وكان ابن الأشعث في مائتي ألف فارس ومائة ألف راجل . وكان دخول ابن الأشعث البصرة في آخر ذي الحجة سنة إحدى وثمانين ثم إن الحجاج التقى مع ابن الأشعث في أول المحرم وهي وقعة الزاوية فاقتتلا قتالاً شديداً وقال الحجاج : لله در مصعب بن الزبير ما كان أكرمه . فعلم أهل الكوفة أنه لا يفر حتى يقتل فقاتلوا دونه هم وأهل الشام وانهزم ابن الأشعث والناس معه إلى الكوفة فأتاه وجوه أهل الكوفة وأتاه العلماء من الأمصار والزهاد وبايعوه .
وقتل الحجاج يوم الزاوية أحد عشر ألفاً نادى مناديه بالأمان ثم قتلهم إلا واحداً . ولم يزل هو والحجاج في حروب وكروب وكر وفر إلى أن أسر ابن الأشعث . وكانت بينه وبين ابن الأشعث ثمانين وقعة .
وهذا عبد الرحمن بالمذكور أعرق الناس في الغدر لأن عبد الرحمن غدر بالحجاج وغدر والده محمد بن الأشعث بأهل طبرستان لأن عبيد الله بن زياد ولاه إياها فصالح أهلها على أن لا يدخل إليها ثم إنه عاد إليهم غادراً فأخذوا عليه الشعاب وقتلوا ابنه أبا بكر وغدر الأشعث بن قيس ببني الحارث بن كعب غزاهم فأسروه ففدا نفسه بمائتي بعير فأعطاهم مائة وبقي عليه مائة فلم يؤدها إليهم حتى جاء الإسلام فهدم ما كان في الجاهلية .
وكان بين قيس بن معدي كرب وبين مراد عهد إلى أجل فغزاهم في آخر يوم من العهد وكان يوم الجمعة فقالوا إنه لا يحل لنا القتال فأمهلنا إلى يوم السبت فأمهلهم . فلما كانت صبحية السبت قاتلهم فقتلوه وهزموا جيشه . وغدر معدي كرب ببني مهرة كان بينه وبينهم عهد إلى أجل فغزاهم ناقضاً لعهدهم فقتلوه وملأوا بطنه حصى .
كزبران .
عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي البغداذي البصري الأصل يلقب كزبران . قال الدارقطني : ليس بالقوي . وتوفي سنة إحدى وسبعين ومائتين .
الحافظ أبو يحيى الرازي .
عبد الرحمن بن محمد بن سلم أبو يحيى الرازي الحافظ إمام جامع أصبهان . صنف المسند والتفسير وغير ذلك وتوفي سنة إحدى وتسعين ومائتين .
أبو القاسم الواعظ الخراساني .
عبد الرحمن بن محمد بن الحسين الخراساني أبو القاسم الواعظ البارع الأديب توفي سنة أربع وعشرين وثلاث مائة سمع السري بن خزيمة والحسين بن الفضل وموسى بن هارون وروى عنه ابنه أبو الحسين وأبو إسحاق المذكي وجماعة . حضر ابن خزيمة مجلسه فلما فرغ قال : ما رأينا مثل أبي القاسم ولا رأى مثل نفسه . وقال أبو سهل الصعلوكي : ما رأيت مثل أبي القاسم مذكراً ولا مثل السراج محدثاً ولا مثل أبي سلمة أديباً .
ابن أبي حاتم .
عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران أبو محمد ابن أبي حاتم التميمي الحنظلي الإمام ابن الإمام الحافظ ابن الحافظ . سمع أباه وغيره وقال يحيى بن منده : صنف ابن أبي حاتم المسند في ألف جزء وكتاب الزهد وكتاب الكني والفوائد الكبير وفوائد الرازيين وتقدمة الجرح والتعديل . وصنف في الفقه واختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار وله الجرح والتعديل في عدة مجلدات تدل على سعة حفظه وإمامته وكتاب الرد على الجهمية في مجلد كبير وله تفسير كبير سائره آثار مسندة في أربع مجلدات .
قال أبو يعلى الخليلي : كان يعد من الأبدال وقد أثنى عليه جماعة بالزهد والورع التام والعلم والعمل توفي في المحرم سنة سبع وعشرين وثلاث مائة C تعالى .
أبو القاسم الخرقي .
عبد الرحمن بن محمد بن ثابت أبو القاسم الثابتي الخرقي من قرية خرق . كان من أئمة الشافعية ورعاً زاهداً تفقه بمرو على الفوراني وبمرو الروز على القاضي حسين وببغداذ على أبي إسحاق الشيرازي . وتوفي سنة خمس وتسعين وأربع مائة C تعالى .
أبو الحسن القرطبي .
عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن الحافظ بقي بن مخلد أبو الحسن القرطبي تولى الأحكام بقرطبة وكان بها درباً وتوفي سنة خمس عشرة وخمس مائة C تعالى .
عبد الرحمن الناصر الأموي .
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم ابن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية الأموي المرواني الناصر لدين الله أبو المطرف صاحب الأندلس الملقب أمير المؤمنين