وقال ابن أبي الدم في الفرق الإسلامية : الزيديّة أصحاب زيد بن عليّ زينِ العابدين ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب وكان زيد قدم آثر تحصيل علم الأصول فتتلمذ لواصل بن عطاء رئيس المعتزلة ورأسهم وأوّلهم فقرأ عليه واقتبس منه علم الاعتزال وصار زيد وجميع أصحابه معتزلةً في المذهب والاعتقاد وكان أخوه الباقر محمّد بن عليّ يعيب عليه كونه قرأ على واصل بن عطاء وتتلمذ له واقتبس منه مع كونه يجّوز الخطأ على جدّه عليّ بن أبي طالب لسبب خروجه إلى حرب الجمل والنهروان ولأنّ واصلاً كان يتكلّم في القضاء ولاقدر على خلاف مذهب أهل البيت . وكانت زيد يقول : عليّ أفضل من أبي بكر الصدّيق ومن بقيّة الصحابة إلا أنّ أبا بكر فُوّضت إليه الخلافة لمصلحةٍ رآها الصحابة وقاعدة دينيّة راعوها من تسكين ثائرة الفتنة وتطييب قلوب الرعيّة . وكان يجوّز إمامة المفضول مع قيام الأفضل للمصلحة . فلمّا قتل زيد في خلافة هشام قام بالأمر بعده ولده يحيى ومضى إلى خراسان فاجتمع عليه بها خلق كثير وبايعوه ووعدوه بالقيام معه ومقاتلة أعدائه وبذلوا لهت الطاعة فبلغ ذلك أخاه جعفر بن محمّد الصادق فكتب إليه جعفر ينهاه عن ذلك وعرّفه أنّه مقتول كما قُتل أبوه وكان كما أخبره الصادق فإنّ أمير خراسان قتله بجوزجان ثم تفرّقت الزيديّة ثلاث فرق : جاروديّة سليمانّية وبتريّة . الفرقة الأولى الجاروديّة أصحاب أبي الجارود وكان الجارود من أصحاب زيد بن عليّ زعموا أنّ النبي A نصّ على عليّ بن أبي طالب الوصف دون التسمية وأنّ الناس كفروا بنصب أبي بكر إماماً فخالفوا إمامهم زيدا في ذلك ثم ساقوا الإمامة بعد عليّ إلى الحسن ثم الحسين ثم إلى عليّ بن الحسين ثم إلى بني علي ثم إلى آل محمد بن عبد الله بن الحسين بن الحسن بن عليّ .
وكان أبو حنيفة - C - على بيعة محمّد بن عبد الله هذا ومن جملة شيعته فرُفع أمره إلى المنصور فجرى عليه ما هو مذكور في كتب التأريخ وكان محمّد الباقر يسمّي أبا الجارود سرخوب قال محمّد : هو شيطان أعمى يسكن البحر قلت : وأمّا السيمانيّة فيأتي ذكرهم في ترجمة سليمان بن جرير وأمّا البتريّة فيأتي ذكرهم - إن شاء الله تعالى - في ترجمة كثير الابتر . وروى لزيد بن عليّ - Bهما - أبو داود والترمذي وابن ماجة وأورد له ابن المرزبان في معجمه قال : له في رواية دعبل من الطويل : .
من فَضَّل الأقوام يوماً برأيه ... فإنّ عليّاً فضّلتْه المناقبُ .
وقولُ رسول الله والحقُ قولُه ... وإنْ رَغمتْ منه الأنوف الكواذبُ .
بأنّك منّي يا عليّ معالناً ... كهارون من موسى أخ لي وصاحبُ .
دعاه ببدرٍ فاستجاب لأمره ... فبادَرَ في ذات الإله يضاربُ .
وسيأتي ذكر ولده يحيى وخروجه ومقتله في حرف الياء - إن شاء الله تعالى - ولله الحمد .
الهلالي الكوفي .
زيد بن الجهم الهلالي الكوفي شاعر شريف جواد ولاّه المنصور جرجان وكان نقش خاتمه من المنسرح .
زيد الهلالي نقشُ خاتَمِهِ ... أفلَحَ يا زيدُ من زكا عملُهْ .
وله أيضاً من الوافر : .
تسائلني هوازِنُ أيْنَ مالي ... وما لي غير ما أنفقتُ مالُ .
فقُلتُ لها هوازنُ إنّ مَالي ... أضّرَّ به المُلِمّاتُ الثقالُ .
ابن أمير المؤمنين عمر