وكان فيه تشيع يسير قال لي : وإني أول من تشيع من أهل بيتنا . وكان حسن الصحبة والمحاورة وكان لأخيه فخر الدين أبي محمد المظفر بن محمد - تقدم عند التتار .
قدم علينا قوام الدين القاهرة ثم سافر إلى الشام ثم كر منها راجعاً إلى العراق مع غازان . وكنت سألته أن يوجه إلي شيئاً من أخباره وعمن أخذ من أهل العلم وشيئاً من شعره فوجه لي بذلك وكتب لي من شعره بخطه : من المنسرح .
غدير دمعي في الخد يطرد ... ونار وجدي في القلب تتقد .
ومهجة في هواك أتلفها الش ... وق وقلبٌ أودى به الكمد .
وعدك لا ينقضي له أمدٌ ... ولا ليل المطال منك غد .
ومنه : من الطويل .
لقد جمعت في وجهه لمحبه ... بدائع لم يجمعن في الشمس والبدر .
حبابٌ وخمرٌ في عقيقٍ ونرجسٍ ... وآسٌ وريحانٌ وليلٌ على فجر .
وقال : كتب إلي أخي أبو محمد المظفر يعاتبني على انقطاعي عنه وهو الذي رباني وكفلني بعد الوالد : من الكامل .
لو كنت يا ابن أبي حفظت إخائي ... ما طبت نفساً ساعةً بجفائي .
وحفظتني حفظ الخليل خليله ... ورعيت لي عهدي وصدق وفائي .
خلفتني قلق المضاجع ساهراً ... أرعى الدجى وكواكب الجوزاء .
ما كان ظني أن تحاول هجرتي ... أو أن يكون البعد منك جزائي .
فكتبت إليه : من الكامل .
إن غبت عنك فإن ودي حاضر ... رهنٌ بمحض محبتي وولائي .
ما غبت عنك بهجرة تعتدها ... ذنبا علي ولا لضعف وفائي .
لكنني لما رأيت يد النوى ... ترمي الجميع بفرقةٍ وتنائي .
أشفقت من نظر الحسود لوصلنا ... فحجبته عن أعين الرقباء .
العابر المصري .
الحسن بن محمد بن أحمد العسال أبو علي المصري العابر . لم يكن أحد يدانيه في وقته في تعبير الرؤيا . توفي سنة اثنتين وثلاثمائة .
أبو محمد الإسفراييني .
الحسن بن محمد بن إسحاق بن الأزهر أبو محمد الإسفراييني ابن أخت أبي عوانة .
رحل به خاله وكان محدث عصره ومن أجود الناس أصولا . وتوفي سنة ست وأربعين وثلاثمائة .
أبو علي الأشعري .
الحسن بن محمد بن الحسن الفقيه أبو علي الساوي الشافعي المتكلم الأشعري . حدث بدمشق وتوفي سنة ثمان وأربعمائة .
الناصر بن الناصر .
حسن بن محمد قلاوون السلطان الملك الناصر ناصر الدين ابن السلطان الملك المنصور قلاوون ولي السلطنة بعد خلع أخيه الملك المظفر سيف الدين حاجي في بكرة الثلاثاء رابع عشر شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وسبعمائة على الصورة المذكورة في ترجمة المظفر حاجي وضربت البشائر وحضر في البشارة إلى دمشق الأمير سيف الدين أسنبغا المحمودي السلاحدار .
ولم يزل السلطان على حاله والنائب الأمير سيف الدين بيبغا آروس والوزير الأمير سيف الدين منجك وزير وأستاذدار والأمير سيف الدين شيخو في آخر الأمر تقرأ القصص عليه بحضور السلطان وليس له من الأمر شيء إلى أن كان في يوم السبت رابع عشرين شوال سنة إحدى وخمسين وسبعمائة ؛ قال بحضور القضاة الأربع وأمراء الدولة : أنا ما أنا رشيد ؟ . فقالوا : الله الله . فقال : ما أنا أهلٌ للسلطنة ؟ . فقالوا : الله الله . فقال : إن كان الأمر هكذا فامسكوا لي هذا . وأشار إلى الوزير فأمسك . وجرى ما يأتي شرحه في ترجمة منجك وفي ترجمة شيخو .
وكان النائب قد توجه إلى الحجاز وشيخو في الصيد بناحية طنان وجرى لشيخو ما يأتي شرحه في ترجمته .
ثم إن السلطان حلف الأمراء لنفسه وجهز الأمير علاء الدين طيبرس إلى دمشق وحماة وحلب ؛ ليحلف الأمراء له فحلق الجميع .
وكان وصول طيبرس في سلخ شوال سنة إحدى وخمسين وسبعمائة .
ولم يزل الحال على ذلك والأمير علاء الدين مغلطاي ومنكلي بغا الفخري هما القائمان بالأمر إلى أن خلع الناصر في ثامن عشرين شهر جمادى الآخرة نهار الاثنين وأجلس السلطان الملك الصالح صلاح الدين الصالح على ما سيأتي في ترجمته .
وزير المعتمد .
الحسن بن مخلد بن الجراح أبو محمد الكاتب