السَّديد ابن أبي أصبيعة الكحَّال .
خليفة بن يونس بن أبي القاسم بن خليفة الحكيم سديد الدين أبو القاسم الأنصاريّ الخزرجي السّعدي العبادي الكحَّال المعروف بابن أبي أصيبعة . هو والد صاحب تاريخ الأطباء موفق الدين . ولد بالقاهرة واشتغل بها هو وأخوه الطبيب رشيد الدين . وبرع السَّديد في الكحل ورزق فيه حظوةً وكان في البيمارستان النّوري وقلعة دمشق . وتوفي سنة تسع وأربعين وستّ مائة .
أبو طالب الإسكندريّ .
خليفة بن المسلم بن رجاء أبو طالب التّنوخي الإسكندراني ويعرف بأحمد اللَّخميّ . سمع أبا عبد الله الرازي وأبا بكر الطرطوشي وعبد المعطي بن مسافر . وكان عارفاً بالفقه والأصول ماهراً في علم الكلام وفيه لين فيما يرويه . قال الحافظ أبو الحسن بن الفضل : إلاّ أنّا لم نسمع منه إلا من أصوله . روى عنه أبو القاسم بن رواحة وعبد الوهّاب بن رواج وتوفي سنة ثمان وسبعين وخمس مائة .
الأمير ناصر الدين .
خليفة بن علي شاه الأمير ناصر الدين ابن الوزير يأتي ذكر والده في مكانه إن شاء الله تعالى . وفد إلى البلاد صحبة الأمير نجم الدين محمود بن شيروين الوزير وكان شكلاً حسناً فأحبَّه الأمير سيف الدين تنكز وكتب إلى السلطان الملك الناصر يسأله أن يكون عنده بدمشق أميراً فأعاده إليه ورسم له بطبلخاناة وكان خصيصاً بتنكز . ولما أمسك تنكز C تعالى لحق كلَّ من كان يلازمه تلك الأيام شواظ من ناره خلا الأمير ناصر الدين خليفة فإن السلطان راعى فيه خاطر أخيه لأنه كان في تلك البلاد . وتزوّج ناصر الدين المذكور بابنة الأمير سيف الدين كجكن . وكان يلبسها لبس الخواتين في البلاد وكان مشداً في عمارة جامع يلبغا . وقصد أن يكون على زيّ جوامع البلاد الشرقية . فلما أمسك الأمير سيف الدين يلبغ خشي الأمير ناصر الدين أن يؤخذ بجريرته فسلمه الله تعالى . وكان إقطاعه بصفد فجهزَّه الأمير سيف الدين أرغون شاه إليها فأقام بها قليلاً . وحصل له ضعف فحضر إلى دمشق ليتداوى بها فأقام قليلاً وهو متمرِّض ثم توفي C تعالى في سادس عشرين جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وسبع مائة والظّاهر أنه كان يتشيَّع .
الخليل .
الضّبعيّ .
الخليل بن مرّة الضُّبعي البصري . قال ابن معين : ضعيف وقال أبو حاتم : شيخ صالح ليس بالقويّ . وقال قتيبة : فيه نظر . توفي سنة ستين ومائة وروى له التِّرمذيّ .
الفراهيديّ .
الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الأزديّ الفراهيديّ بالفاء والراء والألف والهاء والياء آخر الحروف وبعدها دال البصريّ صاحب العربية والعروض أحد الأعلام . روى عن أيوب وعاصم الأحوال والعوّام بن حوشب وغالب القطان . أخذ النحو عنه سيبويه والأصمعي والنَّضر بن شميل وهرون بن موسى النحويّ ووهب بن جرير وعليّ بن نصر الجهضمي . كان خيِّراً متواضعاً ذا زهد وعفاف . يقال أنه دعا بمكة أن يرزقه الله علماً لم يسبق إليه . فرجع إلى البصرة وقد فتح عليه بالعروض فوضعه فهو أول من وضعه وصنَّف كتاب العين في اللغة . وقد ذكره أبو حاتم ابن حيّان في كتاب الثِّقات فقال : يروي المقاطيع . وقال النّضر بن شميل : أقام الخليل بن أحمد في خصّ بالبصرة ولا يقدر على فلسين وتلامذته يكسبون بعلمه الأموال . وكان آية في الذكاء وكان سبب موته أنه قال : أريد أن أعمل نوعاً من الحساب تمضي به الجارية إلى الفاميّ فلا يمكنه أن يظلها . فدخل المسجد وهو يعمل فكره فصدمته سارية وهو غافل فانصرع ومات قيل سنة خمس وسبعين ومائة وقيل سنة سبعين وقيل سنة ستين ومائة . وكانت له معرفة بالإيقاع والنغم وذلك هو الذي أحدث له علم العروض فإنهما متقاربان في المأخذ . وقال حمزة الأصبهاني في كتاب التنبيه على حدوث التَّصحيف : وبعد فإن دولة الإسلام لم تخرج أبدع للعلوم التي لم تكن لها أصول عند علماء العرب من الخليل وليس على ذلك برهان أوضح من علم العروض الذي لا عن حكيمٍ أخذه ولا على مثال تقدّمه احتذاه وإنما اخترعه من ممر له بالصفَّارين من وقع مطرقة على طست . ليس فيهما حجّة ولا بيان يؤديان إلى غير حليتهما أو يفسدان عين جوهرهما . فلو كانت أيامه قديمة ورسومه بعيدة ليشكّ فيه بعض الأمم لصنعته ما لم يضعه أحد منذ خلق الله الدنيا من اختراعه العلم الذي قدمت ذكره