تتمة إذا أرادوا ضبط كلمة قيدوها بهذه الأحرف على هذه الصورة فإن أرادوا لها زيادة بيان قالوا على وزن كذا فيذكرون كلمة توازنها وهي أشهر منها كما إذا قيدوا فلوا وهو المهر قالوا فيه بفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو على وزن عدو فحينئذ يكون الحال قد اتضح والأشكال قد زال .
الفصل الثامن .
الوفاة يحتاج إلى معرفة أصلها .
فأقول أصل وفاة وفية بتحريك الواو والفاء والياء على وزن بقرة ولما كانت الياء حرف علة سكنوها فصارت وفية فلما سكنت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفاً فقالوا وفاة ولهذا لما جمعوه رجعوا به إلى أصله فقالوا وفيات بفتح الواو والفاء والياء كما قالوا شجرة وشجرات وقالوا في الفعل منه توفي زيد بضم التاء والواو وكسر الفاء وفتح الياء فبنوه على ما لم يسم فاعله لأن الإنسان لا يتوفى نفسه فعلى هذا الله المتوفى بكسر الفاء أو أحد الملائكة وزيد المتوفى بفتح الفاء وقد حكى أن بعضهم حضر جنازة فسأل بعض الفضلاء وقال من المتوفى بكسر الفاء فقال له الله تعالى فأنكر ذلك إلى أن بين له الغلط وقال قل من المتوفى بفتح الفاء .
منهم يتعين ههنا ذكره الأجل أجل واحد ليس إلا فإن بعض الناس من حكماء المسلمين كأبي الهذيل العلاف المعتزلي ومن تابعه وقال بقوله وافقوا غيرهم على القول بالأجل الطبيعي والأجل الاخترامي أما الطبيعي فهو نفاد الحار الغريزي وذهاب الرطوبة والاخترامي فهو ما يحصل من الغرق والحرق والتردي وتفرق الاتصال بالسيف وغيره أو دخول المنافي للحياة كالسموم أو فساد المزاج من غلبة بعض الأخلاط أو عدم التنفس من خنق أو غيره واحتج بقوله تعالى ثم قضى أجلاً وأجل مسمى عنده والصحيح ما ذهب إليه أهل السنة من أن الأجل واحد لا يزيد ولا ينقص كما قال تعالى أن أجل الله إذا جاء لا يؤخر ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها والأحاديث الصحيحة في ذلك كثيرة والجواب عن الآية على ما تمسك به الخصم أن الأجل الأول أما المراد به آجال الماضين والأجل الثاني آجال الباقين الذين لم يموتوا أو الأجل الأول الموت والأجل الثاني أجل البعث يوم النشور للقيامة أو الأول ما بين خلقه إلى موته والثاني مدة لبثه في البرزخ أو الأول النوم والثاني الموت أو الأول مقدار ما مضى من عمر كل أحد والثاني مقدار ما بقي له من الحياة .
الفصل التاسع .
في فوائد التاريخ .
منها واقعة رئيس الرؤساء مع اليهودي الذي أظهر كتاباً فيه أن رسول الله A أمر بإسقاط الجزية عن أهل خيبر وفيه شهادة الصحابة منهم علي بن أبي طالب Bه فحمل الكتاب إلى رئيس الرؤساء ووقع الناس به في حيرة فعرضه على الحافظ أبي بكر خطيب بغداد فتأمله وقال إن هذا مزور فقيل له من أين لك ذلك فقال فيه شهادة معوية Bه وهو اسلم عام الفتح وفتوح خيبر سنة سبع وفيه شهادة سعد بن معاذ ومات سعد Bه يوم بني قريظة قبل خيبر بسنتين ففرج ذلك عن المسلمين غما