يَقولُونَ القِوامُ يميل جَوْراً ... ومَولانا رَعاياهُ سوامُ .
فَقُلْتُ بذلك زاد إليه قُرْباً ... ولولا المَيْلُ مَا حَسُنَ القوامُ .
قلت : وهم الحظيري فِي هَذَا فإنّ القَوام فِي قدّ الإنسان بفتح القاف وَفِي اللقب بكسر القاف لأنّه من قِوام الأمر . وقال ملغواً فِي ألِف من السريع : .
وأهْيَفَ القدِّ نحيفِ الشوى ... مُعْتَدِلٍ لَمْ يَحْوِ مَا فِيهِ وَصْفُ .
وَهْوَ إذا أنْتَ تأمّلْتَهُ ... بفطنةٍ اسمٌ وفِعلٌ وحَرفُ .
وقال فِي من اسمه فتح يدّعي التشيّع من السريع : .
يَا فَتْحُ يَا أشْهَرَ كلِّ الورى ... باللوم والخِسَّةِ والكِذْبِ .
كم تدّعي شيعة آل العبا ... واسمك يُبنبيني عن النَصْبِ .
وقال من الكامل : .
لا غَرْوَ أنْ أثْرَى الجَهولُ عَلى ... نَقْصٍ وأعْدَمَ كلُّ ذي فَهْمِ .
ولأنّ اليد اليسرى وتفضُلها ال ... يُمنَى تَفُوزُ بمُعْلَم الكُمِّ .
وقال من المتقارب : .
وَمُذْ صَحَّ لي جُودُه بالِجاء ... تحقّقْتُ أنّ مَديحي هَوَسْ .
كذا الفصُّ مَا باَ لي خَطُّهُ ... ولا كُنْتُ أقراه حتّى انعكَسْ .
وقال من السريع : .
يَا بِأبي ظَبْيٌ غدا ثَغْرُه ... مِثْلَ أقاحي الرَوْضِ فِي الابتِسامْ .
لا غَرْوَ أنْ أضْحَكَهُ مَدْمَعي ... قَدْ يُضْحِكُ الرَوْضَ بَكاءُ الغَمامْ .
الوحيد .
سعد بن محمّد بن عليّ بن الحسن بن معبد بن مطر بن مالك بن الحارث ابن سنان بن خزاعة بن حييّ الأزدي . يُعرف بالوحيد . من أهل البصرة وَكَانَ شاعراً وعلمه أكثر من شعره وأدبه أظهر من تباهته لقي أبا رياش وأبا الحسين ابن لنكك وأخذ عنهما وعن طبقاتهما . توفيّ سنة خمس وثمانين وثلاثمائة . وَقَدْ ردّ عَلَى المتنبّي فِي عدّة مواضع وَعَلَى ابن جنّي فِي تفسير شعر المتنبّي وَكَانَ ضَيّق الرزق محارفاً يمدح بالشيء اليسير ولا يبالي وسافر إلى مصر ومدح بني حمدان وَكَانَ لَهُ خطّ مليح صحيح النقل . مدح أبا الحسن ابن هرثمة بقصيدة فاستزاره ودفع إليه عشرين درهماًن وسأله أن يزيده فلم يفعل وقال يهجوه من المنسرح : .
وَقيلَ بَحْرٌ فَجِئتُهُ فإذا ... أُعْجُبَةٌ مِنْ عَجائِبِ البَحْرِ .
وقال من الطويل : .
تُعَدَّدُ لُوّامِي عَليّ ذُنوبَها ... وَيَأْبَى شَفِيعُ الحُسنِ أنْ يُحْسبَ الذَنْبُ .
وَقالوا إذا نَوَى دارِها سَلا ... وما شَطَّ مَنْ أمْسى ومَنْزِلُهُ القَلْبُ .
وقال يمدح بختيار من الطويل : .
ألاّ فاسْألوا الأيّام عَنْ مأثراتِهِ ... فَما جاءتِ الأيّامُ إلاّ لِتَشْهَدا .
كَثيرٌ عَديدُ الحاسِدِينَ وإنمّا عل قدرِ مَجْدِ المَرءِ يُلْفَى مُحَسَّدا .
وقال يصف الخطاطيف من الوافر : .
وَسُود فِي مَذَبِحِها احمِرارٌ ... فتحسبها مُدَبَّجةً تَطِيرُ .
كأنَّ ظُهورَها لَيْلٌ بِهَيمٌ ... وَتَحْتَ بُطونِها صُبْحٌ مُنيرُ .
كَأنّ شَظيّتي عُنقودِ كَرمِ ... أعارَهُما لِساقيها مُعيرُ .
يخافُ الليلَ طائِرُها فيُلفَى ... إلا وَلىّ بسَهْميه يُشيرُ .
وللوحيد من التصانيف : " كتاب العدناني " " كتاب القحطاني " " كتاب معاني شعر المتنبي " " الرد عَلَى ابنجنّي فِي تفسير شعر المتنّبي " .
أبو محمّد التوراني الحرّاني .
سعد بن الحسن بن سليمان بن التواراني أبو محمّد الأديب . كَانَ تاجراً يسافر إلى الشام ومصر والعراق وخرسان وسكن بغداد وجالي أبا منصور الجواليقي وأخذ عنه وَكَانَتْ معرفته بالأدب حسنةً وَلَهُ تظم . وتوفيّ سنة ثمانين وخمس مائة . وَكَانَ يعرف النحو جيّداً . ومن شعره من الكامل : .
قَدْ قُلْتُ لِلْقَلبِ اللَجُو ... جِ وَقَدْ شَكا فَرْطَ الغَرامِ .
ألِبَينِ يَوْمٍ ذا فَكَيْ ... تفَ إذا بُليتَ بِنَينٍ عامِ .
ومن من البسيط : .
جَاءَتْ تُسائِلُ عَنْ لَيْلي فَقُلْتُ لهَا ... وَسَوْرَةُ الَمِّ نَمْحُو سِيرَةَ الجَذَلِ