أعزِزْ عليّ بأنْ أرى أشلاءَه ... تَدْمَى بِظُفْرِ للعَدوّ ونابِ .
أَفِنٍ رَماهُ بغارةٍ مأفونَةِ ... باعَتْ ظِباءَ الروم فِي الأعراب .
وهي طويلة وهذا منها كاف . وَلَهُ " كتاب المحبّ والمحبوب والمسوم والمشرو " و " كتاب الديرة " . ومن شعر السري الرفّاء من السريع : .
وَكَانَتْ الإبْرةُ فيما مَضى ... صيانةً وَجْهي وأشْعاري .
فأصْبَحَ الرِزقُ بِهَا ضيفاً ... كأنَّه من ثُقْبِها جارِ .
ومنه من الكامل : .
يَلْقَى النَدَى برقيق وجهٍ مُسفِرٍ ... فإذا التقى الجمعان عادَ صَفيقا .
رَحبُ المنازلِ مَا أقام فإنْ سرَى ... فِي حجِفل ترك الفضاء مضيقا .
ومنه من الكامل : .
أَلْبَستَني نِعَماً رأيتُ بِهَا الدُجى ... صُبْحاً وكُنتُ أرَى الصَباحَ بهيما .
فغَدوتُ يحَسُدني الصَديقُ وقَبْلَها ... قَدْ كَانَ يَلْقاني العدوُّ رحيما .
ومنه من الوافر : .
بنفسي من أجودُ لَهُ بنفسي ... ويَبْخلُ بالتحيّة والسلامِ .
وحَتْفِي كامِنٌ فِي مُقْلَتَيهِ ... كمُونَ المَوْتِ فِي حَدّ َالحُسامِ .
اجتمع الشعراء الشيوخ فِي دهليز سيف الدولة كالنامي والصنوبري ومن الناشئين كالببغاء والخالديّين والسريّ الرفّاء فتذاكروا الشعر وأنشدوا قصيدة أبي الطيّب من الطويل : .
فَدَيْنَكَ من رَبعٍ وإن زدتنا كرْبَا .
واسنحسن الجماعة قوله من الطويل : .
نزلنا عن الأكوار نمشي كرامةً ... لمن بانَ عنه أنْ نُلِمَّ بِهِ رَكْبا .
فقال السريّ : لولا أنْكم بعد هَذَا إذا سمعتم مَا قلته ادّعيتم أنّني سرقْتُهُ منه لأمسكْتُ ثُمَّ أنشد لاميّةً فِيهَا من الكامل : .
نُحفى وننزل وَهوَ أعْظَمُ حُرمةً ... مِن أنْ يُدالَ برِاكبٍ أو ناعِلِ .
فحكموا لَهُ بالزيادة فِي قوله : نحفى وننزل .
الإسماعيلي الجرجاني .
السريّ بن إسماعيل ابن الإمام أبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي أو العلاء الجرجاني عالم عصره فِي الفقه والأدب وَكَانَ مفتي جرجان . توفيّ سنة ثلاثين وأربع مائة .
الأنصاري .
السريّ بن عبد الرحمن الأنصاري . من شعراء المدينة أحد الغزاليّين وَلَيْسَ بمكثر . وهو من جملة المنادمين عَلَى الشراب وهجا نُصيباً والأحوص فلم يجيبَاهُ . وَكَانَ أزرقَ قصيراً ذميماً . وَكَانَ يهوى امرأة اسمها زينب ويشبّب بِهَا فخرج إلى البادية فرآها فِي نسوة فصار إلى راعِ هناك فأعطاه ثيابه وأخذ جبّته وعصاه وأقبل يسوق الغنم حتّى صار إلى النسوة فلم يحفلن بِهِ وظنَّ أنَّه راع فأقبل يقلب بعصاه الأرض وينظر إليهنّ وقلن لَهُ : أَذَهَبَ منك يَا راع شيء فأنت تطلبه . فقال : نعم قلبي ! .
فضربت زينب بكمّها عَلَى وجهها وقالت : السريّ ! .
والله أخزاه الله ! .
فقال من البسيط : .
مَا زال فينا سقيماً نستطبّ لَهُ ... من ريحِ زينَب فينا لَيلَةَ الأحَدِ .
حزْت الجمالَ ونشراً طيباً أرجاً ... فما تُسَمَّين إلاّ مسكة البلد .
أما فؤادي فشيء قَدْ ذهبتِ بِهِ ... فما يضرّكِ إلا نَحْتي جَسَدي .
سُريج .
العابد .
سرُيج بن يونس العابد المروزي الأصل البغدادي . روى عنه مسلم وروى البخاري عن رجل عنه وبقي بن مخلد وأبو زرعة وغيرهم . قال ابن معين : لَيْسَ بِهِ بأس . قال عبد الله بن أحمد : رأيت ربّ العزة فِي المنام فقال : سل حاجتك ! .
فقلت : رحمان سَرْ بِسَرْ ! .
يعني : رأساً برأسٍ . توفيّ سنة خمس وثلاثين ومائة .
أبو الحسن اللؤلؤي .
سريج بن النعمان بن مروان أبو الحسين وقيل أبو الحسن البغدادي الجوهري اللؤلؤي . روى عن الحمّادين وقليح وحشرج بن نبانة وعبد الله بن المؤمّل المخزومي ونافع بن عُمَرو أبي عوانة وجماعة . روى عنه البخاري والباقون سوى مسلم بواسطة وأحمد بن متيع وإسماعيل سمّويه وإبراهيم الحربي ومحمّد بن رافع وأبو زرعة الرازي ومحمّد بن إسحاق الصغاني . وروى البخاري أيضاً عن رجل عنه وثّقه أبو داود وقال : غلط فِي أحاديث . وقال النسائي : لَيْسَ بِهِ بأس . وتوفيّ سنة تسع عشرة أو ثمان ومائة .
الألقاب