زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد أبو سعيد ويقال أبو حارثة الأنصاري الخزرجي النجاري المدني الفرضي أحد كتّاب رسول الله A تعلم له السريانّية في سبعة عشر يوماً واعتمد عليه أبو بكر وعمر وعثمان في جمع القرآن وكتبة المصاحف وتحاكم إليه عمر وأبيّ بن كعب في منزله وكان مع عمر لما خطب بالجابية وتولّي قسمة الغنائم باليرموك وشهد الدار مع عثمان وكان يذبّ عنه وكان يقول : يا للأنصار كونوا أنصاراً لله مرّتين انصروه والله إنّ دمه لحرام ! .
وأخوه يزيد أكبر منه وشهد بدراً واستشهد يوم اليمامة قال ابن سعد في الطبقة الثالثة : من الأنصار . وقال أبو أحمد الحاكم : قدم رسول الله A المدينة وهو ابن إحدى عشرة سنةً وكان رسول الله A إذا نزل عليه الوحي بعث إليه فكتبه وقال : أجازني رسول الله يوم الخندق وكساني قبطيةً وقال أنس : جمع القرآن على عهد رسول الله A أربعةُ كلُّهم من الأنصار : أبيّ بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت ورجل من الأنصار يقال له أبو زيد وزاد الشعبي : وأبو الدرداء وسعد بن عُبيد وكان المجمّع بن جارية قد بقي عليه سورة أو سورتان وعن عطيّة بن قيس الكلابي قال قال رسول الله A : " من أحبّ أن يقرأ القرآن غضاً أو غريضاً فليقرأه بقراءة زيد " .
وعن أنس عن النبي " أرحَمُ أمّتي بأمّتي أبو بكر وأشدّهم في دين الله عمر وأصدقهم حياءً عثمان وأفرضهم زيد بن ثابت وأقرؤهم لكتاب الله أبيّ بن كعب أعلمهم بالحلا والحرام معاذ بن جبل وإنّ لكلّ أمّة أميناً وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح " . وفي رواية ابن عمر بعد ذكر عثمان : وأقضاهم عليّ وفي رواية أبي محجن : وإنّ أعلمهم بالناسخ والمنسوخ معاذ وقال الشعبي : غلب زيد بن ثابت الناس على اثنتين : الفرائض والقرآن وكان زيد يكتب الكتابين جميعاً : العربيّة والعبرانيّة وأوّل مشهد شهده مع رسّول الله A الخندق وهو ابن خمسة عشر سنة وكان مّمن ينقل التراب يومئذٍ مع المسلمين فقال رسول الله A : أما إنّه نعم الغلام ! .
وقال سليمان بن يسار : ما كان عمر وعثمان يقدّمان على زيد بن ثابت أحداً في القضاء والفتوى والفرائض والقراءة وقال أحمد بن عبد الله العجلي : الناس على قراءة زيد وفرض زيد . وتوفّي بالمدينة سنة إحدى أو اثنتين أو أربع أو خمس أو ستّ وخمسين وقيل سنة خمسة أو ثمان وأربعين وصَلى عليه مروان وارتجّت المدينة لموته وكثر البكاء عليه وقال حسّان بن ثابت من الطويل .
فمن للقوافي بعد حسّان وابنه ... ومن للمثاني بعد زيد بن ثابتِ .
الكيّس النمري النسّاب .
زيد بن الحارث بن حارثة بن هلال ينتهي إلى سعد بن الخزرج هو الكيّس النمري النسّاب قال عبد الرحمن بن حسّان بن ثابت يفتخر من الوافر : .
وحَكِّم دغفلاً وأرْحلْ إليه ... ولا تَدَعِ المطيَّ من الكلالِ .
وعند الكّيس النمري علمٌ ... ولو أمسى بمنخرقِ الشمالِ .
وقيل : مصعب بن الكيّس هو النسّاب وكان يعدل بدغفل وقال الكميت من الوافر : .
وما ابن الكيّس النمري منكم ... وما أنتم هناك بدغفلينا .
وقيل : الكيّس هو مالك بن شراحيل بن زيد بن الحارث بن حارثة بن هلال كلّهم ينسب من عبيد إلى الكيّس يعني كلّهم نسّاب يعلم النسب .
زيد بن مربع الأنصاري من بني حارثة قال يزيد بن شبيان : أتانا ابن مربع - يعني : في الحجّ - فقال : أتانا النبيّ A فقال : كونوا على مشارعكم فإنكم على إرثٍ من إرث إبراهيم عليه السلام ولزيد هذا ثلاثة إخوة : عبد الله وعبد الرحمن ومرارة وقيل إنّ ابن مربع هذا اسمه عبد الله وقيل إنه ليس بأخ للمذكورين .
السعدي .
زيد بن حلبّة بن مرداس العسدي البصري أحد الفصحاء الوافدين على معاوية قال يعقوب بن شيبة : ولاّه ابن عارم شرطته وكان شريفاً في الإسلام وكان الأحنف يقول : طالما خرقتُ النعال إلى زيد بن حلبّة أتعلَّمُ منه المروءة . ولما بعث عثمان من الأمصار بالمصاحف بعث إلى أهل البصرة بمصحفٍ دفع إلى زيد بن حلبة مصحفاً فهم يتوارثونه . ولمّا قدمت عائشة البصرة عقدت خمارها لولد زيد بن حلبة فبقيّتُهُ عندهم