أقام بإسنا سنتين ثم أقام بقوص إلى أن مات في حدود العشرين وسبعمائة بعد أن انخلع من الخلاعة والتزم بالأشغال والعلم والصلاح ودخل إلى مصر وحضر الدروس وكان يعرف شيئاً من الموسيقى .
ومن شعره فيمن وقع على نصفيته حبر : من الكامل .
جاء البهاء إلى العلوم مبادراً ... مع ما حوى من أجره وثوابه .
ملئت صحائفه بياضاً ساطعاً ... غار السواد فشن في أثوابه .
ومنه : من الكامل .
إن المليحة والمليح كلاهما ... حضرا ومزمارٌ هناك وعود .
والروض فتحت الصبا أكمامه ... فكأنه مسك يفوح وعود .
ومدامة تجلو الهموم فبادروا ... واستغنموا فرص الزمان وعودوا .
أبو محمد بن الصابي الكاتب .
الحسن بن هلال بن محمد بن هلال بن المحسن بن إبراهيم بن الصابي أبو محمد بن أبي الحسين بن أبي الحسن الكاتب البغدادي من بيت رياسة وبلاغة وكتابة . كان والده يعرف بالأشرف .
سمع أبا غالب محمد بن الحسن البقال وأبا بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني وأبا الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي وغيرهم . وسمع منه أبو محمد بن الخشاب .
قال محب الدين بن النجار : وحدثنا عنه أبو محمد بن الأخضر . وكان أديباً فاضلاً يقول الشعر . توفي سنة خمس وستين وخمسمائة .
ومن شعره : من الطويل .
وقالوا كريمٌ والأقاويل جمة ... وأكثرها يا جاهلون سقيم .
كما قيل في أرض الهلاك مفازةٌ ... وقيل لملدوغ الصلال سليم .
قلت : يشبه قول إبراهيم الغزي يهجو : من الوافر .
كمال سميرمٍ للملك نقصٌ ... كما سميت مهلكةً مفازه .
لئن رفعت محلته الليالي ... فكم رفعت على كتفٍ جنازه .
الحسن بن وصيف .
الحسن بن وصيف مولى علي بن الجهم الشاعر كان قد رباه مولاه ورواه شعره . وروى عنه محمد بن داود بن الجراح .
ابن العريف النحوي القرطبي .
الحسن بن الوليد أبو القاسم المعروف بابن العريف النحوي المغربي . صنع لولدي المنصور أبي عامر مسألة فيها من العربية مائتا ألف وجهٍ واثنان وسبعون ألف وجهٍ وثمانيةٌ وستون وجهاً . وهي : ضرب الضارب الشاتم القاتل محبك وادك قاصدك معجباً خالداً وسرد ذلك وعلله وبرهنه . وقد أثبتها في الجزء الحادي عشر من التذكرة .
وخرج إلى مصر في أواخر عمره ورأس فيها . وتوفي سنة سبع وستين وثلاثمائة .
أبو علي الجويمي .
الحسن بن وهب بن الحسن أبو علي الجويمي الفارسي . قدم بغداد وأقام بها .
سمع الحديث من أبي القاسم عبد العزيز بن علي الأنماطي ابن بنت السكري .
وكان أديباً شاعراً . مدح المقتدي بالله ووزيره أبا منصور بن جهير ونظام الملك . وروى عنه أبو البركات بن الطوسي .
ومن شعره في نظام الملك : من الطويل .
وقد جئت أستقيك من أرض بابلٍ ... وأشتام برق العارض المتألف .
فإن سقت لي سقيا وإلا فلم أكن ... بأول من شام البروق وما سقي .
إذا كنت عوني عند كل ملمة ... فقل لزماني ما بدا لك فأبرق .
فإن ورائي من يفل شباته ... ويدفع عني والأسنة تلتقي .
قلت : شعر متوسط .
الكاتب المشهور .
الحسن بن وهب بن سعيد بن عمرو بن حصين بن قيس بن قنان بن متى الحارثي أبو علي الكاتب .
كان يذكر أنه من ولد الحارث بن كعب . وهو معرق في الكتابة فآباؤه وأجداده كلهم كتبةٌ في الدولتين : الأموية والعباسية .
وكان الحسن يكتب بين يدي محمد بن عبد الملك بن الزيات ثم إنه ولي ديوان الرسائل وولي بعض الأعمال بدمشق وبها مات وهو يتولى البريد آخر أيام المتوكل ومولده سنة ست وثمانين ومائة .
قال المرزباني : بنو وهب ؛ أصلهم نصارى من حضر سابور تعلقوا بنسبٍ في اليمن في بني الحارث بن كعب وكان عبيد الله وابنه القاسم يدفعان ذلك . وكتب الحسن إلى أخيه سليمان وقد نكبه الواثق : من الكامل .
اصبر أبا أيوب صبراً يرتضى ... فإذا جزعت من الخطوب فمن لها .
الله يفرج بعد ضيقٍ كربها ... ولعلها أن تنجلي ولعلها .
وكان الحسن جعل على نفسه أن لا يذوق طيباً ولا يشرب شراباً حتى يتخلص أخوه سليمان ووفى بذلك