عبد الرحمن بن يحيى بن القاسم بن المفرج بن درج أبو النجيب التغلبي من أهل تكريت . حفظ القرآن وجوده وتفقه على والده ولازمه وحصل طرفاً صالحاً من الفقه والفرائض والأدب وسمع من أبي الفرج بن كليب وغيره وولاه أبو صالح الجيلي قضاء تكريت وخدم في عدة أشغال في ديوان الوكالة وغيرها ولما فتحت المدرسة المستنصرية جعل ناظراً عليها وجرت أموره فيما تولاه على السداد . وتوفي سنة إحدى وأربعين وست مائة .
ابن يخلفتن .
عبد الرحمن بن يخلفتن بن أحمد أبو زيد الفازازي القرطبي نزيل تلمسان . كان شاعراً محسناً بليغاً فقيهاً متكلماً لغوياً كاتباً كتب للأمراء زماناً ومال إلى التصوف وكان شديداً على المبتدعة بمراكش وسمع وروى وتوفي سنة سبع وعشرين وست مائة وكان أبوه قاضي قرطبة .
ولأبي زيد قصائده المشهورة في مديح النبي A وهي العشرونيات . ومن شعره : البسيط .
يا نائم الطرف عن سهدي وعن أرقي ... وفارغ القلب من وجدي ومن حرقي .
إلام أتلفها نفساً معذبة ... على نقيضين للإحراق والغرق .
وإن أعذب شيء أنت سامعه ... دمع تكفكفه أجفان محترق .
فتارة أنا من وصل على طمع ... وتارة أنا من يأس على فرق .
كم رمت إرسال أنفاسي مؤدية ... عني إليك فقال القلب : لا تثق .
كأنما زفراتي في جوانحها ... سمائم القيظ في ذاو من الورق .
ليت المحبة للعشاق ما خلقت ... وليتني حين ذاقوا الحب لم أذق .
هذا الفراق وهذا الهجر يتبعه ... يا نفس صبراً على موتين في نسق .
ومنه : البسيط .
ما حيلتي فيك قد ضاقت بي الحيل ... لا الكتب مغنية عني ولا الرسل .
في كل يوم غرام لا شفاء له ... إلا لقاؤك والهجران متصل .
الخوف يمنعني والتيه يمنعكم ... متى وكيف وأنى يبلغ الأمل .
ابن الخواص الكفيف .
عبد الرحمن بن يحيى الأسدي الكفيف أبو القاسم بن الخواص المغربي . لم يكن أبوه خواصاً ولكنه سكن بالقيروان في سوق الخوص . قال ابن رشيق في الأنموذج : أبو القاسم هذا شاعر مشهور حسن الطريقة منقاد الطبع لا يتكلف التصنيع بريء من تعقيد أصحابه النحويين وبرد أشعارهم مفنن في علم القرآن من مشكل وغريب وأحكام . ومن شعره : الطويل .
جرى حكم هذا الدهر أن يجمع الغنى ... مع الجهل والفهم الذكي مع الحرف .
فلا تك في شك إذا كنت عالماً ... بأنك لا تعطى سوى خطة الخسف .
ولما رأيت الدهر ليس بتارك ... كريماً ولا تبقي نواه على إلف .
قسمنا بين الآداب نصفين بيننا ... فلم يغنه النصف الذي اختار عن نصفي .
خليلي هذا مأتم المجد والعلى ... أصابهم سهم الحوادث والحتف .
فأصبحت الآداب وخلفت ... مغاني الحجى مدروسة بني ذا الخلف .
ومنه : السريع .
دق لما يلقى من اللمس ... وفات درك الوهم والحس .
كأنه مما به من ضنى ... وهم جرى في خاطر النفس .
ومنه : البسيط .
أراك عيني كحيل الطرف ذي حور ... ظبي خلا أنه ظبي من البشر .
أغنى عن الغصن قداً بالقوام كما ... أغنى بغرته عن طلعة القمر .
يفتر عن أشنب عذب مراشفه ... كالمسك نكهته في ساعة السحر .
مستملح الدل حلو الشكل ما نظرت ... إليه عين فلم تفتن من النظر .
ما كان أحسن إذ تمت محاسنه ... لو تم لي منه إشفاق على ضرري .
جرى هواه مجاري الروح من جسدي ... وحل مني محل السمع والبصر .
عبد الرحمن النخعي .
عبد الرحمن بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي الفقيه أخو الأسود وابن أخي علقمة . روى عن عثمان وسلمان وابن مسعود وحذيفة وتوفي في حدود التسعين للهجرة .
الحافظ الداراني الدمشقي