عبد الله بن وهب بن مسلم الإمام أبو محمد الفهري المالكي المصري أحد الأعلام وعالم مصر . ولد سنة خمسٍ وعشرين ومائة وتوفي سنة سبع وتسعين ومائة . قال أبو زرعة : نظرت في ثلاثين ألف حديث لابن وهب لا أعلم أني رأيت له حديثاً ولا أصل له . وهو ثقة له موطأ كبير إِلى الغاية وكتاب الجامع وكتاب البيعة وكتاب المناسك وكتاب المغازي وكتاب الردة وكتاب تفسير غريب الموطأ وغير ذلك . قرأ كتاب أهوال يوم القيامة فخر مغشياً عليه ولم يتكلم بكلمةٍ حتى مات .
ابن العميد عبد الله بن أبي الياسر المكين المعروف بابن العميد الكاتب النصراني . كان جده من تكريت وكان يحضر إِلى مصر بمتجرٍ في أيام الإمام الآمر بأمر الله الفاطمي فقدم للخليفة المذكور من متجره طُرفاً فأحسن إليه وقربه فأقام بالديار المصرية وجاءه بها الأولاد وكان فيهم من تعلم الكتابة وتصرف وتقدم وعرف أبو الياسر بالعميد . وخدم بديوان الجيش بمصر والشام وتقدم في الدولة الناصرية يوسف وبعده إِلى الدولة الظاهرية والنائب يومئذٍ علاء الدين طيبرس الوزيري فتقدم عنده وصارت له كلمة نافذة ولما تغير خاطر الظاهر على النائب المذكور أرسل يطلب ديوان الجيش إِلى مصر فلم يرسلم واعتقلهم صورةً فلما قبض السلطان عليه طلب المكين إِلى مصر وأعتقله مدةً ثم أفرج عنه ولاه جيش مصر وأضاف إليه جيش الشام فحسده بعض نواب ديوان الجيش وزور كتاباً إليه وألقاه في حرمدانه ووشى به لينقم عليه ويتولى مكانه فاعتقل المكين ونقل عن الذي وشى به كلام أوجب القبض عليه والعقوبة فاعتقل بعد العذاب مدة خمس عشرة سنةً وأفرج عن المكين هذا وترك التصرف وحضر إِلى دمشق وتوفي بها سنة اثنتين وسبعين وستمائة وكان مولده سنة اثنتين وستمائة . وجمع تاريخاً في مجلدين من ابتداء العالم إِلى أول الدولة الظاهرية وعمل الملة الإسلامية في مجلد منهما وكان له بر وفيه مكارمٌ وعنده مروءة .
عبد الله بن يحيى .
اليمامي عبد الله بن يحيى بن أبي كثيرٍ اليمامي . كان من خيار الناس ورعاً . وتوفي في حدود الثمانين ومائة وروى له البخاري ومسلم .
عبدون بن صاحب الصلاة عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن فتوح أبو محمد الحضرمي الداني النحوي المعروف بعبدون وبابن صاحب الصلاة أقرأ النحو بشاطبة زماناً وأدب بني صاحب بلنسية وكان مبرزاً في العربية مشاركاً في الفقه ويقول الشعر وفيه تواضع وطيبة اخلاقٍ . توفي سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وأخذ عنه جلة منهم أبو جعفر الذهبي وأبو الحسن بن حريق وأبو محمد ابن نصرون وأبو الربيع بن سالمٍ ومن شعره في ابن سعدٍ وقد كتبت به البغلة : من البسيط .
إن تكب في السير بنت العير بالملك ... فليس يدركها في ذاك من درك .
عذرك الملومة فيها انها حملت ... ما ليس يحمل غير الأرض والفلك .
الدهر والبحر والطود الأشم ذرىً ... والبدر بدر الدجى والشمس في الحلك .
قلت : كذا وجدته ولعله : والشمس شمس الضحى والبدر في الحلك . قال ابن الأنبار : هذا مأخوذ من قول ابن المعتز : من البسيط .
لا ذنب عندي لابن العير يوم وهت ... قواه من خورٍ فيها ومن لين .
حملتموه سوى ما كان يحمله ... فره البغال وأصناف البراذين .
الشمس والبدر والطود المنيف ولي ... ث الغاب والبحر والدنيا مع الدين .
ولأبي بكرٍ من مجبرٍ : من البسيط .
لا ذنب للطرف وإن زلت قوائمه ... وهضبة الحلم إبراهيم يجريها .
وكيف يحمله طرفٌ وخردلةٌ ... من حمله تزن الدنيا وما فيها .
وله أيضاً : من الطويل .
ألا اصفح عن الطرف الذي زل إذ جرى ... أيثبت طرفٌ فوقه الناس والدهر .
تداخله كبرٌ لئن كنت فوقه ... فتلك لعمري زلةٌ جرها الكبر .
ثبت عليه حين زل رجاحةً ... أيخرج عن أثناء هالته البدر .
ولم يدر هل أمسكته أو ركضته ... وللعجب سكرٌ ليس يعدله سكر .
ومن شعر عبدون أيضاً : من البسيط .
يا من محياه جناتٌ مفتحةٌ ... وهجره لي ذنبٌ غير مغفور