الحسن بن محمد بن عبدوس أبو علي الشاعر الواسطي سكن بغداد وقرأ الأدب على مصدق بن شبيب النحوي . وكتب الصحاح في اللغة بخطه ومدح الإمام الناصر بقصائد كثيرةٍ وصار من شعراء الديوان المختصين بالإنشاد في الهناء والعزاء بدار الخلافة ومجالس الوزراء وسافر إلى الشام ومدح ملوكها . وتوفي سنة إحدى وستمائة وقد قارب الأربعين .
ومن شعره : من البسيط .
أشتاقهم وحواني الصدر دارهم ... وليس يرضى بدون النهلة الصادي .
وأستلذ بذكراهم وإن بعدوا ... والوجد يفعل ما لا يفعل الشادي .
يا مانعاً لزكاة الحسن من وجبت ... له وباذل فضل الماء والزاد .
هبني ولو زورةً في الدهر واحدةً ... أنا المريض وليلى بعض عوادي .
لو شاء من باح بالهوى كتمه ... وكيف يخفي عواده سقمه .
قالوا مريض الفؤاد قلت لهم ... والجسم أنفي بذلك التهمه .
فأوسعوني عذلاً عدمتهم ... ما هكذا عاد سالمٌ سلمه .
نعم وإن ساءهم عشقت وما ... في العشق عارٌ عندي ولا نقمه .
أهيف من شكله القضيب ومن ... شبه بالغصن قده ظلمه .
أحسن من ضمه القباء فلو ... يسطيع من حبه له التزمه .
قد استوى سهمه وناظره ... عذب فنفسٌ أشقيتها نعمه .
قلت : شعر جيد .
أبو تمام النقيب .
الحسن بن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن محمد بن سليمان بن عبد الله ابن محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أبو تمام الزينبي الهاشمي .
كان يتولى نقابة البصرة والقضاء بها قدم بغداد مع معز الدولة أحمد بن بويه واشترى الدار الشاطية بباب خراسان بأربعة وعشرين ألف دينار فقال الناس : " قد خاس العقار ولم يتق له حرمة " .
وقلد النقابة على الهاشميين ببغداد وبقي فيها تسعاً وعشرين سنةً ثم صرف منها وأعيدت إلى عبد الواحد بن الفضل بن عبد الملك ثم أعيد إليها .
وقرأ الفقه على مذهب أبي حنيفة على الحسن الكرخي . وروى عن المفجع البصري شيئاً من شعره وتوفي سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة .
البديعي الأزرق .
الحسن بن محمد بن علي بن هارون بن إسحاق أبو علي البديعي الأزرق الشاعر . حدث عن أبي عبيد المحاملي . وروى عنه أبو بكر الشيرازي في : كتاب الألقاب من جمعه .
ومن شعره : من البسيط .
يا ذا الذي ليس لي في غيره غرضٌ ... ومن هواه علي الدهر مفترض .
لم لا أكون لكم من غيركم عوضاً ... إذ ليس لي في البرايا منكم عوض .
ابن الدهان النحوي .
الحسن بن محمد بن علي بن رجاء أبو محمد اللغوي المعروف بابن الدهان أحد أئمة النحو المشهورين .
قرأ القرآن بالروايات الكثيرة ودرس الفقه على مذهب أهل العراق والكلام على مذهب الاعتزال والعربية على علي بن عيسى الرماني والسيرافي وعلي بن عيسى الربعي .
وكان متبحراً في اللغة . وسمع من علي وعبد الملك ابني محمد بن عبد الله ابن بشران وحدث باليسير .
قال أبو زكريا الخطيب التبريزي : كنا نقرأ اللغة على الحسن بن الدهان يوماً وليس عليه سراويل فانكشف عورته فقال له بعض من كان يقرأ عليه معنا : أيها الشيخ قمدك فتجمع ثم انكشف ثانية فقال له ذلك الرجل : أيها الشيخ عردك فتجمع ثانياً ثم انكشف ثالثاً فقال له ذلك الرجل : أيها الشيخ عجارمك فخجل الشيخ وقال له : أيها المدبر ما تعلمت من اللغة إلا أسماء هذا المردريك وتوفي سنة سبع وأربعين وأربعمائة . وكان يلقب كل من يقرأ عليه ؛ فلقب أبا إسحاق الشيرازي الفقيه : بالزبزب وهو دابة تنبش القبور ولقب أبا البيان النهرواني : درابة لطوله .
مفتي الفريقين الوركاني الشافعي .
الحسن بن محمد بن الحسن فخر الدين مفتي الفريقين أبو المعالي الوركاني الشافعي .
كان إمام أصبهان وبها ولد . عاش نيفاً وثمانين سنة يدرس بالنظامية . وله طريقة في الخلاف . وكان فصيحاً مناظراً . توفي سنة تسع وخمسين وخمسمائة .
أطنب العماد الكاتب في ترجمته بكتاب : الخريدة . وأورد له : من الرمل .
يا أحبائي بجرعاء الحمى ... بكم منكم لقلبي المستجار