خالد بن محمد بن نصر بن صغير الرئيس موفق الدين أبو البقاء الكاتب البارع المخزومي الخالدي الحلبي ابن القيسراني وزير السلطان نور الدين محمود بن زنكي . كان صدراً نبيلاً وافر الجلالة بارع الكتابة . كتب المحقَّق وتفرّد به في زمانه . سمع من عبد الله بن رفاعة والسِّلفي وسمع بدمشق من ابن عساكر . وحدّث بحلب وروى عنه الموفّق بن يعيش النحويّ وغيره وتوفي بحلب في جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وحمس مائة . وهو أصل سعادة بني القيسراني ومنه تفرع البيت . يقال أن والده مهذب الدين بن القيسراني الشاعر المقدم ذكره في المحمدين كان قد عمل له مولداً رصدياً ورأى فيه لخالد هذا سعادة . فكان يقول : أبطأت عليَّ سادة خالد ومات ولم يرها . فاتفق أن نور الدين الشهيد أراد كتابة ربعه محقّقاً فوصف له . فأخضره فكتب بين يديه فأعجبه فأحضر له الورق والحبر والأقلام وأفرد له مكاناً يكتب فيه . فأقام عنده سنة إلى أن فرغت . ولم يقل للسلطان لا أهلي ولا ولدي إلى أن فرغت الربعة فانصرف إلى داره فوجد الخدم على بابها . ودخلها فوجد البيت وفيه كل ما يحتاج إليه وعلى أهله كسوة وبزة فاخرة . فسأل عن ذلك فقالوا : يوماً طلبت إلى السلطان جاءتنا هذه الخدم والجواري والقماش ورتِّب لنا ما نحتاج إليه من اللّحم والخبز والأدم وغير ذلك . ثم تقلَّب الزمان فجعله السلطان مستوفياً ثم إنه جعله يكتب له الإنشاء والرسالة الذّهبية التي للقاضي الفاضل كتبها لموفق الدين هذا . وقد وقف له على خط بسطور ذهب وهي مشهورة وسوف يأتي شيء منها في ترجمة القاضي الفاضل . وتقدّم عند نور الدين إلى أن سيّره إلى مصر ليسترفع الحساب من صلاح الدين بن أيوب . فلما وصل إليه أقبل عليه إقبالاً عظيماً وتلقَّاه أكرم تلقٍّ وبالغ في تعظيمه . ثم قال له : السمع والطاعة الحساب والمال حاصلان ولكن توجه إلى إسكندرية واسترفع حسابها وخراجها وعد تجد الذي هنا حاصلاً . فلما توجَّه وعاد جاء البر بوفاة نور الدين . فلما ول موفق الدين إلى السلطان صلاح الدين لمير نه ذلك الاحتفال فقال له : يا خوند أحسن الله عزاك في مخدوم المملوك . فقال له صلاح الدين : من أعلمك بذلك ؟ قال له : أنت لأنك عاملتين تلك المرة باحتفال لم أره الآن . فسأله الإقامة عند فأبى وقال : ما أخرج عن أولاد أستاذي .
الزّين خالد .
خالد بن يوسف بن سعد بن الحسن بن مفرِّج بن بكّار الحافظ المفيد زين الدين أبو البقاء النّابلسيّ ثم الدِّمشقي . ولد بنابلس سنة خمس وثمانين وخمس مائة وتوفي سنة ثلاث وستين وست مائة . وقدم دمشق ونشأ بها وسمع من القاسم بن عساكر ومحمد بن الخطيب وبن طبرزد وحنبل وطائفة . وسمع ببغداد من ابن شنيف وابن الأخضر وابن مينا وكتب وحصّل الأصول النفيسة ونظر في اللغة والعربية . وكان إماماً ذكياً فطناً ظريفاً حلو النادرة حلو المزاح وكان يعرف قطعةً كبيرةً من الغريب والأسماء والمختلف والمؤتلف . وله حكايات متداولة بين الفضلاء . وكان الناصر يحبه ويكرمه . روى عنه محيى الدين النووي والشيخ تاج الدين الفزاري وأخوه الخطيب شرف الدين وتقي الدين بن دقيق العيد والبرهان الذهبي وأبو عبد الله الملقّن وجماعة . وكان ضعيف الكتابة جداً ويعرج من رجله . حدّث الشرف الناسخ أنه كان يحضره الناصر بن العزيز فأنشد شاعر قصيدة يمدحه فيها فقلع الزين خالد سراويله وخلعه على الشاعر فضحك الناصر وقال : ما حملك على هذا ؟ فقال : لم يكن معي ما أستغني عنه غيره فعجب منه ووصله وولي مشيخة النورية . وكان قصيراً شديد السُّمرة يلبس قصيراً . ومن شعره : من الطويل .
أيا حسرتا إني إليك وإن نأت ... ركابي إلى بغداد ما عشت تائق .
ولو عنت الأقدار قبلي لعاشقٍ ... لما عاقني عن حسن وجهك عائق .
ومنه : من السريع .
يا ربِّ بالمبعوث من هاشمٍ ... وصهره والبضعة الطُّهر .
لا تجعل اليوم الذي لا ترى ... عيني تاج الدين من عمري .
أم خالد الأمويّة .
أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص الأموية . ولدت لأبيها بالحبشة . ولها صحبة ورواية . توفّيت في حدود الثمانين وروى لها البخاري وأو داود والنَّسائي .
خالدة .
عمة عبد الله بن سلاّم