سعد بن إبراهيم عبد الرحمن بن عوف أبو إسحاق ويقال : أبو إبراهيم القرشي الزهري المدني القاضي . رأى ابن عمر وحدّث عن أبيه وعن أنس بن مالك وعبد الله بن جعفر وغيرهم . وروى عنه ابنه إبراهيم بن سعد وأيّوب والثوري وشعبة ويحيى بن سعيد وابن عيينة ومنصور ومسعر وغيرهم .
وروى لَهُ الجماعة . توفيّ سنة خمس أو ستّ أو سبع أو ثمان وعشرين ومائة بالمدينة . وفيه يقول الشاعر من الطويل : .
لسع بن إبراهيم خمس مناقب ... عفاف وعدل فاضل وتَكَرُّمُ .
ومجدٌ وإطعامٌ إذا هَبَّت الصبا ... وأمرٌ بمعروفٍ إذا الناسُ أحْجَموا .
وفيه من الطويل : .
أبوه حواريّ النبيّ وجدُّه ... أبو أمِّه سعدٌ رئيس المناقبِ .
رمى فِي سبيل الله أوّلُ من رمى ... بسهمٍ عظيم الأجرِ والذكرِ صائبِ .
قال شعبة : مَا رأيت رجلاً أوقَعَ فِي رجال أهل المدينة من سعد بن إبراهيم . مَا كنت أرفعُ لَهُ رجلاً إلاّ كذّبه فقلت لَهُ فِي ذلك فقال : إنّ أهل المدينة قتلوا عثمان وَكَانَ يصوم الدهر ويختم كلّ ليلة . وقال أبو الفضل عبيد الله بن سعد الزهري : نا عمّي عن أبيه قال : سرد أبي سعد بن إبراهيم أربعين سنة يعني الصوم قال : وَكَانَ يعجب من هؤلاء المتقشّفين وَقلّما رأيته خارجاً إلى المسجد للصلاة إلاّ مسّ عاليةً . وَكَانَتْ أمّه أمّ كلثوم بنت سعد بن أبي وقّاص وقال ابن المديني : لَمْ يلق أحداً من الصحابة . قال الشيخ شمس الدين : بل حديثُهُ عن أبي جعفر فِي الصحيحين . وَكَانَ لا يُحَدِّثُ بالمدينة . فلذلك لَمْ يكتب مالك عنه وهو من قُضاة العدل وَكَانَ يقضي فِي المسجد .
أبو بلال السكوني .
سعد بن تميم أبو بلال السكوني والد بلال بن سعد . صحب النبيّ A وروى عنه وعن معاوية ونزل بقرى دمشق . وروى عنه ابنه بلال بنت سعد وشدّاد بن عبيد الله الدمشقي القارئ . يقال إنّ رسول الله A مسح رأسه ودعا له وأمّ هو ابنه فِي جامع دمشق .
الأنصاري .
سعد بن عبادة بن دُليم بن حارثة بن أبي خُزيمة أبو ثابت ويقال : أبو قيس الأنصاري الخزرجي سيّد الخزرج وأحد النقباء . شهد العقبة الثانية وَكَانَ نقيب قومه بني ساعدة . روى عن النبي A أحاديث . وروى عنه بنوه قيس وسعيد وإسحاق بنو سعد وابن عبّاس . وسكن دمشق ومات بحوران . قيل إن قبره بالمنيحة من إقليم بيت الآبار . وهو الَّذِي عزمت الأنصار عَلَى مبايعته بعد موت النبيّ A . وقيل إنّه شهد بدراً . وقال ابن سعد فِي الطبقة الأولى : ممّن لَمْ يشهد بدراً وَكَانَ يتهيّأ للخروج إلى بدر فنُهش فأقام فقال رسول الله A : لئن كَانَ سعد لَمْ يشهدها لقد كَانَ حريصاً عَلَيْهَا . وَكَانَ عقبيّاً نقيباً سيّداً جَواداً وَكَانَ يكتب بالعربيّة فِي الجاهلية وَكَانَ يحسن العوم والرمي ولذلك سُمِّيَ الكامل وَكَانَ سعد وعدّة آباء لَهُ فِي الجاهليّة يُنَادَى عَلَى أطعُمهم : من أحبّ الشحم واللحم ؛ فليأتِ أُطعُمَ دُليم بن حارثة ! .
وَكَانَ سعد والمنذر بن عمرو وأبو دجانة لمّا أسلموا يكسرون أصنام بني ساعدة . ولمّا قدم النبي رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم المدينة كَانَ يبعث إليه سعد فِي كلّ يوم جفنةً : ثريد بلحم أو ثريد بلبن أو بخلّ وزيت أو بسمن وأكثر ذَلِكَ اللحم فكانت جفنة سعد تدور مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم فِي بيوت أزواجه وَكَانَ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم إذا خطب امرأة عرض عَلَيْهَا مَا أراد أن يسمّى لَهَا ثُمَّ يقول : وجفنة سعد بن عبادة تأتيك كلّ غداة وأُتي إلى النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم بصحفة أو جفنة مملوءة محنّاً فقال : يَا أبا ثابت مَا هَذَا ؟ قال : والذي بعثك بالحق نبيّاً لقد نحرت أو ذبحت أربعين ذات كبد فأحببت أن أشبعك من المخّ قال : فأكل ودعا لَهُ بخير . قال محمّد بن عبد الوهّاب : قلت لعليّ بن غنّام : لِمَ سُمّوا نقباء ؛ قال : النقيب الضمين ضمنوا لرسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم إسلام قومهم . ولما أراد رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم أن يهاجر سمعوا صوتاً بمكّة يقول من الطويل : .
فإن بسلِمِ السعدان يُصْبح محمّد ... من الأمن لا يخشى خلاف المخالفِ