نقيب النقباء .
صاروجا الأمير صارم الدين نقيب النقباء بالديار المصرية ؛ أمره السلطان الملك الناصر بعد موت الأمير عز الدين دقماق وجعله مكانه وقدمه وعظمه وصار يدخل إليه على ضوء الشمع ويتحدث معه في كل ما يريد حتى خافه الكبار وخافه النشو أيضاً ؛ ثم لما توجه السلطان سنة ست وثلاثين وسبعمائة إلى الصعيد ووصل السلطان في تلك السفرة إلى خانق دندرا وعاد فلما قارب القاهرة وقف صاروجا ليعدي الأطلاب على بعض الجسور ومد يده بالعصا ليضرب شخصاً تعدى مكانه فوقع من أعلى الفرس إلى الأرض ميتاً في سنة ست وثلاثين وسبعمائة .
صاروخان .
أحد مقدمي الخوارزمية .
صاروخان أحد مقدمي الخوارزمية ؛ كان شيخاً سميناً قليل الفهم وكان شحنة جمال السلطان جلال الدين خوارزم شاه وهو أحد الخانات الأربعة الذين حاصروا دمشق فمات هو وبردي خان على دمشق سنة ثلاث وأربعين وستمائة .
الألقاب .
ابن أبي صادق الطبيب : اسمه عبد الرحمن بن علي .
صاعد .
أبو العلاء اللغوي .
صاعد بن الحسن بن عيسى الربعي أبو العلاء اللغوي البغدادي ؛ سمع الحسن بن عبد الله السيرافي وأبا علي الفارسي وأبا بكر أحمد بن جعفر القطيعي وأبا سليمان الخطابي وروى عنهم ؛ وأصله من الموصل ثم إنه دخل الأندلس أيام هشام بن الحكم المؤيد وولاية المنصور ابن أبي عامر في حدود الثمانين والثلاثمائة وتوفي بصقلية سنة سبع عشرة وأربعمائة . وكان سريع الجواب عما يسأل عنه طيب العشرة حلو المفاكهة فأكرمه المنصور وزاد في الإحسان إليه وجمع له كتاب الفصوص ونحا فيه منحى القالي في أماليه وأثابه عليه خمسة آلاف دينار ؛ وكان يتهم بالكذب في نقله فلهذا رفض الناس كتابه . ولما دخل مدينة دانية وحضر مجلس الموفق مجاهد بن عبد الله العامري أمير البلد كان في المجلس أديب يقال له بشار فقال للموفق : دعني أعبث بصاعد فقال له الموفق : لا تتعرض إليه فإنه سريع الجواب فأبى إلا مشاكلته فقال له شار - وكان أعمى - : يا أبا العلاء فقال له : لبيك فقال : ما الجرنفل في كلام العرب ؟ فعرف أبو العلاء أنه وضع هذه الكلمة فقال له بعد أن أطرق ساعة : هو الذي يفعل بنساء العميان ولا يفعل بغيرهن ولا يكون الجرنفل جرنفلاً حتى لا يتعهداهن إلى غيرهن وهو في ذلك كله يصرح ولا يكني فخجل بشار وانكسر فقال له الموفق : قلت لك لا تفعل فلم تقبل . ولما ظهر للمنصور كذبه في النقل وعدم تثبته رمى بكتاب الفصوص في النهر فنظم بعض الأفاضل في ذلك : .
قد غاص في البحر كتاب الفصوص ... وهكذا كل ثقيل يغوص .
فلما سمعه صاعد أنشد : .
عاد إلى عنصره إنما ... تخرج من قعر البحور الفصوص .
قال الحميدي : ون عجائب الدنيا التي لا يكاد يتفق مثلها أن صاعد بن الحسن هذا أهدى إلى المنصور بن أبي عامر أيلاً وكتب معه أبياتاً وهي : .
يا حرز كل مخوف وأما ك ... ل مشرد ومعز كل مذلل .
جدواك إن تخصص به فلأهله ... وتعم بالإحسان كل مؤمل .
كالغيث طبق فاستوى في وبله ... شعث البلاد مع المراد المبقل .
منها : .
مولاي مؤنس غربتي متخطفي ... من ظفر أيامي بأمنع معقل .
عبد نشلت بضبعه وغرسته ... في نعمة أهدى إليك بأيل .
سميته غرسية وبعثته ... في حبله ليباح فيه تفاؤلي .
فلئن قبلت فتلك أسنى نعمة ... أسدى بها ذو نعمة وتطول .
فقضي في سابق علم الله D وتقديره أن غرسية بن شانجه من ملوك الروم وهو أمنع من النجم أسر في ذلك اليوم بعينه الذي بعث فيه صاعد بالأيل وسماه غرسية متفائلاً بأسره . وهكذا فليكن الجد الصاحب للمصحوب ؛ انتهى . وكان صاعد المذكور يوماً عند ابن أبي عامر المنصور وقد حملت إليه باكورة ورد فقال : .
أتتك أبا عامر وردة ... يحاكي لك المسك أنفاسها .
كعذراء أبصرها مبصر ... فغطت بأكمامها راسها .
فاستحسن المنصور ما جاء به فحسده الحسين ابن العريف فقال : هي للعباس ابن الأحنف وقام إلى منزله ووضع أبياتاً في صفحة دفتر كان قد نقص بعض أسطاره وأتى بها قبل افتراق المجلس وهي : .
عشوت إلى قصر عباسة ... وقد جدل النوم حراسها