ثم حبسه بعد الجلد وأقسم لا يخرج من حبسه ما دام له سلطانٌ فمكث في حسبه تسع سنين حتى مات فيه . ولما ولي الخلافة الوليد بن يزيد قبض على محمد بن هشام وأخيه إبراهيم وأشخصهما إلى الشام ودعا بالسياط فقال محمد : أسألك بالقرابة ! .
فقال الوليد : وأي قرابةٍ بيني وبينك ؟ هل أنت إلا من أشجع ؟ فقال : فأسألك بصهر عبد الملك ! .
قال له : لم تحفظه ! .
قال : يا أمير المؤمنين قد نهى رسول الله A أن يضرب قرشيٌّ بالسياط إلا في حد . قال : ففي حدٍّ أضربك وقودٍ أنت أول من سن ذلك على العرجي وهو ابن عمي وابن أمير المؤمنين عثمان Bه فما رعيت حق جده ولا نسبه بهشام وأنا ولي ثأره إضراب يا غلام ! .
فضربهما ضرباً مبرحاً وأثقلا بالحديد ووجها إلى يوسف بن عمر بالكوفة وأمره باستصفائهما وتعذيبهما حتى يتلفا فعذبهما عذاباً شديداً وأخذ منهما مالاً عظيماً وماتا تحت العذاب . وكان من الفرسان المعدودين مع مسلمة بن عبد الملك بأرض الروم وكان قد اتخذ غلامين فإذا كان الليل نصب قدوره وقام الغلامان يوقدان النار فإذا نام واحدٌ قام الآخر فلا يزالان كذلك حتى يصبحا يقول : لعل طارقاً يطرق ! .
وكان غازياً فأصاب الناس مجاعةٌ فقال للتجار : أعطوا الناس وعلي ما تعطون فلم يزل يعطيهم ويطعم الناس حتى أخصبوا فبلغ عشرين ألف دينار . فألزمها العرجي نفسه وبلغ الخبر عمر بن عبد العزيز فقال : بيت المال أحق بهذا فقضى التجار من بيت المال . ومن شعره : من الكامل .
باتا بأنعم ليلةٍ حتى إذا ... صبحٌ تلوح كالأغر الأشقر .
فتلازما عند الفراق صبابةً ... أخذ الغريم بفضل المعسر .
ومنه : من الطويل .
أماطت كساء الخز عن حر وجهها ... وأدنت على الخدين برداً مهلهلا .
من اللاء لم يحججن يبغين حسبةً ... ولكن ليقتلن البريء المغفلا .
عبد الله بن عمران .
العابد المكي عبد الله بن عمران العابد المخزومي المكي . روى عنه الترمذي . وقال أبو حاتم : صدوق . وتوفي سنة خمسٍ وأربعين ومائتين .
أبو الكنود الأزدي عبد الله بن عمران أبو الكنود الأزدي . سمع ابن مسعود وخباب ابن الأرت وتوفي في حدود الثمانين للهجرة .
عبد الله بن عون .
الخراز البغدادي عبد الله بن عون ابن أمير مصر الهلالي البغدادي أبو محمد الأدمي الخراز . روى عنه مسلمٌ وروى النسائي عن رجلٍ عنه وأبو زرعة وغيرهم . وثقه ابن معين والدارقطني . وتوفي سنة اثنتين وثلاثين ومائتين .
الحافظ المزني عبد الله بن عون أرطبان أبو عون المزني مولاهم البصري الحافظ . أحد الأئمة الأعلام . قال خالد بن قرة : كنا نعجب من ورع ابن سيرين فأنساناه ابن عون . قال شعبة : شك ابن عون أحب إلي من يقين غيره ! .
وروى حماد بن زيد عن محمد بن فضالة قال : رأيت النبي A في النوم فقال : زورزا ابن عون فإنه يحب الله ورسوله . وكانت بعض أسنانه مشدودةً بالذهب وكان يمكنه السماع من طائفةٍ من الصحابة وكان ثقةً كثير الحديث عثمانياً . وقيل إن أمه نادته فعلا صوتها فخاف فأعتق رقبتين . وترجمته في تاريخ دمشق عشرون ورقة . ومولده سنة ستٍ وستين وتوفي سنة إحدى وخمسين ومائة .
الدمشقي القارئ عبد الله بن عوف الكناني الدمشقي القارئ . رأى عثمان وروى عن أبي جمعة الأنصاري وبشير بن عقربة . قال بعضهم : استعمله عمر بن عبد العزيز في شيءٍ فتكون وفاته تأخرت إلى خلافة عمر بن عبد العزيز .
أبو زبر الدمشقي عبد الله بن العلاء زبر الربعي أبو زبر الدمشقي . وثقه ابن معين وقال دحيم : ثقة . من أشراف أهل دمشق . وثقه عدةٌ وقال أحمد : مقارب الحديث . توفي سنة أربعٍ وستين ومائة . وروى له مسلمٌ والأربعة .
عبد الله بن عياش .
عبد الله بن عياش بن ربيعة بن الحارت بن عبد المطلب . توفي حدود الثمانين للهجرة .
المخزومي عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم أبو الحارث . ولد بالحبشة . له رؤيةٌ وشرف . وقرأ على أبي ابن كعب . وكان من أقرأ أهل المدينة . وروى عن رسول الله A وعن عمر وغيره . وروى عنه الحارث بن عبد الله ونافع مولى ابن عمر . وتوفي في حدود الثمانين للهجرة .
المنتوف