الحسين بن محمد بن الحسن بن زينة أبو ثابت بن أبي غانم الأصبهاني . وهو من بين فضل وعلم وعدالة ورواية وكانت له معرفة بالفقه على مذهب أبي حنيفة . ويعرف الأدب معرفةً حسنةً . أمام ببغداد مدةً يقرىء الأدب . وسمع الحديث من الأمير العبادي وغيره . وكتب عنه أبو موسى الحافظ الأصبهاني . توفي سنة ثمانين وخمس مائة . ومن شعره : من الوافر .
بودِّي أن ألاقيه وجاها ... وأذكر ما أقاسيه شفاها .
وأنَّ مدامعي مذ صدَّعنِّي ... ترقرق دائماً والعقل تاها .
رجائي أن يكون لنا وصالٌ ... فإنَّ الصَّبر منِّي قد تناهى .
الدّلفيّ المقدسيّ .
الحسين بن محمد بن الحسين بن إبراهيم أبو عليّ الدّلفيّ المقدسيّ . قرأ الفقه على مذهب الشافعي علي أبي نصر بن الصَّبَّاغ ببغداد وسمع من الحسن بن عليّ الجوهري . وكان سمع بعسقلان محمد بن جعفر بن عليّ الميماسي وبمكة حسن بن عبد الرحمن الشافعيّ . وحدَّث باليسير وكان فقيهاً فاضلاً ورعاً زاهداً عابداً حسن الطريقة على سمت السَّلف . توفي سنة أربعٍ وثمانين وأربع مائة .
الوزير الرَّيب .
الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد الرُّوذاراوري أبو منصور ابن أبي شجاع الوزير ابن الوزير . كان يلقَّب بالرَّبيب وولي الرَّبيب الوزارة للمستظهر بالله بعد وفاة الوزير أبي القاسم ابن جهير سنة ثمانٍ وخمس مائة . فأقام وزيراً إلى أن نفذ رسولاً إلى السلطان أبي شجاع محمد بن ملكشاه إلى أصبهان فخاطبه السلطان في أن يلي له الوزارة فأجاب إلى ذلك سنة إحدى عشرة . وأقام بأصبهان ولم يعد إلى بغداد . وسأل المستظهر أن يكون ولده أبو شجاع محمد نائباً عنه في ديوان المجلس فأجابه إلى ذلك . ثم سأل السلطان أن يسأل له المستظهر أن يستوزر ولده أبا شجاعٍ محمداً وينفرد والده بوزارة السُّلطان فأجابه إلى ذلك . واستوزر ولده وهو حينئذٍ صبي دون العشرين سنة . ومات السلطان بأصبهان . وقام ولده محمود مقامه . والربيب على وزارته . فلما توفي المستظهر بقي أبو شجاعٍ على حاله وزيراً إلى أن توفي والده الربيب بأصبهان فعزل ولده عن الوزارة ببغداد . وتوفي الربيب سنة ثلاث عشرة وخمس مائة بهمذان وله من العمر سبعاً وأربعين سنة وثلاثة أشهر . وحمل تابوته إلى بغداد ودفن بباب الطَّاق . وكتب المستظهر إلى الربيب لما استوزره السلطان بأصبهان : من البسيط .
تبدَّلوا وتبدّلنا وأخسرنا ... من ابتغى بدلاً منَّا فلم يجد .
السّمسار الحنفيّ مفيد بغداد .
الحسين بن محمد بن خسرو البلخيّ . أبو عبد الله السّمسار الحنفيّ مفيد أهل بغداد في وقته . سمع الكثير من مالك بن أحمد بن عليّ البانياسيّ ومحمد بن عليّ بن أبي عثمان الدقاق وعلي بن محمد بن محمد بن الخطيب الأنباريّ وعبد السّلام بن محمد القزوينيّ وعليّ بن الحسين بن قريشٍ وعلي بن أحمد بن حميدٍ البزَّاز ونصر بين أحمد بن البطر والحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة وأحمد بن عثمان بن نفيس الواسطيّ وعبد الواحد بن محمد بن فهدٍ العلاَّف وعبد الواحد بن علوان بن عقيل الشّيبانيّ وفارس بن الحسين الذّهليّ والنقيب طراد بن محمد بن عليّ الزّينبيّ وخلقاً كثيراً . وأكثر عن أصحاب أبي عليّ بن شاذان وأبين القاسم بن بشران وأبي طالب بن غيلان وأبي القاسم التنوخيّ وأبي محمدٍ الجوهريّ وأمثالهم . وبالغ في الطّلب حتى سمع من طبقته دون هؤلاء من أصحاب أبي الحسين بن المهتدي وابن النَّقور وابن الصريفيني وابن البشريّ . حتى كتب عنه جماعة من أقرانه . وكتب بخطّه الكثير وقرأ الكثير لنفسه ولغيره . وكان يفيد الغرباء والطلاب والأحداث . وانتفع به جماعة . وجمع مسنداً لأبي حنيفة Bه . وخرَّج تخاريج ولم يحدِّث إلا باليسير . قال ابن السَّمعانيّ : سألت أبا الفصل بين ناصرٍ عن أبي عبد الله البلخيّ فقال : كان فيه لين يذهب إلى الاعتزال . وكان حاطب ليل يسمع من كلِّ أحدٍ . توفي سنة ستٍّ وعشرين وخمس مائة .
الحجَّاجيّ الشَّاعفيّ الطَّبريّ