سهل بن محمد بن عثمان الإمام أبو حاتم السجستاني ثم البصري النحوي المقرئ صاحب المصنفات ؛ اخذ عن أبي عبيدة وأبي زيد الأنصاري والأصمعي ووهب بن جرير ويزيد بن هارون وأبي عامر العقدي وقرأ القرآن على يعقوب الحضرمي وحمل الناس عنه القرآن والحديث والعربية وروى عنه أبو داود والنسائي والبزار في مسنده وكان جماعة للكتب يتجر فيها وله اليد الطولى في اللغة والشعر والعروض والمعمى ولم يكن حاذقاً في النحو ؛ وله : إعراب القرآن وكتاب ما تلحن فيه العامة والمقصور والممدود وكتاب المقاطع والمبادي والقراءات والفصاحة والوحوش واختلاف المصاحف وكتاب الطير وكتاب النحلة وكتاب القسي والنبال والسهام وكتاب السيوف والرماح وكتاب الدرع والترس وكتاب الحشرات وكتاب الزرع وكتاب الهجاء وكتاب خلق الإنسان وكتاب الإدغام وكتاب اللبأ واللبن والحليب وكتاب الكرم وكتاب الشتاء والصيف وكتاب النحل والعسل وكتاب الإبل وكتاب العشب وكتاب الخصب والقحط وغير ذلك . وتوفي سنة خمسين ومائتين وقيل سنة ثمان وأربعين ومائتين . قرأ كتاب سيبويه على الأخفش مرتين وكان إذا اجتمع مع أبي عثمان المازني في دار عيسى بن جعفر الهاشمي تشاغل وبادر بالخروج خوفاً من أن يسأله مسألة في النحو لأنه لم يكن فيه حاذقاً ؛ وكان أبو العباس المبرد يحضر حلقته ويلازم القراءة عليه وهو غلام وسيم في نهاية الحسن فعمل فيه أبو حاتم : .
ماذا لقيت اليوم من ... متمجن خنث الكلام .
وقف الجمال بوجهه ... فسمت له حدق الأنام .
حركاته وسكونه ... تجني بها ثمر الأثام .
وإذا خلوت بمثله ... وعزمت فيه على اعتزام .
لم أعد أفعال العفا ... ف وذاك أوكد للغرام .
نفسي فداؤك يا أبا ال ... عباس جل بك اعتصامي .
فارحم أخاك فإنه ... نزر الكرى بادي السقام .
وأنله ما دون الحرا ... م فليس يرغب في الحرام .
وقال : .
ابرزوا وجهك الجمي ... ل ولاموا من افتتن .
لو أرادوا صيانتي ... ستروا وجهك الحسن .
وقال لتلميذه : إذا أردت أن تضمن كتاباً سراً فخذ لبناً حليباً فاكتب به في قرطاس فيذر المكتوب إليه عليه رماداً سخناً من ماء القراطيس فيظهر المكتوب وإذا كتبت بماء الزاج الأبيض فإذا ذر المكتوب إليه عليه شيئاً من العفص ظهرت الكتابة وكذلك العكس .
التستري الصوفي .
سهل بن عبد الله بن يونس بن عيسى بن عبد الله بن رفيع التستري الصالح المشهور لم يكن له في وقته نظير في المعاملات والورع وكان صاحب كرامات ولقي ذا النون المصري بمكة . وكان سبب سلوكه هذه الطريق خاله محمد بن سوار فإنه قال قال لي خالي يوماً : ألا تذكر الله الذي خلقك ؟ فقلت له : كيف أذكره ؟ فقال : قل بقلبك عند تقلبك في ثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك : " الله معي الله ناظر إلي الله شاهدي " ؛ فقلت ذلك ليالي ثم أعلمته فقال : قلها كل ليلة سبع مرات فقلت ذلك ثم أعلمته فقال : قلها في كل ليلة إحدى عشرة مرة فقلت ذلك فوقع في قلبي حلاوة فلما كان بعد سنة قال لي خالي : احفظ ما علمتك ودم عليه إلى أن تدخل القبر فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة ؛ فلم أزل على ذلك سنين فوجدت لها حلاوة في سري ؛ ثم قال خال يوماً : يا سهل من كان الله معه وهو ناظر إليه وشاهده يعصيه ؟ إياك والمعصية ؛ فكان ذلك أول أمره . وسكن البصرة زماناً وعبادان مدة ومولده سنة مائتين وقيل إحدى ومائتين ووفاته سنة ثلاث وثمانين وقيل سنة ثلاث وسبعين ومائتين .
أبو المحامد الحوراني .
سهل بن محمد بن رافع بن محمد بن أحمد بن المحيي - بفتح الياء المشددة وضم الميم - بن مالك بن رياح الهلالي أبو المحامد الشاعر ؛ من أهل حوران قدم بغداد أيام صباه ومدح الناصر ورثى أم الخليفة وتوفي ببعلبك سنة ثلاث وعشرين وستمائة . ومن شعره : .
عفا الربع من سلمى وأقوت منازله ... وعيفت لبعد الحي عنه مناهله .
وناحت به ورق الحمام كأنها ... تحاول من سكانه ما نحاوله .
خليلي إن الحب داء داواؤه ... فراق رقيب أو حبيب تواصله