عبد الله بن أحمد الوزير علم الدين ابن القاضي تاج الدين ابن زنبور . اول ما علمت من أمره أن القاضي شرف الدين النشو ناظر الخاص في أواخر أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون قد استخدمه كاتب الاصطبلات لما مات أولاد الجيعان في المصادرة تحت العقوبة وبقي القاضي علم الدين على ذلك إلى أن توفي السلطان ثم إنه بعد ذلك انتقل إلى حمد بن عمر أبو الاب استيفاء الصحبة وخرج إلى حلب لكشف القلاع والشام وبقي على ذلك مدة إلى أن أمسك جمال الكفاة ناظر الخاص وتولى القاضي موفق الدين ناظر الخاص فبقي في ذلك مدة يسيرة وسأل الإعفاء من ذلك فتولى الخاص ونظر الجيش القاضي علم الدين . ثم لما أمسك الأمير سيف الدين منجك الوزير في شوال سنة إحدى وخمسين وستمائة في أيام الناصر حسن أضيفت الوزارة إلى القاضي علم الدين ابن زنبور فجمع بين هذه الوظائف ولم تجتمع لغيره وبقي على ذلك إلى أن حضر السلطان الملك الصالح إلى دمشق في واقعة بيبغارؤس فحضر معه وأظهر في دمشق عظمة زائدة وروع الكتاب ومباشري الأوقاف ولكن لم يضرب أحداً وتوجه مع السلطان عائداً إلى الديار المصرية ووصلها في أول ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين وستمائة وعمل سماطاً عظيماً وخلع فيه على الأمراء كبارهم وصغارهم وكان تشريف الأمير سيف الدين صرغتمش ناقصاً عن غيره وكان في قلبه من الوزير فدخل إلى الأمير سيف الدين طاز وأراه تشريفه وقال : هكذا يكون تشريفي ! .
واتفق معه على إمساك الوزير وخرج من عنده وطلبه وضربه ورسم عليه وجد في ضربه ومصادرته فأخذ منه من الذهب والدراهم والقماش والكراع ما يزيد عن الحد ويتوهم الناقل له أنه ما يصدق في ذلك وبقي في العقوبة زماناً . وكان الأمير سيف الدين شيخو يعتني بأمره في الباطن فشفع فيه وخلصه وجهزه إلى قوص فتوجه إليها وأقام بها إلى ثاني عشر ربيع الأول سنة خمس وخمسين وستمائة فيما أظن . وتوفي إلى رحمة الله تعالى بقضاء الله وقدره وقيل إنه سم أو نهشه ثعبان فالله أعلم . وكان قد ولي الوزارة بعده القاضي موفق الدين ونظر الجيوش القاضي تاج الدين أحمد ابن الصاحب أمين الدين ونظر الخاص القاضي بدر الدين كاتب يلبغا . ولما أن تولى السلطان الملك الناصر حسن الملك ثانياً في شوال سنة خمس وخمسين وستمائة أعيدت المصادرة على من بقي من ذرية الصاحب علم الدين ابن زنبور وذويه وأخذ منهم جملة من المال .
عبد الله بن الأرقم الكاتب .
كان ممن أسلم يوم الفتح وكتب النبي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم ثم لأبي بكر وعمر وولي بيت المال لعمر وعثمان مديدة . وكان من فضلاء الصحابة وصلحائهم . أجازه عثمان ثلاثين ألف درهم فلم يقبلها . وتوفي في حدود الستين للهجرة وروى له الأربعة .
عبد الله بن ادريس .
أبو محمد الكوفي عبد الله بن ادريس بن يزيد بن عبد الرحمان الأودي أبو محمد الكوفي . روى عن أبيه وسهيل بن أبي صالح وحصين بن عبد الرحمان وأبي إسحاق الشيباني والأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وهشام بن عروة وابن جريج وطائفة . روى عنه ماك بن أنس مع تقدمه وابن المبارك وأحمد وإسحاق وابن معين وابنا أبي شيبة والحسن بن عرفة وأحمد بن عبد الجبار والعطاردي وخلق سواهم . واستقدمه الرشيد ليوليه قضاء الكوفة فامتنع . قال بشر الحافي : ما شرب أحد ماء الفرات فسلم إلا عبد الله بن إدريس . وقد قيل : إن جميع ما يرويه مالك في الموطأ : بلغني عن علي فيرسلها أنه سمعها من ابن إدريس . وتوفي سنة اثنتين وتسعين ومائة . وروى له الجماعة .
عبد الله بن إسحاق .
المكاري عبد الله بن إسحاق بن سلامٍ المكاري أبو العباس الأخباري وقيل : اسمه عبيد الله مصغراً . وسيأتي ذكره في موضعه .
أبو بحر الحضرمي عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي . هو مولى آل الحضرمي . وآل الحضرمي حلفاء بني عبد شمس . يكني أبا بحرٍ . كان قيماً بالعربية والقراءة أخذ عن عنبسة الفيل ونصر بن عاصم . توفي سنة سبع عشرة ومائة في أيام هشام بن عبد الملك وكان رفيقاً لأبي عمرو بن العلاء . وهو أول من فرع النحو وقاسه وتكلم في الهمز .
ابن التبان المالكي