محمد بن أحمد بن عبد الله بدر الدين الحلبي أخبرني من لفظه الشيخ أثير الدين قال : رفيقنا عند الشيخ بهاء الدين ابن النحاس كاتب مترسل شاعر مجيد حسن الخط كان خاملا فتعلق ببني الأثير فأعلقوه بالتوقيع السلطاني وكان عاقلا فاضلا أنشدنا لنفسه من لفظه في القبة المنصورية التي عمرها الشجاعي : .
ومذ دعوت لها شم الجبال أتت ... طوعاً على عجل تسعى بها قدم .
مثل الكتايب أشطاراً إذا أعتدلت ... أو السطور على القرطاس ترتسم .
فهي العوامل جرت لأرتفاع بنا ... ما دون مجرورة الأطماع تنجزم .
وأنشدني أيضا لبدر الدين : .
ولقد ذكرتك والصوارم تلمع ... والموت دان والردى متوقع .
وقد أستثار من الغبار غمامة ... منها المنايا تسهل وتهمع .
والخيل من تحت الكماة صهيلها ... يعلو وأطراف الأسنة شرع .
والناس بين مقنع ومدرع ... مستقبلين منية لا تدفع .
وأنا وذكرك في أجتناء لطايف ... لا من يروعنا ولا من يمنع .
قلت : أحسن شبكاً من هذا ما أنشدنيه لنفسه شهاب الدين محمود C تعالى : .
ولقد ذكرتك والسيوف لوامع ... والموت يرقب تحت حصن المرقب .
والحصن من شفق الدروع تخاله ... حسناء ترفل في رداء مذهب .
سامي السماء فمن تطاول نحوه ... للسمع مسترقاً رماه بكوكب .
والموت يلعب بالنفوس وخاطري ... يلهو بطيب ذكرك المستعذب .
وقد أوردت في هذه المادة ولغيري من المتقدمين والمتأخرين عدة مقاطيع في شرح لامية العجم وسوف أوردها أن شاء الله تعالى في ترجمة الحسن بن رشيق القيرواني أو في ترجمة الصاحب جمال الدين يحيى بن عيسى بن مطروح وأنشدني الشيخ أثير الدين لبدر الدين المذكور ما كتبه رسالة في ورق أصفر بمداد أحمر : .
هذي رسالة صب نحوكم صدرت ... فيها أشارات ما يخفي من الحرق .
فدمعه قد حكاه الخط بعدكم ... ولونه قد حكته صفرة الورق .
القرشي المغربي الصالح محمد بن أحمد بن ابرهيم أبو عبد الله القرشي الهاشمي .
العبد الصالح الزاهد من أهل جزيرة الخضراء قال القاضي شمس الدين ابن خلكان : كانت له كرامات ظاهرة ورأيت أهل مصر يحكون عنه أشياء خارقة ولقيت جماعة ممن صحبه وقد نمى عليهم من بركته وذكروا أنه وعد الجماعة الذين صحبوه مواعيد من الولايات والمناصب العلية وأنها صحت كلها قدم مصر ثم سافر إلى الشام لزيارة القدس فأقام به إلى أن مات في ذي الحجة سنة تسع وتسعين وخمس ماية ومن وصاياه لأصحابه : سيروا إلى الله عرجاً ومكاسير فإن أنتظار الصحة بطالة .
أبو عبد الله النحوي المقرىء محمد بن أحمد بن هبة الله ابن تغلب الفزاري أبو عبد الله الضرير النحوي .
كان يعرف بالبهجة من أعمال نهر الملك قدم بغداذ في صباه وقرأ القرآن والنحو وسمع الكثير وقرأ الأدب علي أبي عبد الله أحمد بن الخشاب وصحبه مدة وسمع من ابن الشهر زورى وابن الحصين وأبي الفضل ابن ناصر وجماعة وكان عالما بالنحو والقراآت انقطع في بيته وقصده الناس للقراءة وكان كيسا نظيف الهيئة وقورا توفي سنة ثلث وست ماية ابن أرقم الوادي آشي محمد بن أحمد بن محمد بن أراقم الوادي آشي أخبرني الشيخ أثير الدين من لفظه قال : قرأ المذكور كتاب سيبويه على ابن أبي الربيع وحضر في كثير منه عند شيخنا أبي جعفر ابن الزبير .
أبو الحسن ابن طباطبا محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن ابرهيم طباطبا بن اسمعيل بن ابرهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب Bه .
شاعر مفلق وعالم محقق مولده بأصبهان وبها مات سنة اثنتين وعشرين وثلث ماية وله عقب كثير بإصبهان فيهم علماء وأدباء ومشاهير كان مذكورا بالفطنة والذكاء وصفاء القريحة وصحة الذهن وجودة المقاصد وله من المصنفات : كتاب عيار الشعر كتاب تهذيب الطبع كتاب العروض لم يسبق إلى مثله كتاب في المدخل إلى معرفة المعمى كتاب تقريظ الدفاتر ومن شعره قصيدة تسعة وثلثون بيتا ليس فيها راء ولا كاف وأولها : .
يا سيداً دانت له السادات ... وتتابعت في فعله الحسنات .
منها يصف القصيدة :