محا الله نونات الحواجب لم تزل ... قسيّاً لها دعج النَّواظر أسهم .
وأطفأ نيران الخدود فقل لمن ... رأى قبلها ناراً يقبِّلها الفم .
منها في المديح : .
بنور الهدى قد صحَّ معنى خطابه ... وكلُّ بعيدٍ من سنا النُّور مظلم .
رقيق المعاني جلَّ إيجاز لفظه ... عن الوصف حتى عنه سحبان يفحم .
يجود ويخشى أن يلام كأنَّه ... إذا جاد من خوف الملامة مجرم .
وما حرَّم الدُّنيا ولكنَّ قدره ... من الملك في الدنيا أجلُّ وأعظم .
ابن سكَّرة الصَّدفيّ المغربيّ أبو عليّ .
الحسين بن محمد بن فيّرة بن حيُّون أبو عليّ الصَّدفيّ المعروف بابن سكّرة من أهل سرقسطة . قرأ بها القرآن على الحسن بن محمد بن مبشِّر المعروف بابن الإمام صاحب أبي عمر والدانيّ . وسمع من عبد الله بن محمد بن إسماعيل ابن محمد بن فورتش وأبي الوليد الباجيّ ومحمد بن عبد الله بن محمد ابن الصَّرَّاف إمام الجامع بها . وجال في الأندلس وسمع ببلنسية وبالمريَّة وبالمهديَّة . ودخل مصر والإسكندرية وسمع بهما وبتنِّيس وحجَّ . وسمع بمكة وبالبصرة وبواسط . ودخل بغداد وأقام بها خمس سنين . وعلق عن أبي بكر الشاشيّ الشافعيّ تعليقته الكبرى في الخلاف . وتفقَّه عليه وسمع الكثير من خلقٍ كثيرٍ ببغداد وحصَّل الكتب والفوائد . ودخل الشام وسمع بها . وعاد إلى المغرب فأقام بها . وأخذ الناس عنه علماً كثيراً . وحدَّث ببغداد بحديثٍ واحد . وبعد صيته بالغرب . ثم إنَّ أهل مرسية وشرق الأندلس طلبوا من أمير المسلمين أبي الحسن عليّ بن يوسف بن تاشفين أن يقلَّده قضاءهم فقلَّده فامتنع وفرَّ بنفسه إلى المريَّة فتردَّدت كتب ابن تاشفين وألزم إشخاصه إلى مرسية . وشدِّد عليه فتقلَّد ذلك مكرهاً . ولم يزل محمود السّيرة . إلى أن عزل نفسه واختفى . فكتب ابن تاشفين بردِّه إلى القضاء . ثم شفع فيه قاضي الجماعة فأجابه إلى الإعفاء . ولما وجَّه ابن تاشفين الجيوش إلى الثَّغر مع أخيه الأمير إبراهيم سنة أربع عشرة وخمس مائة خرج فيمن خرج مع المطوَّعة . فلما جرت الهزيمة على المسلمين بقتندة كان في من ختم له بالشَّهادة سنة أربع عشرة وخمس مائة . قال القاضي عياض : ولقد حدثني الفقيه أبو إسحق إبراهيم بن جعفرٍ أنه قال له : خذ الصَّحيح فاذكر أيَّ متنٍ شئت منه أذكر لك سنده أو أيَّ سندٍ شئت أذكر لك متنه .
ابن الفقاعيّ الحنبليّ .
الحسين بن محمد بن موسى أبو عبد الله الفقيه الحنبليّ المعروف بان الفقاعيّ . تفقَّه على أبي عبد الله حامدٍ وزوَّجته بابنته وكان من أعيان الفقهاء . صاحب فتوى ونظر وكانت له حلقةٌ بجامع المدينة وله تصانيف في الأصول والفروع . وروى عنه أبو بكر الخطيب وأبو عليِّ ابن البنَّاء في مشيخته وتوفيّ سنة أربع وعشرين وأربع مائة .
الحافظ أبو عروبة الحرَّانيّ .
الحسين بن محمد بن مودودٍ أبو عروبة الحرَّانيّ السُّلميّ الحافظ . أحد أئمة هذا الشأن . كان ثقةً نبيلاً . رحل الناس إليه إلى حرّان . قال ابن عديّ : كان عارفاً بالحديث والرجال . وتوفي سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة .
الرّاغب .
الحسين بن محمد أبو القاسم الراغب الأصبهانيّ أحد أعلام العلم ومشاهير الفضل متحقق بغير فنٍّ من العلم . وله تصانيف تدل على تحقيقه وسعة دائرته في العلوم وتمكُّنه منها .
عز الدين ابن النيَّار .
الحسين بن محمد بن الحسين بن علوان المولى الكبير عز الدين أخو شيخ الشيوخ صدر الدين بن النيَّار بفتح النون وتشديد الياء آخر الحروف وبعد الألف راء كان وكيل أولاد المستعصم وكان يدري الجبر والمقابلة . ولما شاهد القتل فدى نفسه بعشرة آلاف دينار فأطلق وتوفي بعد شهرٍ سنة ستٍ وخمسين وست مائة . وسيأتي ذكر أخيه صدر الدين علي بن محمد بن الحسين في حرف العين في مكانه .
أبو سعيدٍ الزَّعفرانيّ