سالم بن الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن الحسن بن محمّد الرئيس أمين الدين أبو الغنائم ابن الحافظ أبي المواهب ابن صصري التغلبي الدمشقي الشافعي المعدّل شهد عند القضاة وله عشرون سنةً ورحل به والده وله خمس سنين وأسمعه من ابن شاتيل والقزاز وأبي العلاء بن عقيل وطائفة وسمع بدمشق وحفظ القرآن وتفقه وقرأ في الأدب شيئاً تولىّ المارستان والمواريث وحُمدتْ سيرته في ذلك وتوفّي سنة سبع وثلاثين وستّ مائة وسيأتي ذكر حفيده سالم بن محمّد - إن شاء الله تعالى - في هذا الحرف .
أمين الدين الشافعي مدرّس الشاميّة .
سالم بن أبي الدر الشيخ أمين الدين مدرّس الشاميّة الجوّانية الشافعي . توفّي C تعالى في سنة ستّ وعشرين وسبع مائة وكان إمام مسجد الفسقار وقرأ على الكراسي مدةً ونسخ بعض مسموعاته ورتّب صحيح ابن حبّان . قال الشيخ شمس الدين : سمعت منه الأوّل من مشيخة ابن عبد الدائم . وعاش اثنتين وثمانين سنة وكان C ذا دهاء وخبرة بالدعاوي .
سالم بن سالم أبو شداد العبسي ويقال القيسي والأول أصحّ . شهد وفاة رسول الله A ونزل حمص ومات بها .
مهذّب الدين الحمصي .
سالم بن سعادة بن عبد الله مهذّب الدين أبو الغنائم الشاعر الحمصي نقلتُ من خطّ شهاب الدين القوصي في معجممه قال : أنشدني لنفسه في يوم .
ويوم قريدُ أنْفاسِهِ ... تُعَبسُ الأوجُهُ من قرصها .
يوم تودُّ الشمسُ مِن بردِهِ ... لو جرت النارُ إلى قرصِها .
قلت : وقد رواهما غيره للجلال ابن الصفار ولأيهّما كانا فإنّه أخذ المعنى من قول القاضي الفاضل : يوم تودّ البصلة لو ازدادت قميصاً إلى قمصها والشمس لو جرت النار إلى قرصها ونقلت من خطّه قال : أنشدني لنفسه أيضاً من الكامل : .
خَودٌ كأنّ بنانها ... في خُضرة النقش المزردْ .
سَمَكُ من البَلَورِ في ... شباكٍ تكونَ مِنْ زَبَرجَدْ .
وقال : أنشدني لنفسه من الكامل : .
ولرُبَّ ساقٍ كالهِلال تَشوقُنا ... في وجنتيه شقائقٌ وبَنَفْسَجُ .
ساقٍ هو الفَلَكُ المُدارُ وكأسُه ... الشمسُ المُنِيرَةُ والنَدامَى الأبْرُجُ .
أبو المُعافي ابن المهذَّب المعرّي .
سالم بن عبد الجبّار أبو المُعافى بن المهذب من أهل المعّرة . كان موسوماً بالعدالة والأمانة مشهورَ الفضل قال أسامةُ بنُ مُنْقِذ : كان بينه وبين جدي سديد المُلْك مَوَدَّة وكان أكثر زمانه عند فإذا اشتاق أهله مضى إلى المعرّة بقدر ما يقضي أربه ثم يعود والمعرّة إذ ذاك لشرف الدولة مسلم بن قريش وكان نَازَلَ جدّي وهو بشيزر وحاصره مدّةً ونَصَبَ عليه عدّة مجانيق وقاتل حصناً له يسمى الجسر ورحل عنه ولم يبلغ غرضاً فعمل الشيخ أبو المعافى من الطويل : .
أمُسِلُم لا سَلِمتَ من حادِثِ الرَدى ... وزرتَ وزيراً ما شددتَ به أزْرا .
ربحتَ ولم تخسر بحرب ابن مُنْقِذٍ ... من الله والناس المذمَّةَ والوِزْرا .
فَمُتْ كَمَداً بالجسر لستَ بجاسٍرِ ... عليه وعايِنْ شيزراً أبداً شَزْرَا .
فلمّا بَلَغَت الأبْياتُ شرفَ الدولة قال : مَنْ يقولُ هذا فينا ؟ قالوا : رجل يعرف بابن المهذَّب من أهل المعرة ! .
قال : ما لنا ولهذا الرجل ! .
اكتبوا إلى الوالي بالمعرّة يكُفُّ عنه ويُحْسنُ إليه . فربّما يكون قد جارَ عليه فأخْرجَهَ وأحُوَجَهُ أنْ قال ما قال : وهذا من حلم شرف الدولة المشهور ومن شعره الكامل : .
ومُهَفْهَف كالغُصنِ في حَرَكاتِهِ ... متهضّم لي خصرُه المهضومُ .
يهتزُّ من نَفَسِ المَشُوقِ قِوامُه ... ليْناً كما هَزَّ القضيب نسيمُ .
رَشأُ إذا رَشَقَتْ سِهامُ لحِاظِه ... فَلَهُنَّ في قلب المُحِبِّ كُلومُ .
يحلو ويمررُ وصلُه وصدودُه ... وكذا الهوى أبداً شقاً ونعيمُ .
كُنْ كيف شئْت فإنّ وَصْلي ثابتٌ ... تتصرَّمُ الأيَّامُ وهو مُقيمُ .
قلبي الذي جَلَب الغرام لِنَفْسِهِ ... فَلِمَن أُعاتِبُ غيرَه وألُومُ .
ومن شعره يَصِفُ الوباءَ والفرنج من الكامل :