وكأن صدغيه صوالج عنبر ... يلعبن في خديه بالتفاح .
ابن عمار الموصلي .
الحسن بن علي بن الحسن محيي الدين الموصلي الخطيب المعروف بابن عمار .
شيخ واعظ حلو الوعظ له تصانيف وشعر . توفي بالموصل سنة اثنتين وعشرين وستمائة .
ومن شعره : من الكامل .
ما بين منعرج اللوى والأبرق ... ريمٌ رماني في الغرام المونق .
أسر الفؤاد المستهام بحسنه ... ووقعت منه في العذاب المطلق .
يصمي القلوب بطرفه الساجي الذي ... يرنو به وإذا رمى لا يتقي .
بانت صباباتي ببانات اللوى ... في حبه ورثت لشجوي أينقي .
وأنا الذي لا أستفيق من الهوى ... طفلاً وها قد شاب فيه مفرقي .
قلت : شعر مقبول .
ابن العلاف .
الحسن بن علي بن أحمد بن بشار بن زياد أبو بكر المعروف بابن العلاف الضرير النهرواني الشاعر المشهور .
كان من الشعراء المجيدين . وحدث عن أبي عمر الدوري المقرئ وحميد ابن مسعدة البصري ونصر بن علي الجهضمي ومحمد بن إسماعيل الحساني وروى عنه عبد الله بن الحسن بن النحاس . وأبو الحسن الخراجي القاضي وأبو حفص بن شاهين وغيرهم .
وكان ينادم الإمام المعتضد حكى قال : بت ليلةً في دار المعتضد مع جماعة من ندمائه فأتانا خادمٌ ليلاً فقال : أمير المؤمنين يقول : أرقت الليلة بعد انصرافكم فقلت : من الطويل .
ولما انتبهنا للخيال الذي سرى ... إذا الدار قفرٌ والمزار بعيد .
وقال : قد أرتج عليه تمامه فمن أجازه بما يوافقه في غرضه أمر له بجائزة . قال : فأرتج على الجماعة وكلهم شاعر فاضل فابتدرت وقلت : من الطويل .
فقلت لعيني عاودي النوم واهجعي ... لعل خيالاً طارقاً سيعود .
فرجع الخادم ثم عاد فقال : أمير المؤمنين يقول : قد أحسنت وأمر لك بجائزة .
وكان لأبي بكر هرٌ يأنس به وكان يدخل أبراج الحمام التي لجيرانه ويأكل فراخها وكثر ذلك منه فأمسكه أربابها فذبحوه فرثاه بقصيدة اشتهرت .
وقد قيل : إنه رثى بها عبد الله بن المعتز وخشي من الإمام المقتدر أن يتظاهر بها ؛ لأنه هو الذي قتله فنسبها إلى الهر وعرض به في أبيات منها لصحبةٍ كانت بينهما أكيدة .
وقيل : إنما كنى بالهر عن المحسن بن الفرات أيام محنته ؛ لأنه لم يجسر أن يذكره ويرثيه .
وقيل : إنما كنى بالهر عن المحسن بن الفرات أيام محنته ؛ لأنه لم يجسر أن يذكره يرثيه .
وقيل : إن جاريةً لعلي بن عيسى هويت غلاماً لأبي بكر بن العلاف ففطن بهما فقتلا جميعاً وسلخا وحشي جلودها تبناً فقال مولاه أبو بكر هذه القصيدة يرثيه بها وأولها : من المنسرح .
يا هر فارقتنا ولم تعد ... وكنت عندي بمنزل الولد .
فكيف ننفك عن هواك وقد ... كنت لنا عدةً من العدد .
وتخرج الفأر من مكامنها ... ما بين مفتوحها إلى السدد .
يلقاك في البيت منهم مددٌ ... وأنت تلقاهم بلا مدد .
لا عددٌ كان منك منفلتاً ... منهم ولا واحد من العدد .
لا ترهب الصيف عند هاجرةٍ ... ولا تهاب الشتاء في الجمد .
وكان يجري ولا سداد لهم ... أمرك ما بيننا على السدد .
حتى اعتقدت الأذى لجيرتنا ... ولم تكن للأذى بمعتقد .
وحمت حول الردى بظلمهم ... ومن يحم حول حوضه يرد .
وكان قلبي عليك مرتعداً ... وأنت تنساب غير مرتعد .
تدخل برج الحمام متئداً ... وتبلع الفرخ غير متئد .
وتطرح الريش في الطريق لهم ... وتبلع اللحم غير مزدرد .
أطمعك الغي لحمها فرأى ... قتلك أصحابها من الرشد .
حتى إذا داوموك واجتهدوا ... وساعد النصر كيد مجتهد .
كادوك دهراً فما وقعت وكم ... أفلت من كيدهم ولم تكد .
فحين أخفرت وانهمكت وكا ... شفت وأسرفت غير مقتصد .
صادوك غيظاً عليك وانتقموا ... منك وزادوا ومن يصد يصد .
ثم شفوا بالحديد أنفسهم ... منك ولم يرعووا على أحد .
منها : من المنسرح