عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب ؛ كان من شعراء الجاهلية وفرسانها شاعر مشهور وفارس مذكور أخذ المرباع ونال الرئاسة وتقدم على العرب وأطيع في السياسة وقاد الجيوش وقمع العدو وكان عقيماً لم يولد له وكان أعور وأدرك الإسلام ولم يوفق للإسلام ؛ وقدم على رسول الله A وفد بني عامر بن صعصعة فيهم عامر بن الطفيل وأربد بن قيس أخو لبيد بن ربيعة لأمه وجبار بن سلمى بن مالك وكان هؤلاء الثلاثة رؤوس القوم وشياطينهم وقد كوان قوم عامر قالوا له : يا عامر إن الناس قد أسلموا فأسلم فقال : قد كنت آليت أن لا أنتهي حتى تتبع العرب عقبي فأتبع أنا عقب هذا الفتى من قريش ؟ ! .
وهم بالغدر به فقال لأربد : إذا أقبلنا على الرجل فإني شاغل عنك وجهه فاعله أنت بالسف فجرى ما ذكرته في ترجمة أربد في حرف الهمزة . ولما خرج عامر من عند رسول الله A وهو يقول ما قال قالت عائشة : من هذا يا رسول الله ؟ قال : هذا عامر بن الطفيل والذي نفسي بيده لو أسلم وأسلمت بنو عامر لزاحمت قريشاً على منابرها . ثم دعا رسول الله A وقال : يا قوم إذا دعوت فأمنوا ثم قال : اللهم اهد بني عامر واشغل عني عامر بن الطفيل بما شئت وكيف وأنى شئت . وخرجوا راجعين إلى بلادهم حتى إذا كانوا ببعض الطريق نزل عامر بامرأة من بني سلول فبعث الله على عامر الطاعون في عنقه فقتله ورجع عامر يقول : يا بني عامر أغدة كغدة البكر وموت في بيت سلولية ؟ ! .
وجعل يشتد وينزو إلى السماء ويقول : يا موت ابرز لي حتى أراك . وقدم أربد أرض بني عامر فقالوا : ما ورائك ؟ قال : لقد دعانا محمد إلى عبادة شيء لوددته عندي الآن فأرميه بنبلي هذه فأقتله . فخرج بعد مقالته هذه بيومين معه جمل يبيعه فأرسل الله عليه وعلى جمله صاعقة فأحرقتهما في مكانهما ؛ ونصبت بنو عامر على قبر عامر أنصاباًً ميلاً في ميل حمى على قبره لا تنشر فيه ماشية ولا ترعة فيه سارحة ولا يسلكه راكب ولا ماش . وكان جبار بن سلمى غائباً فلما قدم قال : ما هذه الأنصاب ؟ قالوا : حمى على قبر عامر قال : ضيقتم على أبي علي إن أبا علي أفضل على الناس بثلاث : كان لا يعطش حتى يعطش البعير ولا يضل حتى يضل النجم ولا يجبن حتى يجبن السيل . وكان يوم مات ابن بضع وثمانين سنة وكان مولده قبل مولد رسول الله A بسبع عشرة سنة ؛ وأبو براء ملاعب الأسنة عامر بن مالك هو عم عامر هذا .
العنزي الصحابي .
عامر بن ربيعة بن كعب بن مالك العنزي - عنز بن وائل - أبو عبيد الله العدوي حليف لهم وقال علي بن المديني : عامر بن ربيعة من عنز - بفتح النون - والأصح تسكين النون ؛ أسلم قديماً بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة مع امرأته ثم هاجر إلى المدينة وشهد بدراً وسائر المشاهد وتوفي سنة ثلاث وثلاثين وقيل سنة اثنتين وثلاثين وقيل سنة خمس وثلاثين بعد قتلة عثمان بأيام . روى عنه من الصحابة ابن عمر وابن الزبير وروى له الجماعة . قال عبد الله بن عامر : قام عامر يصلي من الليل حين نشب الناس في الطعن على عثمان Bه قال : فصلى من الليل ثم نام فأتي في المنام فقيل له : قم فاسأل الله أن يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها صالح عباده فقام فصلى ودعا ثم اشتكى فما خرج بعد إلا بجنازته .
مولى أبي بكر