وقال الأوزاعي : رأيت كأن ملكين نزلا فأخذا بضبعي فعرجا بي إلى الله وأوقفاني بين يديه فقال : أنت عبدي عبد الرحمن الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر قال قلت : بعزتك يا رب فرداني إلى الأرض .
قال الحكم بن موسى بن الوليد قال : ما كنت أحرص على السماع من الأوزاعي حتى رأيت النبي A في النوم والأوزاعي إلى جنبه فقلت : يا رسول الله عمن أحمل العلم ؟ قال : عن هذا وأشار إلى الأوزاعي . وكانت أمه تدخل منزله فتفقد مصلاه فتجده رطباً من دموعه . وقال : لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلب مؤمن . وقال : إنا لا ننقم على أبي حنيفة أنه رأى كلنا يرى ولكننا ننقم عليه أنه رأى الشيء عن النبي A فخالفه .
وقال محمد بن عبد الله الطنافسي : كنت جالساً عند الثوري فجاءه رجل فقال : إني رأيت كأن ريحانةً قلعت من المغرب فقال : إن صدقت رؤياك مات الأوزاعي فكتبوا ذلك فوجدوه قد مات في ذلك الوقت .
قيل إنه دخل الحمام وكان لصاحب الحمام حاجة فأغلق الباب عليه وذهب ثم جاء فوجده ميتاً مستقبلاً القبلة . ولم يخلف إلا ستة دنانير من عطائه . وخرج في جنازته اليهود ناحية والنصارى ناحية وكانت وفاته في صفر . ولقد كان مذهبه ظاهراً بالأندلس إلى حدود العشرين ومائتين ثم تناقص . واشتهر مذهب مالك بيحيى بن يحيى الليثي وكان مذهبه بدمشق مشهوراً إلى حدود الأربعين وثلاث مائة وروى له الجماعة . وولد في بعلبك وكان فوق الربعة خفيف اللحية به سمرة وكان يخضب بالحناء بقرية خنتوس من عمل بيروت ورثاه بعضهم بقوله : الكامل .
جاد الحيا بالشام كل عشية ... قبراً تضمن لحده الأوزاعي .
قبر تضمن فيه طود شريعة ... سقيا له من عالم نفاع .
عرضت له الدنيا فأعرض مقلعاً ... عنها بزهد أيما إقلاع .
أبو زرعة الدمشقي .
عبد الرحمن بن عمرو الحافظ أبو زرعة النصري الدمشقي محدث الشام عن جماعة وروى عنه أبو داود تفسير حديث وابن صاعد وجماعة .
قال أبو حاتم : صدوق . قال جماعة : توفي سنة إحدى وثمانين ومائتين ومن قال سنة ثمانين فقد وهم .
ابن أبي عمرة .
عبد الرحمن بن أبي عمرة الصحابي توفي سنة ستين للهجرة . قال : سمعت رسول الله A يقول لمعاوية : اللهم اجعله هادياً مهدياً واهده الهدية قال الترمذي : حديث حسن غريب .
عبد الرحمن بن عوسجة .
عبد الرحمن بن عوسجة الهمداني كان على ميمنة ابن الأشعث . قتل يوم الرادية في حدود التسعين للهجرة وروى عن البراء بن عازب وروى له الأربعة .
؟ عبد الرحمن بن عوف عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي الزهري أبو محمد .
كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو وقيل عبد الكعبة فغيره رسول الله A . أمه الشفاء بنت عوف بن عبد الجبار بن زهرة بن كلاب . ولد بعد الفيل بعشر سنين وأسلم قبل أن يدخل رسول الله A دار الأرقم وتوفي سنة إحدى وثلاثين أو اثنتين وثلاثين وهو ابن خمس وسبعين سنة ودفن بالبقيع وصلى عليه عثمان هو أوصى بذلك . وقال ابن سعد : كان سنه ثمانياً وسبعين سنة .
كان من المهاجرين الأولين جمع الهجرتين إلى الحبشة وإلى المدينة وآخى رسول الله A بينه وبين سعد بن الربيع وشهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله A إلى دومة الجندل إلى كلب وعممه بيده وسدلها بين كتفيه وقال له : سر باسم الله وأوصاه بوصاياه لأمراء سراياه ثم قال له : إن فتح الله عليك فتزوج بنت ملكهم أو قال بنت شريفهم وكان الأصبغ بن ثعلبة بن ضمضم الكلبي شريفهم فتزوج بنته تماضر وهي أم ابنه أبي سلمة الفقيه