يا حبذا الخوخ بك ... ف شادن مهفهف .
كأنه كأس ملي ... من الرحيق القرقف .
وقال أيضاً : الطويل .
وخوج أتانا في الهجير حره ... وقد خلت قرص الشمس صارت لنا أرضا .
جمعناه في وقت فأشبه جمعه ... خدود غوان قبلت بعضها بعضا .
وقال نور الدين بن سعيد المغربي أيضاً : الوافر .
أتاك الخوخ أحمر في ابيضاض ... رقيم الوجه من خجل الكرام .
وقد حيتك منه دون إثم ... كؤوس قد ملئن من المدام .
وقال في فوارة تحتها شموع تقد : الكامل .
ما أحسن الماء الذي ترمي به ... فوراة كالهاطل الهتان .
والنار في أحشائها كمتيم ... أضحى الغريق بهاطل الأجفان .
أو مثل شمس الأفق في كبد السما ... ممطورة ممنوعة الدوران .
وكان شرف الدين التيفاشي حاضراً فقال : الكامل .
فوراة بالماء يفتن حسنها ... ببديع منظرها وحسن صفاء .
فالنار فوق الماء عنصر كونها ... فاعجب لهذا النار تحت الماء .
؟ ابن الرفاء .
عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن بن محمد بن منصور بن خلف الإمام العلامة الأديب الشاعر شيخ الشيوخ شرف الدين أبو محمد ابن القاضي أبي عبد الله الأنصاري الأوسي الدمشقي ثم الحموي الشافعي الصاحب ابن قاضي حماة ويعرف بابن الرفاء . ولد سنة ست وثمانين وخمس مائة بدمشق وتوفي سنة اثنتين وستين وست مائة .
ورحل به والده وسمعه جزء ابن عرفة من ابن كليب والمسند كله من عبد الله بن أبي المجد الحربي وحدث بالجزء نحواً من ستين مرة بدمشق وحماه وبعلبك ومصر وروى المسند غير مرة قرأه عليه الشيخ شرف الدين الفزاري وغيره . وقرأ الكثير من كتب الأدب على الكندي وسمع من جماعة وبرع في العلم والأدب وكان من الأذكياء المعدودين وله محفوظات كثيرة وسكن بعلبك مدة وسمع بها من البهاء عبد الرحمن وحدث معه وسكن دمشق مدة ثم سكن حماه وكان صدراً كبيراً نبيلاً معظماً وافر الحرمة كبير القدر روى عنه الدمياطي وأبو الحسين وأبو العباس ابن الظاهري وقاض القضاة بدر الدين ابن جماعة وجماعة كثيرة .
قال الشيخ شمس الدين : قرأت له عدة قصائد على تاج الدين عبد الخالق قرأها عليه قلت : لا أعرف في شعراء الشام من بعد الخمس مائة وقبلها من نظم أحسن منه ولا أجزل ولا أفصح ولا أصنع ولا أسرى ولا أكثر فإن له لزوم ما لا يلزم مجلد كبير وما رأيت له شيئاً إلا وعلقته لما فيه من النكت والتورية القاعدة والقوافي المتمكنة والتركيب العذب واللفظ الفصيح ولمعنى البليغ فمن ذلك قوله : الوافر .
غدوت فكنت شمسي في صباحي ... ورحت فكنت بدري في مسائي .
وجدتك إذ عدمت وجود نفسي ... فأهلاً بالفراق وباللقاء .
وإن أغفيت كان عليك وقفي ... أو استيقظت كان بك ابتدائي .
فيا سعدي إذا ما دام سكري ... علي وإن صحوت فيا شقائي .
وقلت لصاحبي لما لحاني ... عليك بما عناك ولي عنائي .
أصمك سوء فهمي عن خطابي ... وأعماك الضلال عن اهتدائي .
وهنت فكنت في عيني صبياً ... أخاطبه بألفاظ الهجاء .
فلو أصبحت ذا حاء وسين ... لما عنفت في حاء وباء .
ومنه : البسيط .
قرأت خط عذاريه فأطمعني ... بواو عطف ووصل منه عن كثب .
وأعربت لي نون الصدغ معجمة ... بالحال عن نجح مقصودي وعن طلبي .
حتى رنا فسبت قلبي لواحظه ... والسيف أصدق أنباء من الكتب .
ومنه : مخلع البسيط .
حيث ترامت بي الجهات ... فلي إلى وجهك التفات .
جيراننا باللوى أجيروا ... ولها أودى به الشتات .
إليكم هجرتي وقصدي ... وفيكم الموت والحياة .
أمنت أن توحشوا فؤادي ... فآنسوا مقلتي ولا تو .
يريد ولا توحشوها فاقتصر على بعض الكلمة تظرفاً وتلطفاً .
ومنه : مجزوء الكامل .
راح هويت صريح ... فمنحت ماء المزن مقتا .
إن التي ناولتني ... فرددتها قلت قتلتا .
ومنه مضمناً : الوافر