ولا نجم فيع غير لمع لهاذمٍ ... تلوح لمرأى العين مثل الكواكب .
لها في صدور الدارعين مغاربٌ ... فآونة في النحر أو في الترائب .
هنالك تمحو آية الشرك في الوغى ... لوامع سيف الله بين الكتائب .
ومنه وقرأته عليه ونقلته من خطه : من الكامل .
يوم العقيق أسال من أجفانه ... عقيان دمعٍ فاق عقد جمانه .
صبٌّ على خديه قد كتب الهوى ... رفقا به إن كنت من أعوانه .
رام العناق مودعاً غصن النقا ... وجدا عليه فخاف من نيرانه .
وأراد لثم لثام بارق ثغره ... ليلاً فأدهشه سنا لمعانه .
وأدار كأساً من رحيق عذيبة ... صرفاً فلج القلب في خفقانه .
وبدت تروحه نسيماتٌ سرت ... تهدي إليه النشر من نعمانه .
حملت شذاً من جيرةٍ سكنوا الحمى ... وروت صحيحاً مسنداً عن بانه .
ومنه وقرأته عليه ونقلته من خطه : من الطويل .
سرى برق نعمانٍ فأذكره السقطا ... وأبدى عقيق الدمع في خده سمطا .
ولاح كسيفٍ مذهب سل نصله ... وروع وسمي السحائب فانحطا .
وأدى رسالاتٍ عن البان والنقا ... وأقرأه معنى الغرام فما أخطا .
وأهدى إليه نسمةً سحريةً ... أعادت فؤاداً طالما عنه قد شطا .
تمر على روض الحمى نفحاتها ... فتهدي إلى الأزهار من نشرها قسطا .
وتنثر عقد الطل في وجناتها ... فتظهر في لألاء أوجهنا بسطا .
وتطلع منه في الدجى أي أنجمٍ ... وتلبس عطف الغصن من سندسٍ مرطا .
وتوقظ فوق الدوح ورق حمائمٍ ... جعلنا قلوب العاشقين لها لقطا .
هم نسبوا حزناً إليها وما دروا ... وما أرسلت من جفنها أبدأً نقطا .
وكم تيمت صباً بلحنٍ غريبه ... رواه الهوى عنها وما عرفت ضبطا .
فيا ليت شعري هل بها ما بمهجتي ... من الوجد أم لم ترع عهداً ولا شرطا .
وهل هي في دوحات كل خميلةٍ ... تغرد أو ناحت على فقدها السبطا .
ولو أنها قد تيمتها صبابةٌ ... لما طوقت جيداً ولا جاوزت شطا .
ولا عانقت غصناً بكفٍّ مخضبٍ ... ولا اتخذت من زهر أعطافه قرطا .
ولا لبست ثوباً يروق مدبجاً ... ولا نسيت عهد الهديل بذي الأرطى .
ولو ذكرت أيامنا بطويلعٍ ... لأجرت بدمعي مذ بدت لمتي شمطا .
وقد نفرت عني غرائب صبوتي ... غرائب دهرٍ جار في الحكم واشتطا .
وخط على فودي سطراً حروفه ... رقمن بقلبي عارض الحتف مذ خطا .
ولكنه قد أودع الفكر حكمةً ... أفادته عرفاناً فيا نعم ما أعطى .
تجارب أيامٍ لها الغدر شيمةٌ ... فكم سترت فضلاً وكم أظهرت غمطا .
وألبسه ثوباً من العلم معلماً ... بدا لذوي جهل فأورثهم سخطا .
إذا ما روت عنه البلاغة منطقاً ... يرى النجم في عليائه عنه منحطا .
وإن غاص في لج البيان يراعه ... أرى جنةً لا أثل فيها ولا خمطا .
بها حور عينٍ لو رآها زهيرها ... لصير خديه لأقدامها بسطا .
إذا ما تجلى للأفاضل حسنها ... أدارت عليهم من لواحظها اسفنطا .
وتحجب عمن قد تردى بجهله ... وأصبح جلباب الحيا عنه منعطا .
ولا غرو أن لا يدرك الشمس ذو عمىً ... على قلبه مين الجهالة قد غطى .
صفاتٌ عرتها نسبةٌ قرشيةٌ ... إلى من سما مجداً وأكرم به رهطا .
وشعره كثيرٌ إلى الغاية . وهذا القدر أنموذج منه كاف . وله مدائح كثيرة في النبي A