وهل تنكر العينُ اللجينَ مُنَيَّلاً ... أو المسك مذروراً عَلَى صحن كافورِ .
وحسبيَ منه لو تَغَيَّرَ خَدُّه ... تَمايُلُ غُصْنٍ والتفاتهُ بعفورِ .
ومنه من المنسرح : .
قالوا اكتَسَتْ بالعِذارِ وجنتُه ... هل فِي الَّذِي قلتموه من باسِ .
أكْلَفُ بالوَرْد وهْو منفردٌ ... فكيف أسلوا إذ شِيبَ بالآسِ .
ومنه من البسيط : .
قالوا التحي واشتكي عينيه قلت لهم ... نعم صدقتم وهل فِي ذَاكَ من عارِ .
بنفسجٌ عِيضَ من وردٍ ونرجسةٍ ... تَحَوَّلتْ وردةً زينت باشفارِ .
مَا مرّ من حسنه شيء بلا عوضٍ ... حسنٌ بحسنِ وأزهلرٌ بأزهارِ .
ومنه من الوافر : .
رياضٌ كالعروسِ إذا تَجَلَّتْ ... وقَلَّ لَهَا مُشَابَهَةُ العَروسِ .
فمن زَهرٍ ضَحوكِ السنّ طَلْقٍ ... بجهمٍ مِنْ سَحائِبه عبوسِ .
وقضبٍ تحْسبُ الأرواح سقَّتْ ... معاطفها سلافةَ خندريسِ .
ونهرٍ مثل هنديَّ صقيلٍ ... تجرَّدَ فَوْقَ مَوْشيّ نفيسِ .
تَوَلّت نَسْجَه السَحْبُ الغوادي ... وحالَتْ وَشْيَه أيدي الشُموسِ .
ومنه وهو جناس من الوافر : .
بنفسي من أخِلاّئي خليلٌ ... سريٌ لا يرى كالحَمْدِ مالا .
متى يَعدمْ مُملأة الليالي ... عَلَى مَا يبتغي منهنّ مالا .
وأكثر مَا يكون إليك ميلاً ... إِذَا الزمن المساعد عنك مالا .
نَعَمْ وَقْفٌ عَلَيْكَ لسائِليه ... كأنء لَمْ يدرِ فِي الألفاظ مالا .
ومنه مَا كتب عَلَى مشط فِضّو من المجتثّ : .
تهوى محليّ النجومُ ... يَا بُعد مَا قَدْ ترومُ .
كم لمّةٍ لكعابٍ ... بِهَا النفوسُ تهيمُ .
سرَيْتُ فِيهَا شِهاباً ... حَواه ليلٌ بهيمُ .
مَا صاغني من لُجَيْنٍ ... إلا ظريفٌ كريمُ .
مُشْطُ الحِسان بعَظْم ... ظُلْمٌ لعمري عظيمُ .
قال ابن الأبّار فِي تحفة القادم : كتبتُ إليه معمّياً بأسماء الطير من المجتثّ : .
إنْ شئتَ يَا دهرُ حارِبْ ... أو شئتَ يَا دهرُ سالِمْ .
فصارمي ومَجِنّي ... أبو الربيع ابن سالمْ .
فراجعني بعد أنْ فكّها وقال من المحتثّ : .
نعم فجاوب وسالمْ ... وصِلْ مُعلاناً وصارمْ .
أنا المِجَنُّ الَّذِي لا ... تحيكُ فِيهِ الصوارمْ .
أنا الحُسام الَّذِي لا ... يزالُ للضَيْم حاسمْ .
فاحَكمْ بما شئتَ إنّي ... بعضد صحبيَ حاكمْ .
قلت : شعر جيّد . وساق لَهُ ابن الأبّار فِي تحفة القادم شعراً كثيراً .
أبو أيّوب الأشدق .
سليمان بن موسى أبو الربيع ويقال : أبو أيّوب الأشدق مولى أبي سفيان ابن حرب روى عن أبي أمامة وعطاء ومكحول ونافع والزهري وغيرهم . وروى عنه الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وابن جريج وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وغيرهم . وروى لَهُ الأربعة . قال ابن اهيعة : مَا لقيت مثله . وقال النسائي : هو أحد الفقهاء وَلَيْسَ بالقويّ فِي الحديث . وقال البخاري : عنده مناكير . وقال أبو حاتم الرازي : لا أعلم أحداً من أصحاب مكحول أفقه منه ولا أثبت . توفيّ سنة تسع عشرة ومائة وقيل : سنة خمس عشرة .
تقي الدين السمهودي .
سليمان بن موسى بن بهرام تقي الدين السمهودي ابن الإمام . قال الفاضل كمال الدين جعفر الأدفوي : كَانَ فقيهاً فاضلاً عالماً نحويّاً مقرئاً شاعراً عروضياً وَكَانَ من الصالحين اجتمعت به ولا يعرف لَهُ شيخاً وَكَانَ جيّد الحفظ حسن الفهم يعرف القرآات والنحو والفقه والفرائض . ويحفظ من الأصول مسائل بأدلّتها وصنّف فِي العروض أرجوزةَ وَكَانَ كثير العبادة والتقشّف . ولد بسمهود سنة ثمان وخمسين وستّ مائة وتوفيّ بِهَا سنة ستّ وثلاثين وسبع مائة . قال : وأنشدني لنفسه من الطويل : .
لمِا فِي كلام العرب تسعةُ أوجهٍ ... تعجّبْ وصِفْ منكورةً وانْفِ واشْرُطِ