وخلف عَلَيْهِ من الدّين لمّا مات ثلاث مائة ألف درهم وقيل ثمانين ألف دينار كلها صِلاتٌ وعِاتٌ فوفاها ابنه عمرو من بعض العقار الَّذِي خلّفه . وَكَانَ سعيد بن العاص يسمّى ذا العصابة وجدّه سعيد بن العاص كَانَ يقال لَهُ ذو العمامة لأنّه كَانَ ذا لبس عمامةً لَمْ يلبس قرشي عمامةٌ حَتَّى ينزعها كما أن حرب ابن أميّة كَانَ إذا حضر ميّتاً فيبكيه أهله حَتَّى يقوم وكما أنّ أبا طالب إذا أطعم لَمْ يطعم أحد يومه ذلك وكما أنّ أسيد بن العاص إذا شرب الخمر لَمْ يكن يشربها أحد حَتَّى يتركها . ويقال إنّ ذا العمامة إنما لزم سعيداً كنايةً عن السؤدد وذلك أنّ العرب تقول للسيّد : هو المعمّم ؛ يريدون أنّ كلّ جناية يجنيها أحد من عشيرته فهي معصوبة برأسه ولذلك قيل لسعيد : هَذَا ذو العصابة ! .
فلمّا طلّق خالد بن يزيد بن معاوية آمنة بنت سعيد بن العاص هَذَا تزوّجها الوليد بن عبد الملك ففي ذَلِكَ يقول خالد من الطويل : .
فَتَاةٌ أبُوها ذُو العِصابَةِ وَابْنُهُ ... أخوها فَما أكْفاؤُها بِكَثيرِ .
وغزا سعيد لمّا ولي الكوفة طبرستان فافتتحها ويقال إنّه افتتح جرجان أيضاً فِي زمن عثمان سنة تسع وعشرين أو سنة ثلاثين وَكَانَ أيَّداً يقال إنّه ضرب بجُرجان رجلاً عَلَى عاتقه فأخرج السيف من مرفقه . وانتقضت آذربيجان فغزاها وافتتحها ثُمَّ عزله عثمان وولىّ الوليد بن عقبة فمكث مدّةً ثُمَّ شكاه أهل الكوفة وعزله وردّ سعيداً فردّه أهل الكوفة وكتبوا إلى عثمان : لا حَاجَةً لَنَا فِي سعيدك ولا فِي وليدك . وَكَانَ فِي سعيد تَجّبُّرٌ وغلظة وشدّة سلطان وَكَانَ الوليد أسنّ منه وأسْخَى وألين جانباً . ولمّا عُزل الوليد وانصرف سعيد قال بعض شعراء الكوفة من الرجز : .
يَا وَيْلَنا قَدْ ذَهَبَ الوَليدُ .
وَجَاءَنا مِنْ بَعْدِه سَعيدُ .
يَنْقُصُ فِي الصاعِ وَلاَ يَزيدُ .
وسألوا عثمان أن يولي عليهم أبا موسى فولاّه فكان عَلَى الكوفة إلى أن قُتل عثمان رضه .
ابن عامر الجمحي الصحابي .
سعيد بن عامر بن حِذْيّم الجمحي لَهُ صحبة ورواية روى عنه عبد الرحمن بن سابط الجمحي وشهر بن حوشب الأشعري وحسّان بن عطيّة . أسلم قبل خيبر وهاجر إلى المدينة وشهد خيبر وَمَا بعدها من المشاهد ولا يُعلمُ لَهُ بالمدينة دار . وهو والي عمر عَلَى بعض الشام وَلَمْ يكن لاه ولد ولا عقب . وتوفيّ بالرّقة فيما قيل سنة تسع عشرة وهو بقيساريّة أميرها وقيل بالرّقة سنة ثمان عشرة وقيل سنة عشرين . وَكَانَ أحد زُهّاد الصحابة إذا خَرج عطاؤه عزل منه كسوة أهله وقوتهم وتصدّق بالباقي .
ابن أبي بردة الأشعري .
سعيد بن عامر بن أبي موسى الأشعري الكوفي هو ابن أبي بردة . روى عن أبيه وأنس بن مالك وأبي وائل وروى عنه الجماعة . وتوفيّ حدود المائة وعشرين .
الضُّبَعي البصري .
سعيد بن عامر الضبعي البصري الزاهد مولى بني عُجيف وأخوالُه بنو ضيبعة . توفيّ سنة ثمان ومائتين لأربع بقين من شوّال . وروى لَهُ الجماعة .
ابن فَسَانْجُس .
سعيد بن عبد الله بن العبّاس بن موسى بن فَسانْجُس . كَانَ كاتباً بديوان الخلافة أيّام القائم وتقلّبت بِهِ الأحوال حَتَّى ورد غزنة وولي بعض أعمال الهند وبقي هناك إلى أن توفيّ سنة خمس وثمانين وأربع مائة . ومن شعره من الطويل : .
بَيَاضُ عِذاري وَجْهُ عُذْرٍ سَوَّدا ... لدّى البِيضَ حَتَّى عُدْتُ عنها مُشَرّدا .
وأبقَى رَسِيسَ الحُبِّ بَين جَوَانِحي ... زَمانَ تَوَلىَّ حُسنُه وتَشَرّدَا .
فَوَلىَّ شبابي فالتَوَى كلمّا استَوى ... فصارَ بَيَاضُ العَيْش أَكْدَرَ أسْوَدا .
تَقُولُ العَذَارَى إذ تَأمَّلْن شَيبتي ... تَرَدَّى امرُؤٌ بالشَيْبِ عارِضهُ ارتَدَى .
المعافري الإسكندري .
سعيد بن عبد الله المعافري الإسكندري الفقيه . كَانَتْ لَهُ عِبادةٌ وفضل وفقه . يقال إنّه الَّذِي أعان ابن وهب عَلَى تصنيفه كتبه .
سعادة الحمصي