داود بن سليمان بن داود بن عبد الرحمن بن سليمان بن عمر بن خلف بن عبد الله بن عبد الرؤوف بن حوط الله المحدّث أبو سليمان الأنصاري الحارثي الأندي بالنون كان هو وأخوه أوسع أهل الأندلس روايةً في وقتهما مع الجلالة والعدالة . ولي قضاء الجزيرة الخضراء ثم قضاء بلنسية وتوفي على قضاء مالقة وحمل نعشه على الأكفّ سنة إحدى وعشرين وست مائة .
أبو علي الطّوسيّ .
داود بن سليمان بن أحمد بن الحسن بن علي بن إسحق بن العباس الطوسي أبو علي من أهل أصبهان . كان جدّه أبو نصرٍ أحمد وزير المسترشد بالله وجدّه الأعلى أبو عليّ الحسن نظام الملك وزير ملكشاه . وقد تقدّم ذكرهما . بكّر به فسمع من أبي الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي وأبي الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد السّراج وأبي طاهر عبد الكريم بن عبد الرّزّاق وجماعةٍ غيرهم وقدم بغداد وحدّث بها بالكثير من مسموعاته .
قال محبّ الدين بن النجار : وسمعت منه وكان شيخاً بهيّاً حسن الأخلاق متواضعاً محبّاً للرواية مكرماً لأهل العلم توفي سنة ستٍ وتسعين وخمس مائةٍ بأصبهان .
السّديد اليهوديّ الطّيب .
داود بن سليمان السّديد ابن أبي البيان اليهوديّ الطبيب المصري . كان ماهراً في الطّب بارعاً في الأدوية المفردة والمركّبة . خدم الملك الكامل وعاش فوق الثمانين وتوفي في حدود الأربعين وستّ مائةٍ وله أنقراباذين في غاية الحسن وأخذ الطبّ عن ابن جميع اليهوديّ وعن أبي الفضل بن الناقد وفيه قال بعض الشعراء : من المتقارب .
إذا أشكل الداء في باطنٍ ... أتى ابن البيان له بالبيان .
فإن كنت ترغب في صحةٍ ... فخذ لسقامك منه الأمان .
الأدلم المرّي .
داود بن سلم الأدلم مولى بني تيم بن مرّة شاعر من أهل المدينة . قدم على حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية ومدحه . وله مدائح مستحسنة مستفيضة له في قثم بن العباس فيما ذكره الزبير بن بكار : من البسيط .
كما صارخٍ بك من راجٍ وصارخةٍ ... تدعوك يا قثم الخيرات يا قثم .
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... والبيت يعرفه والحلُّ والحرم .
يكاد يعلقه عرفان راحته ... ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم .
إذا رأته قريشٌ قال قائلها ... إلى مكارم هذا ينتهي الكرم .
هذا الذي لم يضع للملك حرمته ... إنّ الكريم الذي يحظى به الحرم .
وقال : كان الحسن بن زيدٍ قد عوّد داود بن سلم عطايا فلما مدح داود جعفر ابن سليمان وكان بينه وبين الحسن تباعد شديد أغضب ذلك الحسن فقدم من حجٍ أو عمرةٍ فدخل عليه داود مسّلماً فقال له الحسن : أنت القائل في جعفر : من الطويل .
وكنا حديثاً قبل تأمير جعفرٍ ... وكان المنى في جعفرٍ أن يؤمَّرا .
حوى المنبرين الطّاهرين كليهما ... إذا ما خطا عن منبرٍ أمَّ منبرا .
كأنَّ بني حوّاء صفُّوا أمامه ... فخيِّر من أنسابه فتخيَّرا .
قال داود : نعم جعلني الله فداك وأنا الذي أقول : من الطويل .
لعمري لئن عاقبت أوجدت منعماً ... بعفوٍ عن الجاني وأن كان معذرا .
لأنت بما قدّمت أولى بمدحةٍ ... وأكرم فخراً إن فخرت وعنصرا .
هو الغرَّة الزهراء في فرع هاشمٍ ... ويدعو علياً ذا المعالي وجعفرا .
وزيد النّدى والسِّبط سبط محمدٍ ... وعمُّك بالطَّفِّ الزكيِّ المطهرَّا .
فعاد الحسن إلى ما كان عليه ولم يزل يصله إلى أن مات .
ابن جلجل الطبيب .
داود بن حسّان هو أبو سليمان المعروف بابن جلجل بجيمين ولامين كان طبيباً فاضلاً خبيراً بالمعالجات وكان في أيام هشام المؤيّد بالله وخدمه بالطب . وكان له بصر بقوى الأدوية المفردة وفسّر أسماء الأدوية المفردة التي في كتاب ديسقوريدوس في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وثلاثة مائةٍ بمدينة قطربة لأنه اجتمع بنقولا الراهب الذي استقدمه الناصر عبد الرحمن لأجل كتاب ديسقوريدوس لأنه كان يعرف اللسان اللطينيّ . وله مقالة في ذكر الأدوية التي لم يذكرها ديسقوريدوس في كتابه مما يستعمل في صناعة الطِّب وينتفع به وما لا يستعمل لكل لا يغفل عن ذكره . وقال ابن جلجل :