فضحك عبد الله وسر بها وقال : يا أبا السمراء بالله أقرضني عشرة آلاف دينار فما أمسيت أملكها فأقرضه إياها فدفعها إلى معلى الطائي . ومن كلامه : سمن الكيس ونيل الذكر لا يجتمعان في موضعٍ واحدْ وتنقل في الاعمال الجليلة ولما وصل إلى مصر وقف على بابها وقال : أخزى الله فرعون ! .
ملك مثل هذه القرية فقال : أنا ربكم الأعلى ما كان أخبثه وأدنى همته ! .
والله لا دخلتها ! .
وكان جواداً ممدحاً وفد عليه دعبل الخزاعي فوصل إليه منه ثلاث مائة ألف درهم . وقيل : إنه وقع مرة على رقاع فبلغ ذلك ألفي ألف درهم وسبعمائة ألف درهم . وحكاياته في الجود كثيرة بالغةٌ وفيه يقول بعض الشعراء وهو بمصر : من الطويل .
يقول أناسٌ إن مصراً بعيدةٌ ... وما بعدت يوماً وفيها ابن طاهر .
وأبعد من مصر رجالٌ تراهم ... بحضرتنا معروفهم غير حاضر .
عن الخير موتى ما تبالي أزرتهم ... على طمعٍ أم زرت أهل المقابر .
وذكر الوزير ابن المغربي في كتاب أدب الخواص أن البطيخ العبدلاوي الموجود بالديار المصرية منسوبٌ إلى عبد الله المذكور . وتأدب عبد الله في صغره . وقرأ العلم والفقه سمع من وكيع ويحيى بن الضريس وعبد الله المأمون . ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة وتوفي سنة ثلاثين ومائتين وقيل : سنة ثمان وعشرين .
أبو القاسم الإسفرائيني عبد الله بن طاهر بن محمد بن شهفور . أبو القاسم التميمي الإسفرائيني . نزل بلخ وأقام بها وتولى التدريس بالنظامية . وكان إماماً فقيهاً فاضلاً نبيلاً حسن المعرفة بالأصول والفروع جيد الكلام في مسائل الخلاف له جاهٌ وثروة وحشمةٌ ومنزلة عند الأكابر . سمع من جده لأمه أبي منصورعبد القاهر بن طاهر البغدادي وعلي بن محمد بن محمد الطرازي وعبد الرحمان بن حمدان النصروي وجماعة وورد بغداد وحدث بها . أنفذ إلى شيخ الإسلام عبد الله الأنصاري لما قدم من هراة إلى بلخ بما قيمته ألف دينار هروية مما يحتاج إليه من الخيم والفرش والبسط وما استرد منه شيئاً . وتوفي سنة ثمانٍ وثمانين وأربعمائة .
ابن أبي طاهر المرداوي عبد الله بن أبي الطاهر بن محمد الشيخ الصالح أبو عبد الرحيم المقدسي المرداوي . أول سماعه سنة ستٍ وثلاثين بمردا من خطيبها وسمع من الضياء الحافظ واليلداني . وتلقن بمدرسة أبي عمر ثم رجع وحدث في أيام ابن عبد الدائم . روى عنه ابن الخباز . قال الشيخ شمس الدين : وسمع منه الأصحاب كان معمراً من أبناء التسعين وهو آخر أصحاب أصحاب فلقهفالعقعلالشيخ الضياء بالسماع . توفي بمراد سنة إحدى وعشرين وسبعمائة .
؟ ؟ اليماني عبد الله بن طاوس اليماني . سمع أباه وعكرمة وعمر بن شعيب وعكرمة بن خالد . وكان من أعلم الناس بالعربية قد وثقوه . قال ابن خلكان في تاريخه أن المنصور طلب ابن طاوس ومالك بن أنس فصدعه ابن طاوس بكلام . وهذا لا يستقيم لأن ابن طاوس مات قبل المنصور . وتوفي ابن طاوس في سنة اثنتين وثلاثين ومائة . وروى له الجماعة .
ذو النور الصحابي عبد الله بن الطفيل الأزدي ثم الدوسي . أعطاه النبي A نوراً في جبينه ليدعو قومه به فقال : يا رسول الله هذه مثلةٌ فجعله رسول الله A في سوطه فكان يقول له ذو النور . وذو النور هو الطفيل بن عمرو بن طريف الدوسي وهو الصحيح . وقد تقدم ذكر ذلك في ترجمة الطفيل . كذا ذكره في الموضعين ابن عبد البر وهو وهمٌ والله أعلم وإنما وهم ابن عبد البر لأنه نقل ذلك تقليداً للمبرد في ترجمة ذي اليدين في حرف الذال وسرد فيها الأذواء الذين ذكرهم المبرد في الكامل .
مؤذن رسول الله A عبد الله بن عاتكة القرشي العامري . قال ابن عبد البر : لم يختلفوا أنه من بني عامر بن لؤي : وأمه أم مكتوم . واختلفوا في اسم أبيه فقال بعضهم : هو عبد الله بن زائدة بن الأصم وقال آخرون : هو عبد الله بن قيس بن مالك بن الأصم . وكان قديم الإسلام بمكة وهاجر إلى المدينة . قيل : قدمها بعد بدرٍ بيسير فنزل دار القراء وكان رسول الله A يستخلفه في أكثر غزواته على المدينة . وأهل المدينة يقول : اسمه عبد الله وأهل العراق يقولون : اسمه عمرو . وكان يؤذن لرسول الله A مع بلال . وشهد القادسية .
عبد الله بن عامر