حدث عن الشيخ الموفق والبهاء عبد الرحمن والمجد القزويني والكاشغري والعز بن رواحة والتقي أبي أحمد علي بن واصل البصري وأحمد بن هشام الليلي والزكي أبي عبد الله البرزالي وجماعة وأجاز له الكندي . وروى الكثير وتفرد في زمانه ورجل إليه وحدث بسنن ابن ماجة بدمشق وسمعه منه شمس الدين الذهبي وأكثر عنه وهو من جلة شيوخه . ولي قضاء بعلبك وحمدت سيرته وكان صاحب أوراد وتهجد وبكاء من خشية الله ودرس بالأمينية وهو ابن نيف وتسعين سنة وحدث عنه أبو الحسين اليونيني والمزي . ومن شعره : .
ابن أبي حاتم .
عبد الخالق بن أبي حاتم . قال ابن رشيق في الأنموذج : كان شاعراً مشهوراً وكان مقصراً عند نفسه لا يتعاطى الدخول بين الحذاق - على أنه مجود - تواضعاً وبعد همة في الشعر لا يكاد يرضى عن جيد نفسه ولم تكن له بديهة بل كان شديد التعب والمعالجة إذا أراد الصنعة . وأورد له : الطويل : .
جناح سلوي عن هواك مهيض ... وما لي بما حملت منك نهوض .
وكيف وبي في القرب ما بي في النوى ... وجسمي من اللحظ المريض مريض .
يغيض اصطباري عنك والنفس كلما ... تذكرت أشجاني تكاد تفيض .
قلت : شعر يظهر أثر الكلفة عليه . وتوفي سنة عشرين وأربع مائة .
ابن الفكاه .
عبد الخالق بن إبراهيم القرشي المعروف بابن الفكاه . قال ابن رشيق : شاعر بارع ذكي الخاطر حسن الطريقة يضرب في كل علم بقدح ويرجع من كل طريق بربح . وأورد له : الطويل .
وقالوا ظلام الليل سترٌ لذي الهوى ... إذا قاده الشوق المبرح عاش .
فما لي إذا ما جن أيقظ يا فتى ... كأن علي الليل مقلة واش .
وأورد له أيضاً : الطويل .
على الضيم أو فاحلل عقال الركائب ... وللذل أو فاحلل صدور الكتائب .
فإما حياة تحت إدراك منيةٍ ... وإما منايا تحت عز القواضب .
فما العيش في ظل الهوان بطيب ... وما الموت في سبل العلاء بعائب .
قلت : شعر جيد .
عبد الدائم .
ابن عبد الدائم الحنبلي .
ابن عبد الدائم الحنبلي اسمه أحمد بن عبد الدائم وابنه أبو بكر بن أحمد .
عبد ربه .
عبد ربه بن سعيد .
عبد ربه بن سعيد بن قيس بن عمرو الأنصاري المدني أخو يحيى وسعد . توفي في حدود الأربعين ومائة وروى له الجماعة .
عبد الرب .
أبو عبد الرب الدمشقي .
أبو عبد الرب الدمشقي الزاهد مولى رومي قسطنطيني . روى عنه فضالة بن عبيد ومعاوية وأويس القرني . خرج عن عشرة آلاف دينار لله تعالى وكان يختار الفقر على الغنى . وتوفي سنة إحدى عشرة ومائة وروى له ابن ماجة .
عبد الرحمن .
ابن أم برثن .
عبد الرحمن بن آدم البصري صاحب السقاية . توفي في حدود التسعين للهجرة وروى له مسلم وأبو داود .
دحيم اليتيم .
عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو بن ميمون الأموي مولى آل عثمان الحافظ الدمشقي . توفي سنة خمس وأربعين ومائتين .
ابن أبي طاهر طيفور .
عبد الرحمن بن إبراهيم بن أبي طاهر بن إبراهيم بن طيفور البغداذي كان يتولى الخطابة بصرصر وكان مالكي المذهب . سمع أبا القاسم هبة الله ابن الحسين وحدث باليسير وكان شيخاً صالحاً ورعاً متديناً توفي سنة سبعين وخمس مائة .
أبو محمد المقدسي .
عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور الإمام بهاء الدين أبو محمد المقدسي الحنبلي . ولد بقرية الساويا بالأرض المقدسة سنة خمس أو ست وخمسين وخمس مائة وكان أبوه يؤم بأهلها وهي من عمل نابلس وأمه ست النظر بنت أبي المكارم . هاجر به أبوه نحو دمشق سراً وخيفة من الفرنج ثم سافر به إلى مصر وسمع بالبلاد .
قال : قرأت القرآن في ستة أشهر وصليت التراويح بهم وتوجه إلى بغداذ وسمع بالموصل وروى الكثير ببعلبك ونابلس ودمشق واشتغل على ابن المني وكان فقيهاً مناظراً وكتب الكثير بخطه وأقام بنابلس بعد الفتوح سنين كثيرة وشرح كتاب المقنع وكتاب العمدة لموفق الدين وروى عنه جماعة وانقطع بموته حديث كثير . وتوفي سنة أربع وعشرين وست مائة .
أبو محمد الفزاري