يكون مني قبيحاً أن أواصلها ... جنىً وأهجرها في حالة الحشف .
ونفذ صحبة الأمير علي بن الإمام الناصر إلى تستر حين صير ملكها ليعلمه النحو . وكتب بخطه كتباً نفيسةً وكان حاذقاً في الذكاء .
العلوي .
الحسن بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب . كان من مشايخ أهله ووجوههم .
حمل إلى المنصور فحبسه لشيء اتهمه به فما زال في الحبس إلى أن مات المنصور فكتب إلى المهدي : من الكامل .
ارحم كبيراً سنه متهدماً ... في الحبس بين سلاسلٍ وقيود .
وارحم صغار بني يزيدٍ إنهم ... نقموا لفقدي لا لفقد يزيد .
وارحم أخيته التي تبكي له ... وبنيةً عمرت بطول سهود .
وارحم فداك أبي وأمي إنه ... لم يبق لي خلفٌ من المفقود .
فلئن طلبت عظيم أمرٍ جره ... لتذبحن له بكل صعيد .
أو عدت للرحم القريبة بيننا ... ما جدنا من جدكم بعيد .
ولتلفيني شاكراً لك داعياً ... فيما اصطنعت إلي غير جحود .
أدعوك يا خير البرية كلها ... فارحم دعاء عبيدك المصفود .
فأطلقه المهدي فمكث قليلاً ومات أول خلافة المهدي وقوله : صغار بني يزيد يعني أولاد أخيه يزيد بن معاوية بن عبد الله بن جعفر . وكانت وفاته سنة ثلاث وستين ومائة .
أبو علي البزاز .
الحسن بن مكرم أبو علي البغدادي البزاز . روى عنه المحاملي والصفار وجماعة وثقه الخطيب . وتوفي في شهر رمضان سنة أربع وسبعين ومائتين .
الوزير أبو غالب .
الحسن بن منصور أبو غالب الوزير الملقب ذا السعادتين . ولد سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة وقتل سنة اثنتي عشرة وأربعمائة .
تصرف بالأهواز وخرج إلى شيراز وولي أعمال كرمان وصحب فخر الملك أبا غالبٍ بالعراق واستخلفه ببغداد وأقام على ذلك مدة ثم أخرجه إلى فارس للنظر في الأمور بحضرة السلطان سلطان الدولة أبي شجاع فناخسرو وخلف أبا القاسم جعفر بن محمد فسانجس الوزير ولما قبض عليه ولي الوزارة مكانه وخرج سلطان الدولة من بغداد وأقام على خدمة مشرف الدولة أخيه .
وأخرجه مشرف الدولة مع الديلم الذين كانوا مع أبي محمد بن سهلان واستأمنوا إلى مشرف الدولة وأرادوا العود إلى مراكزهم فلما حصل بالأهواز عاجلوه وقتلوه ونادوا بشعار سلطان الدولة .
قال الوزير أبو الفتح محمد بن الفضل بن أردشير : كنت بالشيرجان مع أبي غالب ابن منصور ؛ فاتفق أن شربت يوماً عنده وسكرت سكراً سقطت منه شستجة كانت في كمي وفيها عدة رقاعٍ أريد عرضها عليه لجماعة وفيها رقعة فيها : من الرمل .
يا قليل الخير مأمون الصلف ... والذي في البغي قد جاز السرف .
كن لئيماً وتواضع تحتمل ... أو كريماً يحتمل منك الصلف .
وفي الأخرى : من الرجز .
يا طارق الباب على عبد الصمد ... لا تطرق الباب فما ثم أحد .
فأخذ الشستجة ووقف على الرقاع ووقع في إحدى الرقعتين : يطلق له ألفا درهم نفقةً وفي الأخرى : يوظف له ألف درهم مشاهرة لاستقبال كذا . ووقع في الرقاع الباقية بما سأله أربابها ورد الجميع إلى الموضع الذي نمت فيه ثم استدعاني من الغد إلى طعامه فحضرت ولم ير عندي علماً بما جرى فقال : وقفت على شسجتك ؟ قلت : لا فأمسك فلما خلوت بنفسي تأملت الرقاع فوجدت ما وقع به فعدت إليه وشكرته واعتذرت عما كتبته فقال : لا تعتذر فإنا نستحقه إذ لم نقض حقاً ولم نرع صاحباً .
ابن شواق .
الحسن بن منصور بن محمد بن المبارك جلال الدين ابن شواق الإسنائي .
كان كريماً جواداً حليماً عاقلاً أديباً لبيباً واسع الصدر متواضعاً . وكان بنو السديد بإسنا يحسدونه ويعملون عليه فعلموا عليه بعض العوام فرماه بالتشيع ولما حضر بعض الكاشفين إلى إسنا حضر إليه شخصٌ يقال له عيسى بن إسحاق وأظهر التوبة من الرفض وأتى بالشهادتين وقال : " إن شيخنا ومدرسنا في هذا جلال الدين بن شواق " فصادره الكاشف وأخذ ماله