التراب في فمه حتى مات سنة ثمان وأربعين وخمسمائة .
وكان شيخاً فاضلاً كبيراً محترماً قد أخذ بأطراف العلوم على اختلافها وغلب عليه اسم الطب وله في كل نوع تصنيف مأثور وكان ينظر في الخزانة التي عملت في المدرسة الخاتونية ووقف عليها من كتب نفسه شيئاً كثيراً .
ومن تصانيفه : كتاب دوحة الشرف في نسب أبي طالب - ثماني مجلدات كتاب بخطه مشجر رسالة سارحة الرموز وفاتحة الكنوز سائك الذهب العروض - مشجر كتاب كيهان شناخت في الهيئة ؛ وقد رأيته وهو جيد في بابه . ومن شعره في كتاب : الدوحة في النسب : من الطويل .
حداني لحصر الطالبيين حبهم ... وشد إلى مرقى علاهم تشوفي .
ففيهم ذراري النبي محمد ... فهم خير أخلاف تلوا خير مخلف .
مضى بعد تبليغ الرسالات موصياً ... بإكرام ذي القربى وإعظام مصحف .
وما رام أجراً غير ود أقاربٍ ... وأهون به أجراً فهل من به يفي .
قال أبو سعد السمعاني ؛ كان فاضلاً عالماً بالطب واللغة والأدب وعلوم الأوائل المهجورة وكان ينصر مذهبهم ويميل إليهم واشتغل بالفقه والحديث في ابتداء عمره ثم أعرض عنه وكان يسمع الحديث على كبر سنه ويشتغل به ويصححه على من يعلم من الغرباء الواردين إلى مرو تستراً وإظهاراً للرغبة في العلوم الشرعية . والله أعلم بالعقيدة الباطنة .
سمع كتاب فضائل القرآن من أبي القاسم عبد الله بن محمد بن علي القرشي .
الحرمازي .
الحسن بن علي الحرمازي ؛ أبو علي مولى لبني هاشم وإنما نزل بالبصرة في بني الحرماز فنسب إليهم .
قال المبرد : كان الثوري والحرمازي والجرمي يأخذون عن أبي عبيدة وأبي زيد الأنصاري والأصمعي وكان هؤلاء الثلاثة أكبر أصحابهم وكان من دونهم في السن إبراهيم الزيادي والمازني والرياشي .
واعتل الحرمازي وكان له صديق من الهاشميين فلم يعده فكتب إليه : من الوافر .
متى تنفك واجبة الحقوق ... إذا كان اللقاء على الطريق