ففساد العقل أن أب ... صرني ذا اليوم صاحي .
ومنه : من الخفيف .
زار طيف الخيال نضو خيال ... زورةٌ ما تموهت بالوصال .
غير أن المحب يرضى بطيفٍ ... أو بوعدٍ منغصٍ بمطال .
وعلى أنه يسر ولكن ... حين يسري عني يزيد خبالي .
آه من قلة التجلد والصب ... ر وويلي من كثرة العذال .
وبنفسي ذاك الغزال وحاشا ... حسنه أن أقيسه بالغزال .
والبديع الذي إذا بلبل الأص ... داغ أعدى القلوب بالبلبال .
ومحياه كالهلال إذا أق ... مر في تمه ولا كالهلال .
ومنه : من السريع .
قلت لها لا تقتلي مدنفا ... حبك قد هيج بلباله .
ما زال يرجو منك وصلاً إلى ... أن قطع الهجران أوصاله .
فابتسمت تيهاً وقالت وكم ... قد قتلت عيناي أمثاله .
قلت : قد تقدم في ذكر أحمد بن المبارك في الأحمدين ما يتعلق بهذه الترجمة فليكشف من هناك .
أبو علي الحنفي البغدادي .
الحسن بن المبارك بن محمد بن يحيى الزبيدي أبو علي الفقيه الحنفي البغدادي .
سمع أبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وأبا علي أحمد بن أحمد ابن علي بن الخراز وأبا جعفر محمد بن محمد الطائي الهمذاني وغيرهم وعمر حتى حدث بالكثير .
قال محب الدين بن النجار : كتبت عنه وكان عالماً فاضلاً أميناً متديناً صالحاً حسن الطريقة له معرفة تامة بالنحو . وقد كتب بخطه كثيراً من كتب التفاسير والحديث والتواريخ والأدب وكانت أوقاته محفوظة . توفي سنة تسع وعشرين وستمائة .
قال الشيخ شمس الدين : حدث ببغداد ومكة وكان حنبلياً ثم تحول شافعياً ثم استقر حنفياً .
؟ ؟ الضراب الحلي .
الحسن بن المحسن أبو علي الحلي . روى عنه أبو منصور بن الصباغ في كتاب مكارم الأخلاق من جمعه شيئاً من شعره .
ومن شعره : من الكامل .
لا خير في بذل ينال بذلة ... وهوىً يحاول نيله بهوان .
تأبى لي أن أقيم على أذىً ... أو أن أغض على القذى أجفاني .
أتراكما لم تعلما أن الرضى ... بالهون فرض العاجز المتواني .
ابن الحنفية .
الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب Bهم ؛ أبو محمد المدني : هو ابن محمد بن الحنفية وأخو عبد الله .
روى عن جابر وعن أبيه وعبيد الله بن أبي رافع . وسمع منه عمرو بن دينار والزهري . توفي في زمن عبد الملك بن مروان .
قال ابن سعد : وكان من ظرفاء بني هاشم وهو أول من تكلم في الإرجاء .
قلت : والمرجئة جنس لأربعة أنواع : الأول مرجئة الخوارج ومرجئة القدرية ومرجئة الجبرية والمرجئة الصالحة . والإرجاء يستق من الرجاء لأنهم يرجون لأصحاب المعاصي الثواب من الله تعالى ؛ فيقولون : لا يضر مع الإيمان معصية كما أنه لا ينفع مع الكفر طاعة .
وقيل : الإرجاء هو تأخير حكم أصحاب الكبائر إلى الآخرة في الدنيا ولا يقضى عليهم بأنهم من أهل الجنة .
وكان الحسن بن محمد هذا يكتب به الكتب إلى الأمصار إلا أنه لم يؤخر العمل عن الإيمان كما قال به بعض المرجئة . وقال : أداء الطاعات وترك المعاصي ليس من الإيمان وأن اٌيمان لا يزول بزوالها .
ومن رجال الإرجاء : سعيد بن جبير وطلق بن حبيب وعمرو بن مرة ومحارب بن دثار وعمرو بن ذر وحماد بن سليمان شيخ أبي حنيفة وأبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد بن الحسن ومقاتل بن سليمان .
وهؤلاء هداة الدين وأئمة المسلمين وخالفوا القدرية والخوارج والمرجئة في أنهم لم يكفروا أصحاب الكبائر بالكبائر ولا حكموا بتخليدهم في النار ولا سبوا أحداً من الصحابة ولا وقعوا فيهم .
ولا عقب لهذا الحسن وكان يقدم على أخيه أبي هاشم في الفضل والهيئة .
قال الزهري : كان الحسن أوثقهما قال أحمد العجلي : هو مدني تابعي ثقة وهو أول من وضع الإرجاء .
واختلف في تاريخ وفاته . وروى له الجماعة كلهم .
وقال عمرو بن دينار : ما رأيت أحداً أعلم بما اختلف فيه الناس من الحسن بن محمد ما كان زهريكم إلا غلاماً من غلمانه .
أبو علي الحراني .
الحسن بن محمد بن أعين الحراني أبو علي . روى له البخاري ومسلم والنسائي ووثقه ابن حبان . وتوفي سنة عشر ومائتين