ولي القضاء بصفد ورأيته مرات ولم أجتمع به غزل به القاضي شرف الدين النهاوندي وعاد فتح الدين إلى القاهرة فيما بعد وهو من بيت علم أخبرني الشيخ أثير الدين من لفظه قال : ثم ولي القضاء باشموم وله نظم ونثر ومولده في العشر الأوسط من شهر رمضان سنة اثنتين وستين وست ماية أنشدني المذكور لنفسه : .
تظافر الموت والغلاء ... هذا لعمري هو البلاء .
والناس في غفلة وجهل ... لو فطن الناس ما أساءوا .
وأنشدني لنفسه وقد أهدي إليه بسر غليظ النوى رقيق الجلد : .
أرسلت لي بسراً حقيقته نوى ... عار فليس لجسمه جلباب .
وإذا تباعدت الجسوم فودنا ... باق ونحن على النوى أحباب .
وأنشدني لنفسه : .
أني لأوثر أن أرا ... ك ولست أوثر أن تراني .
علماً بأني في السما ... ع أجل مني في العيان .
وأنشدني لنفسه في مليح محدث : .
علقته محدثاً ... شرد عن عيني الوسن .
حديثه ووجهه ... كلاهما عندي حسن .
وأنشدني لنفسه : .
يا أيها المولى الوزير الذ ... ي أفضاله أوجب تفضيله .
أحسنت إجمالاً ولم ترض ... بالإجمال إذ أرسلت تفصيله .
قلت : شعر جيد فيه قوة ولطف .
البجدي محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن علي الشيخ الصالح الخير المقرىء .
أبو عبد الله البجدي بتشديد الجيم الصالحي الحنبلي سمعوا منه قديما في حياة ابن عبد الدايم ثلاثيات البخاري مرات عن ابن الزبيدي ثم ترددوا فيه فسأله شمس الدين سنة ثلث وسبع ماية بكفر بطنا عن جلية الأمر قال الشيخ شمس الدين : فذكر ما يقتضي أن مولده سنة ست وثلثين وأنه من أقران عبد الله بن الشيخ وقال : كان لي أخ أسمه اسمى ذاك من أقران القاضي تقي الدين سليمن مات صبياً وسمع من المرسي وخطيب مردا وابرهيم ابن خليل وأجاز له الكثير منهم عبد اللطيف بن القبيطي وعلي بن أبي الفخار وكريمة القرشية وطال عمره وروى الكثير وكان ذا نصيب من صلاة وتأله وتواضع وقناعة وبجد قرية من الزبداني وتوفي سنة اثنتين وعشرين وسبع ماية .
المسند الصايغ المقرىء محمد بن أحمد بن عبد الخالق بن علي ابن سالم بن مكي الخطيب .
شيخ القراء ومسندهم تقي الدين أبو عبد الله المصري الشافعي المشهور بالصايغ ولد سنة ست وثلثين وتلا بعدة كتب على الكمال الضرير والكمال ابن فارس والتقي الناشري وسمع من الرشيد العطار وجماعة وأعاد بالطيبرسية وغيرها وكان شاهداً عاقداً خيراً صالحاً متواضعاً صاحب فنون صحب الرضى الشاطبي مدة وتضلع من اللغة وسمع صحيح مسلم من ابن البرهان وكان يدري القراآت ويعلل ويناظر صنف خطبا للجمع وابتدأ كل خطبة بعلامة قاض وجودها وكتب الختمة في سبعة وعشرين يوما وتلا عليه أيمة مثل البرهان الحكري وأسمعيل العجمي وابن غدير وأبي اسحق الرشيدي والجمال ابن عوسجة وتاج الدين ابن مكتوم وعلى الحلبي الضرير وعوض السعدي ومحمد ابن الزمرذي وأبي العباس العكبري النحوي والقاضي بهاء الدين ابن عقيل والشمس العزب وخلق سواهم توفي سنة خمس وعشرين وسبع ماية .
المسند شمس الدين ابن الزراد محمد بن أحمد بن أبي الهيجاء الشيخ المسند الرحلة الصدوق شمس الدين أبو عبد الله الصالحي ابن الزراد الحريري .
ولد سنة ست وأربعين وسمع بعد الخميس من البلخي ومحمد بن عبد الهادي وأخيه والعماد بن النحاس واليلداني والصدر البكري وخطيب مردا وابرهيم بن خليل والفقيه اليونيني وعدة وسمع الكتب الكبار وتفرد وروي الكثير خرج له الشيخ الدين مشيخة وكان دينا متواضعا يتجبر ويرتفق ثم ضعف حاله وافتقر وساء ذهنه قبل موته وتبلغم وكان له نظم .
تاج الدين ابن قدس محمد بن أحمد بن هبة الله بن قدس تاج الدين الأرمنتي .
كان مقرئاً فاضلاً وكان أمام المدرسة الظاهرية بالقاهرة توفي بالقاهرة في حدود السبع ماية من شعره : .
قد قلت أذ لج في معاتبتي ... وظن أن الملال من قبلي .
خدك ذا الأشعري حنفني ... وكان من أحمد المذاهب لي .
حسنك ما زال شافعي أبداً ... يا مالكي كيف صرت معتزلي .
ومنه : .
احفظ لسانك لا أقول فإن أقل ... فنصيحة تخفي على الجلاس